*إعمار مسجد جامعة الخرطوم: حين يلتقي جهاد السنان بجهاد اللسان* بقلم د. إسماعيل الحكيم
*إعمار مسجد جامعة الخرطوم: حين يلتقي جهاد السنان بجهاد اللسان*
بقلم د. إسماعيل الحكيم
_Elhakeem.1973@gmail.com_
مبادرة كريمة تداعى لها بعض نفر كريم.. لإعادة إعمار مسجد جامعة الخرطوم باسم الشهيد مهند وإخوانه.. لتأتي هذه المبادرة.. في زمن تصنع فيه المواقف أعظم المعاني، وتُخلّد فيه التضحيات أسمى القيم، إذ تتجلى مبادرة إعمار مسجد جامعة الخرطوم باسم الشهيد مهند وإخوانه لتخطّ على صفحات التاريخ سطراً مضيئاً يزاوج بين جهاد السنان وجهاد اللسان وبين تضحيات الميدان ورسالة العمران.
إنها ليست نفرة لإعادة بناء مسجد وحسب، إنما هي شهادة حيّة على أن من بذلوا أرواحهم في سبيل الله، لم يرحلوا بعيداً بل تركوا أثراً يتواصل عبر صدقة جارية، عمارةٍ لبيتٍ من بيوت الله، ومنارةٍ تفيض علماً وهدى، ومحرابٍ يربط الأرض بالسماء وإعتراف ِ بدين في أعناقنا للشهداء جميعهم.
وليس غريباً على أهل السودان أن يكون لهم سهم راكز في فعل الخيرات، فقد عُرفوا دوماً بالسبق في البذل والريادة في الإعمار والوقوف عند مواطن الخير بسخاء النفوس وكرم الأيادي إذا نادى منادي الخير والفضل . فكيف إذا كان الأمر يتعلق بمسجد أُسس على التقوى في صرحٍ جامعي ظلّ لعقود قبلةً للعلماء وملتقى للطلاب ومركزاً يفيض بالقيم والرسالة؟
إنها دعوة مفتوحة لكل قلب حيّ أن يسابق إلى البذل والعطاء، أن يجعل له سهماً في محراب من محاربب الأمة المعطاءة، يكتب له في ميزان الصالحات، ويكون شاهداً له يوم يلقى الله. ولنا في أهل الخير، بعد الله تعالى ظنٌ لا يخيب، فهم الذين عهدناهم يلبّون نداء المكرمات، ويتسابقون إلى أبواب الجنة بالخيرات.
فيا أهل السودان، ويا محبي الخير في كل مكان، أروا الله من أنفسكم خيراً، وسارعوا إلى المشاركة في هذه المبادرة المباركة، عسى أن تكون لبنة في الدنيا وذخراً في الآخرة، وخطوة على درب من سبقونا بالإيمان والتضحية.