أفياء ايمن كبوش *كامل ادريس.. يناضل أيضاً من يجلس ينتظر.. !*
أفياء
ايمن كبوش
*كامل ادريس.. يناضل أيضاً من يجلس ينتظر.. !*

# شكلت انتهاكات الجنجويد في الفاشر، وقبلها بارا، بعض احداثيات المشهد العالمي البعيد عن مراكز القوى الدولية والمنظمات الأممية وتحالفات المصالح، فقد تم إفساح الفضاء الرحيب لمجموعات جديدة تحركها الإنسانية وليس المصالح الشخصية، فسمع العالم لأول مرة بحكايات من قلب مدينة الفاشر، وربما كذلك حرب السودان المنسية في ضمير العالمي، انخرط فنانون ونجوم كرة قدم ولوامع فاعلين وناشطين في المنصات ومواقع التواصل في إدانة الأحداث التي وقعت في حاضرة شمال دارفور، كل ذلك حدث طوال الأيام القليلة الماضية وحكومتنا المدنية تغط في نوم عميق، ولولا اجتهادات الاخ الاستاذ (خالد الاعيسر) وزير الثقافة والإعلام والسياحة وتحركاته الأخيرة لما احس العالم بأن هنالك حكومة مدنية في السودان يهمها أمر الفاشر وما حدث لمواطني الفاشر من انتهاكات جسيمة حركت السودانيين وأجبرت من كانوا على الحياد على ترك مقاعد المتفرجين، والانضمام علنا لمتحرك صيانة الكرامة السودانية.
# لم تستطع حكومة الامل المرتجى والأصح هو الامل المدعى، أن تحرك ساكنا وكأن الأمر لا يعنيها وكان كل المطلوب منها هو أضعف الإيمان وان يكون لها لسانا تخاطب به العالم وتتبني به الماساة، ولكن للاسف الشديد وضح تماما أن حكومة الدكتور كامل ادريس (لا ليها في العير ولا في النفير) تعيش في جزيرة معزولة عن مواجع السودانيين ومواجدهم، ولا تملك ما تقدمه للناس حتى الكلمة الطيبة والمواساة، توالت النكبات في الأيام القليلة الماضية وعاشت مدينة بارا كابوسا ولم يفتح الله على رئيس الوزراء الموقر بكلمة واحدة تعبر عن الإدانة، وان كان ذلك من باب (الكشكرة) لوزير الإعلام الذي فقد الكثير من أقاربه على يد اوباش المليشيا في مدينته بارا.
# لم تكذب حكومة الدكتور كامل خبرا، وقد ترسخت مخاوفنا السابقة حول الرئيس بأن استقدامه لمنصب رئيس الوزراء تم ليكمل المشهد الصوري الذي يقول للعالم أن هذي هي حكومتنا المدنية التي يقودها واحد (من عنديكم)، قادم من أحد منظماتكم الدولية، مما يعني أننا لم نذهب بعيدا عن جنابكم العالي.
# قبل أشهر طرح رئيس الوزراء خطة المائة يوم لتقييم أعضاء مجلسه وقال إن هذه الفترة، ادعى للتقييم العادل، ولكن للأمانة يجب أن تبدأ خطوات التنظيم من منصب رئيس الوزراء الذي للاسف نستطيع أن نؤكد انه فشل في جميع الملفات بعد أن تجاوز القيد الزمني الذي وضعه لتقييم أداء الوزراء ومدى التزامهم بالخطة، واضح أنه لا توجد خطة ولا يحزنون، لم تتغير نظرة العالم تجاه السودان، وأقصد المنظمات الدولية، حتى بعد تعيين حكومة مدنية، ولم يتحرك قطار معاش الناس رغم التغييرات المثيرة والمحيرة في أهم القطاعات الاقتصادية، لا يوجد اي منجز يمكن الإشارة إليه ولا تلوح في الأفق اي بارقة أمل تقول بأن هذه الحكومة سوف تنجح في إنجاز شيء يهم السودانيين، لذلك لابد من المعالجة السريعة، فمن الخطأ أن نمضي في توطين الخطأ حتى نقنع أنفسنا بأننا على صواب، لا ينبغي أن نضيع الوقت مع من أضاع جميع الفرص.
# في 19 مايو تم الإعلان عن رئاسة الدكتور كامل ادريس لمجلس الوزارة بينما أدى القسم في آخر يوم من الشهر نفسه، وانخرط في نشاط مكثف، كما كان يردد ويقول، لترتيب البيت الداخلي فتم اكمال الحكومة بالقطاعي وفي 25 يونيو صرح السيد الرئيس أنه قد أصدر قرارا بخفض الاسعار، وهذا لم يكن سوى تصريحا هوائيا لا قيمة له، ولا أدرى ما هي الآلية التي اتبعها السيد رئيس مجلس الوزراء حتى يحدث ذلك.
# أعود وأقول إن السيد رئيس الوزراء لا يتحمل مسؤولية الفشل وحده، بل هنالك قطاعات كبيرة ومهمة تشاركه الوصول إلى هذه النتيجة، بداية من الجهة التي اختارته، وانتهاء بنا، نحن الذين نستخدم ذات الوسائل الفاشلة، ثم نجلس ننتظر تلك النتائج المختلفة، و، يناضل أيضا من يجلس ينتظر.
