وقل اعملوا د/ عبدالله جماع *الاستثمار في النووي مقابل الحكي!!*
وقل اعملوا
د/ عبدالله جماع
*الاستثمار في النووي مقابل الحكي!!*
الدولة الناجحة هي التي تستطيع جلب الرساميل الاجنبية للاستثمار لديها،وفقا لما هو متوفر ومتاح لها من فرص استثمارية. لتمكنها من الاستفادة القصوي من ذلك ،مع استغلال كافة الفرص الاستثمارية المتاحة لديها، و التي تشجع رأس المال الاجنبي من اغتنام تلك الفرص بكل ثقة ويسر واطمئنان . فأستقطاب رؤوس الاموال الاستثمارية لدي اي بلد مضيف لها لكي ينجح يقوم علي عدة عوامل منها 1/ قبول شعب ذلك البلد المضيف لتلك الاموال القادمة اليها ومرحبا بها لديهم 2/ وجود قوانين الاستثمار المرنة والمنضبطة 3/ سهولة نقل وحركة الاموال من والي 4/ توفر البني التحتية الملائمة التي تساعد علي ذلك. فهذه بعض المطلوبات الاولية التي ينبغي توفرها قبل الشروع في تنفيذ اي مشروعات متاحة قابلة للتنفيذ. والدولة الناجحة هي التي تسوق للاخرين نقاط قوتها الاستثمارية بدون اطالة او زيادة ( حكي)، وبعيدا عن السرديات التي يمقتها المستثمر ولا يفضل سماعها . كالاعتماد علي التاريخ او تضخيم الذات او المقارنات بين الشعوب. وعليه تحديد نقاط القوة الاستثمارية التي تتمتع بها هذه الدولة او تلك ، ينبغي ان يكون هذا هو برنامج سفراءها بالخارج . و الذي يكون تسويق فرص الاستثمار وجلب المستثمرين هو اول اهتماماته. وهنا اعتقد فقط يتضح مدي مستوي السفير البارع والمبدع والملهم الذي بامكانه ان يلعب وهنا بالذات دور موظف التسويق الشاطر ، وليس كدبلوماسي وحسب. لانه كلما استطاع السفير عرض فرص بلاده المتاحة للاستثمار بنجاح واستطاع اقناع المستثمرين في البلد الذي يقيم فيه واستجلابهم لبلده الام ، يعد ذلك هو انجح واشطر سفير. وبأختصار مهمة السفير الحقيقية هي تسويق مشروعات بلاده قبل عمله كدبلوماسي ممثلا بلاده حيث يقيم. فالدعوة للاستثمار لاي بلد ليست شعرا او كلاما منمقا معسولا، وانما هي اسهل واقل من ذلك بكثير. ( كلمة وغطاها). ونحن في السودان لدينا من الفرص الاستثمارية ( ما تسيل له اللعاب) ولكننا ولكي نجح في استقطاب الاخرين . علينا الاعداد المتكامل لذلك، وازالة كل العقبات المكبلة للعملية الاستثمارية، قبل الشروع في التسويق له. فكسب ثقة الاخرين اسهل مليون مرة من اعادتها اليك مرة اخري. فأن فقدت الثقة مستحيلة اعادتها. وعليه ينبغي الاعداد لذلك اعدادا متكاملا وتوفير كافة مقوماته التي تسبق التسويق له بكل شفافية وواقعية. مع العلم ان مالدينا من فرص استثمارية واعدة. اذا ما تضافرت كل الجهود الرسمية بالذات من لدن الرئيس وحتي ( السفير والذي اعتبره هو رأس الرمح في العملية التسويقية برمتها). يعني باختصار شديد نود ان نقول ان الدعوة للاستثمار سهلة جدا جدا ولكنها ايضا صعبة جدا جدا. فالاستثمار هو كتسويق السلع الاستهلاكية تماما، والذي يحتاج لاربعة عناصر ضرورية اذا ما انتقصت احداها فسدت كل عملية التسويق المتوخاة. وهو مايعرف في علم التسويق بالمزيج التسويقي ب( 4 Ps ) وهي 1/ السعر 2/ المنتج 3/ الترويج 4/ التوزيع.. وذلك مفاده السعر التنافسي المناسب ثم المنتج الممتاز بالاضافة الي الترويج الجيد للسلعة ثم اختيار مكان الشريحة المستهدفة التي صممت اليها السلعة. وعليه هذه المبادئ التي تقوم عليها اي عملية تسويقية لكافة السلع.والا ( لبارت وكسدت السلع).
ومن غير توفر هذه الشروط الاربعة يعني لا تسويق ولابيع لاي سلعة ناقصة الاطوار. الذي قادني الي موضوع الحديث عن الاستثمار هذا هو زيارة الاخ رئيس الوزراء ( المطرشقة) الي السعودية وما كان متوقع منها و مؤمل فيها ان تجلبه من استثمارات ذات جدوي للسودان. ولكنها تضاربت مع زيارة رئيس وزراء باكستان الي السعودية بغرض جلب استثمارات ناجحة لبلاده ايضا ، حيث ظفر هو( الباكستاني) بالاهتمام والرعاية الكريمة والاحترام لانه جاء للمملكة لتسويق الاستثمار ولكن في( السلاح النووي) . هذا باعتبار ان باكستان دولة نووية ،بينما كامل ادريس جاء لتسويق( الحكي) . فبديهي سيفوز الباكستاني ويرحب به ويسمع منه لانه لديه سلاح نووي للتسويق. وبديهيا ومنطقيا يصرف النظر عن كامل ويتم الاعتذار له. ( فشتان ما بين النووي والحكي). ولكنه قد كان. وماعاش من لا يملك النووي. ولكن هذه هي طبيعة الاشياء الكل يستثمر فيما يملك ( والحشاش يملك شبكته).
01125315079
Jamma1900@hotmail.con