منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*الخرطوم… عاصمة تحت الركام ودموع تحت الرماد* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي

0

*الخرطوم… عاصمة تحت الركام ودموع تحت الرماد*

 

كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي

 

أسبوعٌ كامل عشته في قلب الخرطوم لكنّه كان أشبه برحلةٍ في مدينةٍ أشباح لا تشبه نفسها ولا تشبه تاريخها ولا حتى أحلام أبنائها.
كنتُ أظن أنني أعرف الخرطوم بكل شوارعها ومبانيها لكن ما رأيته بأمّ عيني جعل قلبي يعتصر ألماً وكأنني أقف وسط أطلال مدينةٍ غزتها جحافل التتار.

قاعة الصداقة رمز الدبلوماسية السودانية تقف اليوم مدمّرة بلا روح، وكأنها تروي للعالم قصة خيانة كبرى.

برج زين الذي كان يزين أفق الخرطوم أصبح عاري من اي ملامح غير الحديد والخرسانة
وبرج أفريقيا الذي كان شاهداً على تطلعات السودان نحو المستقبل صار شاهداً على انكساره.
مسجد الشهيد الذي كان منارةً للإيمان ومسجد النيلين الذي كان مفخرة العاصمة كلاهما نالا نصيبهما من هذا الخراب.

أما القصر الجمهوري القديم والجديد فمشهد الدمار فيهما كفيل بأن يحكي للأجيال كيف أُهينت هيبة الدولة في لحظةٍ حالكة السواد.

العمارة الكويتية برج الساحل والصحراء وأبراج القوات المسلحة كلها صارت كأنها جثث مبانٍ تحمل وجع الخرطوم وحزنها العميق.

كل زاوية كل شارع، كل رصيف… صار شاهداً على تدمير ممنهج لم يتوقف عند الحجر بل طال النفوس قبل المباني.

مشاهد مؤلمة تندى لها الجبين وجراح غائرة في قلب العاصمة وأهلها.

فمن المسؤول عن هذا الخراب؟ ومن الذي سيقف أمام الله ليجيب عن هذه الجريمة التي هدمت عمراناً وأحلاماً وكرامة وطن؟

حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من كان السبب
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل يدٍ تلوثت بدماء الأبرياء وفي كل قلبٍ قاسٍ لم يرحم هذا البلد وأهله.

الخرطوم اليوم لا تبكي وحدها بل يبكي معها كل سوداني شريف،

ويبقى السؤال المر:
*هل من فجر يعيد لهذه المدينة روحها أم سيظل الدمار عنوانها لعقود قادمة*

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.