منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
من أعلي المنصة ياسر الفادني *عودة طيور المارا بوي* أبوبكر يحي :  رسالة إلى قادة الأراضي.. ؟ *توصيات حول الأيرادات والتحصيل التوزيع العادل للوحد... ‏*الهجرة الدولية : ( 97% من العائدين ذكروا أن تحسين الأوضاع الأمنية هو السبب الرئيسي لعودتهم)* *صحيفة إيطالية تكشف تورط الاتحاد الأوربي وسماحه بمرور سفينة أسلحةومعدات عسكرية إماراتية إلى مليشيا ا... منال الأمين تكتب : *ولاية نهر النيل بين البنية التحتية والمساكن… ودروس لم تعتبر بعد* *لجنة الإستنفار والمقاومة الشعبية المسلحة بلدية القضارف تحكم التنسيق والتعاون التام بينها والمدير ال... *إبراهيم بقال: شريك في جريمة الكلمة والرصاصة!!* عبد الله إسماعيل   *الأمطار الغزيرة بولاية نهر النيل تؤدي إلى (10) وفيات :  6  في الدامر و 3 في شندي.و 1 في المتمة* *رعاية صحية متكاملة للمعلمين المشاركين في عمليات كنترول الشهادة الثانوية* الدكتورة الصيدلانية هيام عبد الله تكتب  :  *في حمى الضنك : الدواء المسموح به والآمن لتخفيف كل ال...

*الأبيض ميقابروجكت (Al Obeid Megaproject).. المشروع الحضري العظيم!!. (١-٤)* صهيب حامد

0

*الأبيض ميقابروجكت (Al Obeid Megaproject).. المشروع الحضري العظيم!!. (١-٤)*

 

صهيب حامد

صهيب حامد

 

الزائر المتخصص لولاية الخرطوم بعد الحرب (وقد عاد الكاتب من هناك قبل عدة أيام) سوف يدرك من الوهلة الأولى أن أهم ما إستهدفته رصاصة الجنجويد الآثمة في مقتل هو البنية الإستثمارية العقارية للمنطقة الحضرية الأساسية في بلادنا!!. فلقد تلاحظ عودة المواطنين السريعة نسبياً للمناطق الشعبية بالولاية (مناطق أم درمان كالثورات وأمبدات والصالحات ودار السلامات ، جبل أولياء والكلاكلات ، شمال بحري) ، ولكن مناطق كالعمارات والرياض وجبرة والطائف والمعمورة وأركويتات وغاردن سيتي والمنشية وغيرها فهي قد أصبحت مدن أشباح. إن السبب الأساسي لعدم عودة المواطنين لهذه المناطق لأنها مناطق الاستثمار العقاري الأساسية في السودان. ومثلها مثل أي منطقة إستثمار عقاري في العالم فالمنتفع بها شخص مختلف عن المالك ، لذلك ورجوعاًَ لحقائق الحرب فإن النهب الذي حدث لها (مناطق الإستثمار العقارى) قد أحبط حافز المنتفعين السابقين في العودة لنفس المناطق بعكس المناطق الشعبية بولاية الخرطوم والتي عاد إليها مواطنوها لوجود الحافز وهو تعمير منازلهم أصالةً(في الأغلب) لعدم إنفصال المنفعة عن الملكية (في الأغلب كذلك) هنا.

ما لا شك فيه أنَّ إعادة إعمار مناطق الإستثمار العقاري الأساسية بولاية الخرطوم مرتبط بعودة الخدمات وإعادة تأهيل البنيات الأساسية وهو أمر مرتبط بتوفير (الإستثمار) وهو ما سوف يحوجنا مدة غير قليلة من الزمن خصوصاً أن ذلك مرتبط ببعض الإستحقاقات السياسية!!. إذن هل يمنح هذا الأمر الفرصة لمناطق حضرية أخرى (كمدينة الأبيض) لتجاوز الخطوط القديمة في سباق المناطق الحضرية في السودان وهو أمر ما كان له إن يحدث لولا تطورات هذه الحرب اللعينة. إذن ما الإستحقاق المتوجب دفعه مؤسسياً وشعبياً لوضع (الأبيض) كمنطقة حضرية عظمى (Mega Metropolitan Area) محوِّلين (الضرورة) التي أوجبتها علينا الحرب (لفضيلة)!!.

الشرط الأول الذي يؤهل أي مدينة أو منطقة لإكتساب أي إمتياز في سوداننا القادم (سودان الكرامة) هو موقفها من (معركة الكرامة) والدور الذي أدته فيها لصالح الوطن السودان الغالي ، وهنا لا يزايدنَّ أحدٌ على (الأبيض) إلا الفاشر وبابنوسة والدلنج وهي المدن الأربعة التي بحق لعبت دور الدرع الواقي لبيضة ومركز بلادنا وقد أجج مواقف هذه المدن مشاعر شعبنا الذي زعزعته في السابق دعاوي القبليات والجهويات!!. إذن تقوية الأبيض وتمتينها كمشروع حضري عظيم هو تقوية وتمتين للأمن القومي لبلادنا وصنع مصدّة متقدمة لحماية مركزها ، وفي ذلك لا يزايدنَّ على (عروس الرمال) مزايد ممن يمنحون أنفسهم حق توزيع صكوك الوطنية وقد دفعت الأبيض ذلك دماً ودموعاً وجوعاً وحصاراً دون الإضطّرار للإنثناء أو الركوع للجنجويد حتى بعد أن ضرب (الأوغاد) أطفالَنا فلزاتِ أكبادِنا مضرجلين بدمائهم أمام أعيننا ،فتحدتّهم المدينة (العروس) بجسارة مواصلة مسيرة التعليم بلا وجل وهي المترامية المفتوحة على أربعاتها لمدة تقارب العامين على هجمات المليشيا العميلة ، الهجمات التي تكسّرت على صخرة (هجّانتنا) أم ريش أساس الجيش!!.

إذن فتصور مشروع الأبيض ميقابروجكت يهدف لتحويل مدينة الأبيض التاريخية لمنطقة حضرية عظيمة (Metropolitan area) بمساحة تتجاوز ٤ مليون متر مربع (المساحة الحالية لا تتجاوز ٣٥٠ الف متر مربع) إمتداداً من منطقة مقترح المطار الجديد (مطار أم قلجي الدولي) الذي بدأت عمليات المسح والتعويضات فيه قبل إندلاع الحرب ، وهكذا ليمتد المشروع الحضري العظيم من هناك إلى التخوم الجنوبية لجبل كردفان ثم إلى (العيارة) غرباً ثم إلى أم جمط وام عشيرة شمالاً. وهكذا كي يتمدد ( Straddling) المشروع الحضري (للابيض ميقابروجكت) ضمن ثلاث محليات (شيكان وبارا والرهد) بدلا عن المنطقة الحضرية الحالية للابيض التاريخية والتي تنحصر فقط في محلية شيكان وهو ما يسمى بالتشبخ الحضري (Urban straddling) وهو نمط عالمي يوجد في عديد بلدان العالم مثل منطقة طوكيو الحضرية (Tokio metropolitan area) التي تشمل كامل منطقة طوكيو ثم متمددة (Straddling) إلى مناطق (سايتاما) و(شيبا) و(كاناقاوا) بعدد قاطنين يبلغ ٣٧ مليون نسمة كاكبر منطقة حضرية في العالم تحوي ما يقارب ثلث سكان اليابان!!. كذلك مثل المنطقة الحضرية ديترويت – وارن-ديربورن (Detroit—Warren—Dearborn) في ميتشحان وغير ذلك الكثير من المناطق الحضرية في العالم.

يتم تصنيف المدن في العالم رجوعاً لخمسة معايير متفق عليها وهي الاقتصاد (Ecnomics) وراس المال البشري (Human capital) والبيئة (Environment ) وجودة الحياة (Life Qualiy) والحوكمة (Governance). ووفق عدد درجات المدينة المعينة في مؤشر (Index) اي من هذه المعايير يتم تصنيف المدينة إبتداءاً من (++Alfa) وفي هذا التصنيف هناك مدينتان فقط وهما نيويورك ولندن ثم (+Alfa) بعدها (Alfa) ف (Beta cities) وبعدها(Gamma cities). تأمل هذه الاطروحة تطوير الأبيض بنقلها لتصنيف قاما (Gamma) ، حيث تتميز المدن في هذا التصنيف بعدد سكان بين ٦ الي ١٠ مليون نسمة. وهي تخدم حجم إقتصاد يحمل ملامح نمط يربط الإقتصاد القطري بالوسط الإقليمي والتجارة المعولمة (Globalisation Trade).

إن الهدف أو الطموح لبلوغ ذلك يوجب توفير الخدمات الأساسية للمركز الحضري الجديد كالمياه (للشرب وكذلك لاغراض الصناعة المساحات الخضراء مما يؤهلها لتكون مدينة أسفنجية (Spong City)) ، والصرف الصحي الشامل و شبكة المواصلات المتكاملة وتوفر الطاقة والخدمات المالية وخدمات البورصة والبنوك وخدمات التعليم بمراحله المختلفة والمزارات الدينية (قبة الشيخ إسماعيل الولي مثلا) والثقافية (تطوير متحف شيكان) والمزارات التاريخية (موقع معركة شيكان مثلا). ذلك إلى جانب توفير وتطوير إطلالة سياحية ذات ملمح عالمي ضمن المنطقة الحضرية الجديدة وبالطبع فإن منطقة جبل كردفان تفي بهذا الغرض خصوصاً إن شملت المنتجعات الخضراء وملاعب للغولف ومطاعم وموتيلات وكازينوهات و أندية عضوية في أعلى قمم الجبل ترتبط بخطوط للتليفريك (الناقلات السلكية) مثلها مثل المرافق السياحية لمنطقة جبال الألب في المنطقة الحدودية بين سويسرا والنمسا التي تشتهر بالتزحلق على الجليد وممارسة هواية التسلق وهو الأمر الذي سوف يمكّن الأبيض لتكون المدينة السياحية الأولى على المستوى القطري والإقليمي.. نواصل.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.