منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

كتاب ( ثقافة أعلام صحافة) 3  تأليف صلاح التوم من الله                             *لانسمع .. لانرى .. لانتكلم !!* 

0

كتاب ( ثقافة أعلام صحافة) 3

 

تأليف صلاح التوم من الله

*لانسمع .. لانرى .. لانتكلم !!*

صلاح التوم من الله

الساحة الاعلامية خالية من الآراء السودانية في احداث العالم
المواطن السوداني اصبح أسير وجهة النظرة الأجنبية

صلاح التوم من الله

معلوم إن الاعلام السوداني (صحافة ورقية ، قنوات تلفزيون واذاعة وغير ذلك) خارجياً غير مسموع وغير مؤثر وفاشل في ايصال حقيقة ما يحدث عندنا ووجهات نظرنا في قضايانا إلى العالم .. وأن العالم يأخذ أخبارنا من الاعلام العالمي الطاغي والمؤثر بصورة غير أمينة وفيها تشوية وتضليل وبث كل ماهو قبيح وحجب كل ماهو جميل لخدمة اغراض الجهات الدولية الواقفة خلف اجهزة الاعلام العالمي.. وتظهر الحقيقة في شهادات زوار السودان الاجانب عندما يصرح أحدهم قائلاً: ما رأيته في السودان يختلف عن ما يبثه العالم عنكم .. ومهما تكن تكلفة اعلامنا الموجه للعالم باهظة جداً تبدو اقل بكثير جداً من أن نوجة الدعوة الي شعوب العالم فردا فردا إلى السودان لرؤية الأوضاع على حقيقتها.
لكن ما أود طرحه هنا ولم يطرحه أحد من قبل ولا تنتبه أو تفكر فيه أجهزة الإعلام السودانية أن الامر لا يقتصر فقط على عدم اسماع صوتنا إلى العالم، بل لم تعد أجهزة اعلامنا تهتم بالأنباء والأحداث العالمية … وبنفس القدر الذي تركت فيه هذة الاجهزة العالم يتلقى اخبارنا بوجهة نظر وتلوين الاعلام الاجنبي تركت المواطن السوداني يتلقى انباء واحداث العالم بوجهة نظر وتلوين هذا الاعلام الاجنبي نفسه ..
اصبح المواطن السوداني يتعامل مع ما يحدث عالمياً خاصة العالم العربي والأفريقي والاسلامي واسرائيل وتدخلات الولايات المتحدة والغرب في ذلك من قنوات التلفزيون والاذاعة والنت الاجنبية مثل: البي بي سي والسي ان ان والفرانس ٢٤ والحرة وحتى الجزيرة والعربية والـ MBC وغيرها بطرح ممنهج يخدم اهداف الجهات الواقفة خلف هذه القنوات الأجنبية، وخلت قنواتنا وصحافتنا من الأنباء العالمية، واذا وجدت غير مقروءة وغير مطلع عليها وقديمة وتقدم تحصيل حاصل واعلامنا يعلم أن المواطن السوداني يتلقى الانباء العالمية من القنوات الأجنبية ولا يهتم عالمياً في صحافتنا إلا بأخبار برشلونة وريال مدريد ومانشيستر يونايتد والدوريات الأوربية والمصارعة الحرة واخبار المطربات والمطربين وما شابه ذلك، ومن الأدلة على ذلك أن اخبار كرة القدم العالمية لها صحف متخصصة في السودان تجد القبول والتوزيع ولكن هل يجرؤ ناشر على اصدار صحيفة في السودان متخصصة في الاحداث العالمية السياسية؟
مؤسف أن رأينا في ما يحدث عندنا غير مسموع للعالم ورأينا في ما يحدث في العالم غير مسموع عندنا .. نحتاج على الأقل إلى قناة تلفزيونية سودانية تخصص نشرة انباء اجنبية قوية ومشاهدة تنقل فيها الانباء بمهنية مجردة من التلوين والتوجيه الذي تحدثه فيها القنوات الاجنبية وتقدم الخلفيات وما خفي وتكشف لعبة الأمم والمؤامرات وتطرح وجهة النظر السودانية في ما يحدث في العالم، فالمواطن السوداني في امس الحاجة إلى هذه الخدمة المنعدمة وسيدرك الفرق بينها وبين التلفيق العالمي.
أما الصحافة الورقية متى قرأتم آخر مرة لكاتب عمود سياسي سوداني يتناول ما يحدث في سوريا أو العراق أو ليبيا أو مينامار أو ايران أو غير ذلك من احداث العالم فى الشرق والغرب؟ لم اذكر اسرائيل وفلسطين لأن هذا الموضوع نسيناه اعلامياً من زمان جملة وتفصيلاً .. لا احد كاتب عمود يكتب في ذلك فالجميع منكفئ على نفسه في قضايا السودان حتى الاستاذ ابوبكر وزيري صاحب عمود «رجع الصدى» يختار من العالمي ماهو غير سياسي .. وبالنسبة للصحف احياناً تتم تغطية العجز بنشر أعمدة في الشأن الدولي بأقلام كتاب عرب منقولة من صحف عربية ..
على كل كاتب عمود صحفي سوداني العلم بأنه ليس سودانياً مقطوع من شجرة فهو سوداني من اصل عربي افريقي اسلامي انساني ويوجب عليه ذلك أن يتناول القضايا الدولية من منطلق هذا الانتماء على الاقل مرة كل اسبوع حتى نستنير بآراء سودانية في ما يحدث حولنا في العالم.

صلاح التوم من الله
صحيفة قوون – ١١ / ٦ / ٢٠١٣

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.