منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

كتب د. عثمان البشير الكباشي  *أيها الشانئون مهلا : مالكم لا تنصفون ؟*

0

كتب د. عثمان البشير الكباشي

 

*أيها الشانئون مهلا : مالكم لا تنصفون ؟*

 

✳️ طبيعة البشر تحب النصر وتكره الهزيمة مهما كانت المبررات والحيثيات
فالنصر محبوب البشر ، كل البشر ، كما جاء وصفه في التعبير القرآني الدقيق ( وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب )
ولذلك قالوا : للنصر ألف أب والهزيمة يتيمة !
✳️ وحتى أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم بعد معركة مؤتة الأولى وقد قتل كل قادة الجيش الذين كلفهم الرسول صلوات ربي وسلامه عليه بالقيادة أمرهم بالتعاقب على القيادة وفق التالي : القيادة لسيدنا زيد بن حارثة حب رسولنا فإن استشهد فلسيدنا عبد الله بن رواحة صاحب قصيدة ( مالي أراك تكرهين الجنة ) التي يسخر منها الجاهلون ، فإن استشهد فلسيدنا جعفر الطيار ابن عم رسولنا وهو القادم لتوه من رباط طويل بأرض الحبشة .
لما استشهد ثلاثتهم تصدى للقيادة في ذلك الظرف الحزين الطارئ سيدنا خالد بن الوليد( أمير من غير إمارة ، كما وصف حاله يومئذ رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه ) .
واستطاع أن ينجز انسحابا ناجحا ببقية الجيش إلى المدينة المنورة.
✳️ استقبلتهم الجماهير غاضبة ( وهذه طبيعة الجماهير دائما في حالات الهزيمة ) ونعتوهم( بالفرار ) ولكن سيد المنصفين وقدوة العادلين وتاج العارفين – صلوات ربي وسلامه عليه – كان له وصف آخر بديل لوصف الجماهير المحبطة الحزينة التي صار لها مأتم في كل بيت .
ابدل نبينا – صلوات ربي وسلامه عليه- لغة الاحباط والغضب والتلاوم بلغة إيجابية، فقال ( بل هم الكرارون )
✳️ إذا أردنا الإنصاف والتجرد والعدل
فإن صمود الفاشر الإسطوري بجيشها ومشتركتها ومستنفريها وقبل ذلك شعبها لهو انتصار يجعل العدو نفسه لا يرى طعما لما يتوهمه نصرا .
✳️ مايزيد عن العامين ومئات الآلاف من البشر والجيش والمقاتلين بدون خطوط إمداد ولا مؤن ولاطعام ولا علاج ولا استعواض للمقاتلين .
✳️ مايزيد عن العامين خسرت فيه المليشيا أميز قادتها على الإطلاق وعشرات الآلاف من جنودها ، حصدتهم بندقية المحاصرين الحوعى وعبر نحو 267 موجة هجوم متتالية صباح مساء ، ومن كل الإتجاهات ، وفي كل هجوم تدمر عربات المليشيا ومعداتهم ويهلك جندهم .
ثم يأتي غاضب أو حسود ليتكلم عن الهزيمة والنصر لجيش الفاشر ، دون أن يشغل نفسه باجابة سؤال ماهية المعايير الموضوعية للهزيمة والنصر؟ !!؟ .
✳️ التقييم العسكري العلمي الموضوعي والحساب المتجرد لوجه الحقيقة لا يمكن أن يعد الفاشر إلا مثالا للثبات والصمود والشجاعة أتي أكله في ما مضى من صولات معركة الكرامة وسيؤتي أكله في ما تبقى من جولاتها .

✳️ كانت الفاشر ملهمة وستكون كذلك .
فمهلا يا أحباب الفاشر ويا أعداءها.
مالكم لا تنصفون ؟

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.