منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

كتاب ( ثقافة أعلام صحافة) 2 اليف صلاح التوم من الله       *اعلام والسنة* 

0

كتاب ( ثقافة أعلام صحافة) 2

 

اليف صلاح التوم من الله

*اعلام والسنة*

صلاح التوم من الله

* لا يوجد نظام ناجح اعلامه فاشل كما لا يوجد نظام فاشل اعلامه ناجح فاعلام الشيء منه ولا ينفصل عنه وفشل الاعلام من فشل النظام لان النظام هو الذي يصنع الاعلام ولا تفرضه عليه جهة اخرى ..
* اعلام الادارة الامريكية . مثلا . المتعلق بالافصاح عن الافكار والاراء والقدرات والمواقف وغير ذلك يصنعه قادة الادارة الامريكية انفسهم بصفة يومية بمبادرات منهم أو من الياتهم في التصريحات والمؤتمرات الصحفية والحوارات واللقاءات التلفزيونية والاذاعية وفي صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي وسيل من الاحاديث لا يتوقف ابطاله الاعلامي الأمريكي الأول الرئيس اوباما نفسه ووزير خارجيته جون كيري وكل اعضاء الادارة وجيش كامل من المتحدثين بالسنة واسماء المؤسسات : البيت الابيض ، البنتاغون ، وزارة الخارجية .. الخ وكل ثلاثة او اربعة اشخاص في تلك البلاد عندهم متحدث رسمي باسمهم وعدد الألسنة المتحدثة باسماء من تمثلها في الادارة الامريكية الرسمية او اي ادارة اخرى خاصة في الولايات المتحدة توازي عدد الأدمغة التي تصنع الافكار والقرارات .
* لا توجد وزارة اعلام في الولايات المتحدة، أي مسؤول في اي موقع عام او خاص هو وزارة اعلام نفسه ويتدرب على ذلك ونجاحه في موقعه يتوقف على نجاحه الاعلامي بل احيانا تغطي البراعة الاعلامية على اخفاقات ادارية او تحاول ان تجمل عيوب قرارات ومواقف ..
* يخلط البعض بين الاعلام كرسالة موجهة والاعلام كوسائل ناقلة لهذه الرسائل ويحمل الوسائل الاعلامية الناقلة مسؤولية اخفاقات الادارة الحكومية وقادتها اعلاميا وهذا مثل ان تحمل الاناء مسؤولية عدم وجود حساء فيه بينما صاحب الحساء لم يقم بصبه في الاناء . لماذا نجد في القنوات التلفزيونية والاذاعية رسائل اعلامية امريكية يومية في ما يتعلق بالاحداث والافكار والآراء والقرارات تطغى على الرسائل الاعلامية السودانية والعربية والافريقية ؟ لأن الشخصيات في ادارة الولايات المتحدة تعرف كيف تصنع وتبث رسائلها الاعلامية .. ونحن لانهتم ولا نجيد ذلك
* ان المسؤول والاداري السوداني في الحكومات وفي القطاعين العام والخاص منذ الاستقلال وحتى الان اما زاهد لا يبادر بالاعلام او جاهل لا يعرف كيف يفعل ذلك او مريب يخفى اشياء لا يرغب في كشفها وبالتالي لا يتحمس اذا جاءه صحفي لينتزع منه معلومات ناهيك ان يتبرع هو بفعل ذلك ..
* السوداني بطبعه غير ميال للحديث عن نفسه وعن اشيائه بينما الاعلام قائم على ذلك وتقول امثلة سودانية «كترة الطلة بتمسخ خلق الله» و «شکار نفسه ابلیس» و «السواي ما حداث» ويصف العامة الشخص المتحدث عن نفسه بمقولة «الزول ده بتاع دعايات»
* وزراء سودانيون لا يعرف اسماءهم حتى الصحفيين انفسهم ووزارات لم نسمع الناطقين باسمائها اذا وجدوا .. عشرات الاحداث والقضايا المحلية والعالمية تظهر يوميا ولا يتصدى للتعليق علي معظمها واعلان المواقف منها مسؤول اوصاحب اختصاص في الادارات المختلفة الرسمية او الخاصة. ولذلك اراء الحكومة او غيرها في كثير من الأحداث والمواقف والقرارات المحلية والدولية غير معلومة او غير واضحة او فيها تناقض .

صلاح التوم من الله
صحيفة الصحافة – ١٩ يونيو ٢٠١٤

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.