خبر و تحليل: عمار العركي *من حصـار الفـاشر إلى إصلاح مجلـس الأمن: ما يجب أن يقولـه د.كامل للعـالم*
خبر و تحليل: عمار العركي
*من حصـار الفـاشر إلى إصلاح مجلـس الأمن: ما يجب أن يقولـه د.كامل للعـالم*
* اليوم الخميس 25 سبتمبر 2025م، يقف رئيس الوزراء د. كامل إدريس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في لحظة استثنائية؛ لحظة تختبر قدرة السودان على مخاطبة العالم بلغة جديدة، وتختبر في الوقت نفسه صدقية المجتمع الدولي تجاه واحدة من أعقد المآسي الإنسانية والسياسية الراهنة.
* في أول إطلالة له على المسرح العالمي، لا يُنتظر من إدريس أن يكتفي بخطاب بروتوكولي تقليدي، بل المطلوب أن يضع العالم أمام مسؤولياته بلا مواربة. فالرجل، بحكم خلفيته الأكاديمية والدبلوماسية وامتلاكه قبولاً واسعاً في الأوساط الدولية، يمتلك فرصة نادرة لتحويل هذا المنبر إلى منصة لكسر العزلة المفروضة على السودان وإعادة تقديمه كشريك فاعل في منظومة الأمم المتحدة.
* المطلوب أن يضع إدريس المأساة الإنسانية في قلب خطابه، وأن يذكّر العالم بأن الشعب السوداني يُذبح كل يوم تحت حصار خانق، خصوصاً في مدينة الفاشر، حيث تُرتكب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين. هذه ليست مجرد تفاصيل محلية، بل قضية أخلاقية وقانونية تختبر إرادة المجتمع الدولي.
* وعليه، فإن أقوى رسالة يجب أن يوجهها إدريس هي: رفع الحصار فوراً، ومساءلة القوى المتورطة فيه، وإلا فإن مصداقية النظام الدولي برمته ستظل محل شك.
* من الضروري أن يتناول إدريس، بوضوح لا يقبل التأويل، دور التدخلات الخارجية في إطالة أمد الحرب. فالمطلوب من خطابه أن يعلن أن أي تسوية سياسية مستدامة لن تكون ممكنة ما لم يتوقف هذا التدخل فوراً. هذه ليست مطالبة سودانية داخلية فقط، بل اختبار لمدى جدية القوى الدولية في دعم السلام لا الاكتفاء بالشعارات.
* المطلوب أيضاً أن يتجاوز إدريس الإطار المحلي ليضع مأساة السودان في سياقها الأممي الأوسع. وهنا تبرز قضايا مثل إصلاح مجلس الأمن، وتعزيز التعاون من أجل التنمية المستدامة. الربط بين معاناة السودان ومطالب إصلاح النظام الدولي سيحوّل الخطاب من نداء إنساني معزول إلى دعوة سياسية استراتيجية تُعيد السودان إلى طاولة صناعة القرارات الدولية.
* خطاب إدريس سيكون اختباراً مزدوجاً، داخلياً وخارجياً ، ومدى قدرته على التعبير عن أولويات السودانيين وتوجهاتهم في هذا التوقيت الصعب، ومدى نجاح الخطاب في تحويل مأساة السودان من ملف إنساني مهمّش إلى قضية سياسية تتصدر أجندة الأمم المتحدة.
*_خلاصة القول ومنتهاه_ :*
* المطلوب من خطاب إدريس أن يكون صريحاً وقاطعاً ، وأن يقول للعالم إن السودان لا يطلب شفقة ولا إحساناً، بل يطالب بحقوقه المشروعة في السلام والعدالة والسيادة. وأن يؤكد أن ما يجري في الفاشر أو الخرطوم ليس شأناً سودانياً داخلياً فقط، بل مرآة لأزمة أعمق في آليات الحوكمة الدولية،فإما أن يتحرك العالم لإنهاء المأساة، أو يتحمل وزر استمرارها