عثمان جلال يكتب *المقاومة الشعبية من التحرير إلى التعمير هي الحل*
عثمان جلال يكتب
*المقاومة الشعبية من التحرير إلى التعمير هي الحل*

(1)
المقاومة الشعبية في جوهرها هي تعبير عن المجتمع القائد في كل شعاب الحياة السياسية والعسكرية والثقافية والاقتصادية ، وهكذا كانت رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في ادارة الدولة والتي تبلورت في استنهاض طاقات المجتمع الاسلامى . من يشتري الدار المجاورة للمسجد وله الجنة.
من يشتري بئر رومة وله الجنة . من يجهز جيش العسرة وله الجنة ، وأبوبكر وعبد الرحمن بن عوف كانا يبذلان الأموال والسلع الاستهلاكية عند النوازل لكل مجتمع المدينة. فالمقاتل كان يجهز ذاته من خيله ورجله وسلاحه وطعامه من ماله الخاص ويخوض المعارك حتى يسقط شهيدا وربح البيع.
لذلك كانت دولة الاسلام الأولى متماثلة في القوة والعظمة والوحدة في بنيتها المؤسسية والقيادية وقاعدتها المجتمعية.
(2)
ثمة حالة من الكمون اعترى المقاومة الشعبية السودانية مع استمرار تدفق دعم الإرهابي محمد بن زايد لمليشيا آل دقلو المجرمة بالمال والسلاح والمرتزقة واستمرار حالة الشحن والتعبئة والتجييش العنصري وسط حواضن المليشيا حتى إسقطت مدينتي بارا والفاشر رمز الصمود والعزة والكرامة والوحدة الوطنية.
أما على المستوى السياسي تتوالي الضغوط على القيادة السودانية عبر فخ الرباعية الدولية وهي باستثناء مصر خمر فاسد قديم صنع حرب 15 ابريل 2023م لتحطيم ارادة الجيش والشعب السوداني التحررية واقامة نظام تبعية للمشروع الصهيوني على رأسه الإرهابي حميدتي وعملاء صمود وتأسيس، ولما فشل مشروع استلاب السودان عبر الحرب عادت الرباعية في قنان شيطانية جديدة تنزع لإبرام تسوية سياسية لإعادة تدوير المليشيا الارهابية وجناحها السياسي المدني صمود/ تأسيس في مركز القيادة والحكم .
تتبدل تكتيكات المشروع الصهيوني وأدواته المحلية والاقليمية والدولية والغاية الاستراتيجية استتباع السودان أو استبقاءه في دورة الاحتراب والتشظي والتفكك الى كانتونات على أسس هوياتية حتى لا ينهض صنو الدول الاقليمية الكبرى والمؤثرة في مجرى صناعة العلاقات الاقليمية والدولية.
(3)
ثم ماذا بعد سقوط فاشر الصمود والبسالة ؟؟
لابد من يقظة المقاومة الشعبية السودانية وانتظام كل قطاعات المجتمع في معسكرات التدريب . وضرورة تكامل أدوار المقاومة الشعبية من تحرير كل شبر دنسته المليشيا الارهابية الى إعادة الاعمار الشامل .
إن قيادات المقاومة الشعبية في الاحياء والقرى والمدن والمحليات والولايات يجب ان تكون نابعة من رحم وإرادة المجتمع . وكذلك فإن مصادر التمويل المالي واللوجستي للمقاومة الشعبية من التحرير إلى التعمير هو المجتمع السوداني في الداخل والخارج. إن المقاومة الشعبية من التحرير الى التعمير هي تجسيد وتمثيل لإرادة المجتمع السوداني بكل تنوعه الجهوي والديني والاثني والسياسي .
(4)
إن ثقافة المقاومة الشعبية في استثارة الحماسة والتعبئة واستنهاض طاقات المجتمع يجب أن تكون نابعة من التراث الثقافي والفني وقصص الملاحم والبطولات السودانية عبر التاريخ من لدن الملكة الكوشية أماني ريناس في مقاومتها للغزاة الرومان، والملك طهراقا في منازلته للغزاة الاشوريين الى بطولات الشهداء العقيد احمد حسين مصطفى والدكتورة ناهد النور في مواجهة عصابة آل دقلو الإرهابية .
(5)
إن الهدف الاستراتيجي للمقاومة الشعبية هو منازلة مليشيا آل دقلو الارهابية حتى القضاء الناجز عليها او استسلامها ومحاكمة قادتها القتلة المجرمين، ومحاكمة كل القيادات السياسية المدنية الداعمة للمليشيا الارهابية ، بل ومحاكمة كل من يشكك في غايات معركة الشرف الوطني ولو بكلمة.
إن لكل دولة في العالم محرمات وخطوط حمراء محصنة ومعركة الكرامة يجب ان تكون من مصادر الإلهام وثوابت الفخار الوطني، ويجب تخليدها في المناهج العلمية لكل المراحل الدراسية . إن المقاومة الشعبية من التحرير الى التعمير هي نواة الاحتياط للجيش السوداني . وهي البداية الواثقة لترسيخ فكرة المجتمع للنهضة الوطنية بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية
الجمعة : 2025/10/31
 
						