ندى فضل الله تكتب *الابتلاء العظيم والامتحان الكبير ،، الفاشر* *حين يصير الصمود والصبر والموت عبادة….*
ندى فضل الله تكتب
*الابتلاء العظيم والامتحان الكبير ،،
الفاشر*
*حين يصير الصمود والصبر والموت عبادة….*

مدينة تحاصرها المدافع والظلم والظلام ، لكن أصبحت رمزا للثبات والصبر، ومشهدا يتجلى فيه المعنى الحقيقي للإيمان بالقدر والرضا بالمكتوب.
في الفاشر، الموت ليس نهاية… بل بداية جديدة لمعنى الكرامة.
هناك يتقاطع الجوع مع الصبر، والخوف مع الموت، الدعاء، والدمع والانيين، تظل المدينة ترفع راية واحدة
لن نركع إلا لله.
واااا فاشرااا!!!
تعيش المدينة منذ شهور تحت الحصار والجوع القاس يقطع عنها الغذاء والدواء، ويفرض عليها الخوف والجوع والتعذيب ويثقل على أرواح أهلها بكل المخاوف،
لكن رغم ذلك، لم ينطفئ نور الإيمان من قلوبهم وثبات الحق،،
فكل بيت فيها صار محرابا للدعاء،
وكل اب وأم فيها يحمل بين ذراعيهما وطنا صغيرا، ويهمسون بالدعاء،، اللهم احفظنا برحمتك.
حين يصير الصمود عبادة…..
عندما يكون الموت غاية،
فهل من غاية؟؟ أسمى، وأغلى من رضا الرحمن؟
تحاصرها النيران، لكن في الحصار كرامة،
وفي الرماد ولادة لعزيمة باقية.
صمدت الفاشر، صمود الجبال. على المدى،
لا تنحني، لا تستكين، وإن تهاوى ما حواليها من الرايات العاليه.
تناجي ربها في كل فجر دام
يا من تحيي العظام، لك الحياة الحانيه.
قد شاء رب العرش أن تمضي تقاتل للنهاية،
أن ترفع الرايات رغم الجوع، رغم الموت، رغم الجار والغايه.
يا فاشر، يا درة التاريخ، يا وجع البلاد الساميه،
ما خنت عهد الله، ما بدلت إيمانا ولا باعتك دنياهم الفانيه.
في كل دار طفلك المصلوب يجري بالدعاء،
وفي كل أم منك، نار لا تنام، وعينها داميه.
لكنها ترجو رضى الرحمن،
ترجو أن يكتب اسمها في صفحة الشهداء الطاهرهْ الزاكيه.
يا فاشر، إن الموت فيك حياة من باعوا الهوى،
وإن في صبرك انتصارا أخلد من ألف راية مرفوعه نائيه.
الفاشر اليوم ليست مجرد مدينة تصارع لتبقى، وإن مات كل
أهل الفاشر فإنها باقية..
بل كل قلب نابض بذكراها وإيمان اهلها، يذكرنا بأن الهزيمة الحقيقية ليست في سقوط المدن، بل في سقوط القلوب عن طريق الله سقطة داوية
ستظل الفاشر شاهدا على أن الرضا بقضاء الله أعظم انتصار،
وأن من يصمد على الحق، وإن مات، فقد عاش حياة لا تموت.
إنا لله وإنا اليه راجعون،،
الى جنات الخلد باذن الله شهدائنا الابرار ونحن على خطاكم ودربكم سائرون ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
