منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*فاقد الشيء لا يعطيه* د. هويدا عتباني

0

*فاقد الشيء لا يعطيه*

د. هويدا عتباني

هويدا عتباني

 

تحدثت واحدة من اللايفاتية لا أعرف إسمها وإن كنت عادة لا أتابع اللايفات ، لكن للاسف تابعت هذه المرة وأسفت لمتابعتي .

إنتقدت نظام التعليم العالي في عهد الكيزان تقصد في عهد حكومة الإنقاذ وانتشار الجامعات وضعف اللغة العربية والإنجليزية ، ولست ضد الانتقاد إن كان موضوعياً ومبني على معلومات صحيحة ، لكنها ذكرت معلومات مغلوطة ، وارتكبت أخطاء لغوية أقل ما توصف به أنها شنيعة .

أولاً :ذكرت أنها متخصصة في التعليم العالي ، قرأته قراءة وعملت فيه شهادات ، ولعمري هذه أول مرة أسمع بتخصص أسمه التعليم العالي ، اللهم زدنا علماً ومعرفة .

ثانياً: انتقدت القبول الخاص في الجامعات وهو نظام معمول به في كثير من الدول المتحضرة . وقد أدخلت وزارة التعليم العالي هذا النظام في الجامعات الحكومية للمساعدة في ميزانية الجامعة ولتجويد العمل ، ومع ذلك فإن القبول الخاص مربوط بحد أدني في النسبة وليس أمراً مفتوحاً لذوي الدخل العالي لإدخال أبنائهم بنسب ضعيفة ، كما يفهم البعض ذلك.

ثالثاً : ذكرت أن الكيزان رغم تنفيذهم لخطة التعليم العالي وانتشار الجامعات إلا أن أبناءهم يدرسون في أمريكا وبريطانيا في اكسفورد وكمبردج وهارفارد ، و رغم التعميم المخل فلن نجرؤ على مطالبتها إثباتاً بالدليل فهو أمر يبدو شبه مستحيل ، لكن على الأقل كنا نطمع أن تذكر لنا إسم أو إسمين كمثال لما ذكرت ، أو على أقل تقدير تذكر لنا عدد أو نسبة الذين فعلوا ذلكً من الكيزان حتى لو كان عددا تقريبياً، وهل يا ترى لو طالبناها فقط بأن تقسم بالله العظيم أن ما ذكرته صحيحاً هل كانت ستفعل بكل الثقة التي تحدثت بها.

رابعاً : ذكرت أن مدرستها الأميرية بحري تحولت إلى جامعة بحري . وهي معلومة عارية من الصحة ، فقد عملت في جامعة بحري لمدة ست سنوات و أعرف ما ظهر منها وما بطن . وجامعة بحري هي إمتداد لجامعة جوبا والتى انتقلت مع انفصال الجنوب إلى العاصمة جوبا ، فكان لا بد لوزارة التعليم العالي من إستيعاب الطلبة والأساتذة الشماليين الذين كانو في جامعة جوبا في جامعة جديدة بديلة ، فتم تأسيس جامعة بحري ، والتي أصبح مقرها مجمع ضخم في أم القرى شرق الكدرو، وهو مجمع تم تأسيسه في عهد البروفسير زكريا بشير المديرالسابق لجامعة جوبا . يعني لا مدرسة الأميرية ولا غيرها تحولت إلى جامعة بحري .

خامسا:وهي الطامة الكبرى أن المتحدثة تدعي العلم بالشي وتكون جاهلة به ، وهو ما ينطبق عليه مقولة فاقد الشيء لا يعطيه ، فقد انتقدت محدثتها (الكوزة) في لغتها العربية وذكرت في معرض حديثها (البُنية التحتية) هكذا نطقتها (البنية )بضم الباء هل تتخيلوا ذلك ، وكانت تقصد البنية بكسر الباء والتي مصدرها البناء ، اما البُنية بضم الباء فأجاركم الله ان تعرض لها أحد من الناس فأصابت وجهه او صدره .

يبدو ان المتحدثة المقيمة في بريطانيا، بعيدة كل البعد عن كثير من المعلومات ولم تحاول مجرد المحاولة من التأكد من معلوماتها، وهو أمر يفعله اي أكاديمي مبتديء أو كما قالت متخصص في (التعليم العالي ) إن كان هناك تخصصا بهذا الاسم ، فهو يحاول الوصول إلى المعلومة الصحيحة مهما كلفه الأمر والسؤال ليس بعيب ، وإلا فليقل حقاً او يصمت ، وهو أفضل من أن ندعي العلم بالشيء أو ننطق عن الهوى ونرمي الكلام على عواهنه وكفى .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.