*لقاء خاص مع مدير جامعة إفريقيا العالمية: “نحو إعادة تأهيل الجامعة واستمرار رسالتها الأكاديمية رغم التحديات”* إعداد وحوار: د. ميادة بشير محمد عبدالله / قونية – تركيا
*لقاء خاص مع مدير جامعة إفريقيا العالمية: “نحو إعادة تأهيل الجامعة واستمرار رسالتها الأكاديمية رغم التحديات”*
إعداد وحوار: د. ميادة بشير محمد عبدالله / قونية – تركيا

| الإثنين 6 أكتوبر 2025
في إطار زيارته الرسمية إلى تركيا، أجرينا هذا اللقاء الخاص مع البروفيسور حاتم عثمان محمد خير مدير جامعة إفريقيا العالمية، للحديث عن أهداف الزيارة، وأوضاع الجامعة بعد الحرب، وخططها المستقبلية في مجالات التعليم والبحث العلمي.
سؤال: بداية، ما الهدف من زيارتكم الحالية إلى تركيا؟
الجواب: تأتي هذه الزيارة في توقيت مهم لعرض تطورات الأوضاع في جامعة إفريقيا العالمية أمام الجهات الرسمية والمنظمات التركية، خاصة بعد ما مرت به الجامعة من ظروف صعبة منذ العام 2023. تركيا شريك قديم للسودان وعضو فاعل في مجلس أمناء الجامعة، وتحظى بعلاقات تعاون ممتدة معنا. خلال الزيارة التقينا بمسؤولي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وعدد من المؤسسات والهيئات التي دعمت الجامعة سابقاً، وقدمنا شرحاً مفصلاً عن حجم الأضرار التي لحقت بالجامعة وخططنا الجارية لإعادة تأهيلها واستمرار أنشطتها الأكاديمية.
سؤال: كيف تعرفون القارئ بنفسكم ومسيرتكم الأكاديمية؟
الجواب: أنا البروفيسور حاتم عثمان محمد خير حامد، من مواليد مدينة سنجة بولاية النيل الأزرق عام 1958. عملت في دواوين الخدمة المدنية بالسودان لمدة تسع سنوات، ثم التحقت بجامعة إفريقيا العالمية عام 1994م. توليت عدة مناصب إدارية وأكاديمية، منها عميد كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية والسياسية، ثم نائب مدير الجامعة، والآن أشغل منصب المدير ، و توالى قبلي عشرة مدراء للجامعة. وأسعى في قيادة الجامعة للبناء على ما تحقق من إنجازات السابقين، رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
سؤال: ما أبرز الإمكانات الأكاديمية والعلمية والبنى التحتية في الجامعة حالياً؟
الجواب: جامعة إفريقيا العالمية مؤسسة تعليمية دولية بدأت فكرتها عام 1966 بمعهد ديني أهلي استشعارا لمسؤولية السودان تجاه إفريقيا، ولكنه لم يعمر ، ومن ثم بعد أعوام تجددت الفكرة بإنشاء المركز الإسلامي الإفريقي عام 1973، كمنظمة إقليمية أسستها سبع دول ، وتخرج منها عشرات الآلاف .
في العام 1991م تطور المركز إلى جامعة إفريقيا العالمية ، وهي منظمة دولية مستقلة ، ذات طبيعة و أهداف خاصة، تتصل بمنح فرص لتعليم أبناء إفريقيا بصفة خاصة ليسهموا في تنمية بلدانهم ونهضتها ، وتضم الجامعة حالياً 22 كلية، وثلاث عمادات، وثلاثة مراكز بحثية. قبل الحرب كان عدد طلابها نحو 12 ألف طالب، وبلغ عدد الذين استأنفوا الدراسة أثناء الحرب ، في المرحلة الأولى حوالي 7500 طالبا وطالبة. ورغم التحديات و الظروف الاستثنائية التي تمر بها دولة المقر السودان، نجحنا في استئناف العملية الأكاديمية، والتي لم تتعطل طويلا، وتم تخريج دفعتين، ونحن بصدد تخريج الدفعة الثالثة.
بدأ العام الدراسي الجديد في 15 سبتمبر، على أن يبدأ الفصل الثاني في 15 يناير القادم حضورياً داخل الحرم الجامعي.
نعمل حالياً على تأهيل وصيانة المباني، و إعادة التأثيث، ونتطلع لدعم الدول والمنظمات الصديقة وشراكتها في هذا الجهد. وفي هذا السياق نشكر حكومة السودان ووزارة المالية ووزارة التعليم العالي على دعمهم المتواصل، وكذلك الجامعات السودانية التي استضافت إمتحانات طلابنا، وعلى رأسها جامعة البحر الأحمر ، بجانب 8 مراكز خارج السودان في السعودية، مصر، ليبيا ، الإمارات، قطر، نيجيريا، كمبالا، إندونيسيا، بالإضافة إلى مراكز داخل السودان في بورتسودان، كسلا ، عطبرة، دنقلا، مروي، أم درمان، مدني، سنار، وأبو جبيهة، وهي مراكز تُعقد فيها الإمتحانات ، و في بعضها التدريبات العملية.
سؤال: ماذا عن المنح الدراسية التي تقدمها الجامعة؟
الجواب: تمنح الجامعة منحاً كاملة تشمل الدراسة والسكن والإعاشة والعلاج، وهي موجهة أساساً للطلاب الدوليين ، الوافدين من إفريقيا وآسيا، بحيث تخصص 25% من المقاعد لطلاب إفريقيا، و25% لطلاب جنوب شرق آسيا والدول الأخرى، و25% لطلاب السودان بوصفها دولة المقر. كما تقدم الجامعة منح تفوق للطلاب السودانيين الحاصلين على 90% فأعلى في الشهادة الثانوية أو ما يعادلها، بالإضافة إلى منح خاصة للمناطق المتأثرة بالحرب ومناطق التداخل اللغوي.
سؤال: هل هناك اتفاقيات تعاون جديدة مع الجامعات التركية؟
الجواب: نعم، لدينا اتفاقيات ومذكرات تفاهم سابقة مع عدد من الجامعات والمنظمات التركية، وخلال هذه الزيارة تم توقيع اتفاقيات جديدة مع بعض المؤسسات الوقفية والمانحة. و وقعنا مؤخرا اتفاقية تعاون مع جامعة صباح الدين زعيم باسطنبول ، و سنوقع اتفاقية تعاون مع جامعة قونية للأغذية والزراعة لتعزيز الشراكة الأكاديمية والبحثية بين المؤسستين.
سؤال: ما الرسالة التي توجهونها للجالية السودانية في قونية؟
الجواب: نشكر الجالية السودانية في قونية على استقبالهم الطيب وحسن تعاونهم، خاصة الدكتورة ميادة بشير التي نسقت اللقاء بتوجيه من السفارة السودانية في أنقرة. كما نشكر السفير نادر يوسف ونائبته السفيرة عفاف محمداني وفريق العمل بالسفارة على دعمهم. وأود الإشادة أيضاً بمرافقة الدكتور محمد عثمان عبد الله، نائب مدير الجامعة للشؤون العلمية والثقافية، والذي يتولى أدواراً مهمة في توطيد العلاقات الأكاديمية مع الجانب التركي بحكم دراسته السابقة هنا في تركيا.
سؤال: وهل هناك فرص دراسية لأبناء الجالية السودانية في تركيا؟
الجواب: بالتأكيد. نرحب بأبناء الجالية السودانية في قونية وتركيا عموماً، ويمكننا أن نبشرهم بتخصيص منح دراسية في جامعة إفريقيا العالمية للطلاب الذين تتوافق مؤهلاتهم الأكاديمية مع شروط القبول. نأمل أن تكون هذه المبادرة بداية تعاون متبادل يعود بالنفع على أبناء الجالية والجامعة على حد سواء.
انتهى الحوار.
