منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عثمان جلال يكتب/ *نداء إلى الغافلين في القيادة*

0

عثمان جلال يكتب/

 

*نداء إلى الغافلين في القيادة*

 

(1)
استنفد المرتزق حميدتي كل وسعه لخوض معركة ملك السودان، شيد معسكرات تدريب المرتزقة داخل وخارج السودان استورد أحدث الأسلحة، بنى امبراطورية اقتصادية ضخمة نسج شبكة علاقاته الخارجية الاقليمية والدولية، وتعهد لدولة الجنوب بالتنازل عن ابيي ولمصر بالتنازل عن مثلث حلايب ولإثيوبيا بالتنازل عن الفشقة ولأوربا وامريكا بإقامة نظام علماني لائكي، وتبعية كاملة الدسم لإسرائيل، وتمكين الامارات من المعادن والمشاريع الزراعية والموانيء البحرية. واستثمر في كل القوى الناعمة والصلبة على المستوى الداخلي .
اعد كل ذلك تحت سمع وبصر قيادة الجيش .ثم أعلن الحرب الشاملة على الجيش والدولة والشعب السوداني على النحو الدموي الذي تعلمون.
(2)
يدرك كل أبناء السودان أن مشروع مليشيا آل دقلو عنصري تصفوي مقيت، يرتكز على السلب والنهب والاغتصاب والتدمير الممنهج والشامل ، ولكن لا زالت قيادة المليشيا العليا والميدانية لها القدرة على التعبئة والتحشيد والاستنفار واستثارة الحواضن الاجتماعية على القتال والمنازلة بكل الادوات عبر النظار والعمد والشباب والطلاب والمرأة والحكامات ورجال الدين وأئمة المساجد والتجار والطرق الصوفية، وبعض الصفوة الانتهازية المتعالمة، وتتم عملية التعبئة العنصرية والتجنيد حتى للأطفال ،ولا زالت معسكرات تدريب المليشيا تستقبل الآلاف.
إن هذه المليشيا الارهابية مثل شجرة الباطل ستهيج وتصفر ستذبل وستموت ولكنها للأسف لا زالت تمتلك سردية متماسكة تغذي بثقافتها حواضنها الاجتماعية حتى غدت الحرب عندهم وجودية والمرتزق حميدتي هو المنقذ وملك مملكة العطاوة القادمة . بل لا تزال ترادوهم أحلام العودة إلى الخرطوم والوسط وغزو نهر النيل والشمالية وحرق البشر والشجر.
ان سردية هذا الخطاب التعبوي التصفوي أثمر حالة من الوحدة والشعور بالمصير المشترك بين قيادة وقاعدة وحواضن المليشيا أفرزت الشعار الباطل ننتصر أو نفنى عن بكرة أبينا فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون إنها جاهلية العصر كما قال الشاعر الجاهلي قريط بن أنيف
قوم إذا الشر أبدى ناجزيه
اغاروا عليه زرافاتا ووحدانا
ولا يسألون أخاهم حين يندبهم
وفي النائبات على ما قال برهانا
(3)
بالمقابل كانت قيادة الجيش السوداني في حالة غفلة أو تغافل حتى هجم وحاصر الاوباش القيادة العامة ومقرات الجيش حتى نهض الشعب السوداني للقتال مع الجيش، ثم ابتدع ذات الشعب السوداني الباسل المقاومة الشعبية من حيث الفكرة وتمويل معسكرات التدريب وشراء السلاح حتى تم طرد الاوباش العلوج من النيل الأزرق والأبيض والجزيرة ونهر النيل والخرطوم في بسالات سيخلدها التاريخ جيلا بعد جيل
(4)
لئن سبقت إرادة الشعب السوداني القيادة مرتين، الاولى في التداعي التلقائي للقتال مع الجيش، والثانية في المقاومة الشعبية ، فإن اكتمال النصر الشامل وسحق مليشيا آل دقلو الارهابية لن يتحقق إلا بتحول معركة الكرامة الى ثقافة مشاعة وسط كل قطاعات المجتمع السوداني وذلك بإعلان مجلسي السيادة والوزراء التعبئة العامة وفتح معسكرات التدريب في كل ولايات ومحليات ومدن وقرى السودان ، حتى تغدو مفردة معركة الكرامة ثقافة مشاعة تلهج بها كل قيادات الدولة على المستوى السيادي ،ومجلس الوزراء والولائي والمحلي وعلى مستوى المؤسسات العامة والخاصة . وكذلك لابد أن تعبر عن ثقافة وبطولات معركة الكرامة كل أجهزة الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، وأن يلهج بها الأفراد والجماعات والاحزاب وقيادات ورموز المجتمع وأساتذة الجامعات والمدارس في قاعات الدرس والمحاضرات ويجب أن تضمن هذه المعركة في المناهج الدراسية .
كذلك لابد أن تنداح وتتنزل ثقافة معركة الكرامة في كل البيوت والأندية والأسواق والمساجد والميادين والساحات العامة . وعندها ستلتحم ارادة الشعب السوداني مع ارادة القيادة وسيتحقق الانتصار الشامل بمغزاه العسكري والسياسي والثقافي والاجتماعي .

الاثنين: 2025/10/27

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.