منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*مشروع “أمطار” الحقيقة التي يهرب منها الجهلاء* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي

0

*مشروع “أمطار” الحقيقة التي يهرب منها الجهلاء*

 

كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي

الجهل حقًا مصيبة خاصة حين يتصدّر أصحابه المنابر وهم لا يكلّفون أنفسهم عناء فهم ما يجري حولهم.

فالناس اليوم لا تتحدث عن الخرافات بل عن أخطر أبعاد توطين آلاف اللاجئين في قلب الولاية الشمالية وعن التسارع المريب لشركة أمطار في حفر الآبار وعن الأسئلة التي تفرض نفسها بإلحاح:
من المستفيد؟ ولماذا الآن؟ ولصالح من يجري كل هذا التحرك؟

وقبل أن يتفلسف البعض ويصرخ: «حقّكم وفي أرضكم» — نسألهم بكل بساطة:
عن أي حق تتحدثون؟ وفي أي أرض؟ ولحساب من؟
وهل سمعتم يومًا شركة أمطار بكل ما تملكه من أموال ومشاريع وأراضٍ قدّمت دعماً واحدًا للجيش السوداني منذ اندلاع الحرب؟
لم يحدث. ولن يحدث.

الحقيقة التي يحاول البعض دفنها
مشروع “أمطار” ما يزال في جوهره ومضمونه واتجاه مصالحه مشروعًا إماراتيًا خالصًا حتى لو تولّى إدارته سودانيون بالأجر.
الإدارة سودانية، نعم
لكن القرار إماراتي، والعوائد إماراتية والمكاسب تُنقل عبر مصر بانتظام:
• العجول تُصدَّر لهم
• الأعلاف تُصدَّر لهم
• المياه الجوفية تُستنزف لصالحهم
• والأرض تُستغل بأقصى درجات الجشع

أما السودان؟
فلا ينال إلا الفتات ..الفتات فقط.
وهذا ما يجعل حكاية “حقّكم في أرضكم” نكتة باهتة لا تضحك أحدًا.

الخطر الحقيقي ليس في الكلام بل في الصمت

حين تتوافد أعداد ضخمة من اللاجئين —قد تتجاوز عشرات الآلاف إلى منطقة آمنة كالعفاض والدبة وحين تتحرك شركة أجنبية في نفس التوقيت بحفر الآبار واستعادة البنية التحتية فإن السؤال الطبيعي ليس:
«هل نرحّب بهم؟»
فنحن أصلا بحكم اصلنا وكرمنا رحبنا بهم

ولكن السؤال؟
لماذا هنا؟ ولماذا الآن؟ ومن صاحب القرار؟

هذه أسئلة مشروعةلا علاقة لها بالعنصرية أو الكراهية أو الضجيج العاطفي الذي يمارسه بعض الجهلاء.
هذه أسئلة تتعلق بـ أمن الولاية، اقتصادها مستقبل سكانها وسيادتها المائية والغذائية.

من لا يفهم هذا… فالمشكلة ليست في المعلومات، بل في فهمه هو

وعليه، فإن الدفاع الأعمى عن شركة أمطار والهجوم على كل من ينتقد هذا الوجود الغريب لا يكشف إلا عن سطحية قاتلة.

فالوطن الذي لا نحمي مياهه وأرضه وموارده، لن يحميه أحد.

نحن لا نهاجم لأجل الهجوم ولا نعارض لأجل العناد.
نحن نحذر لأننا نرى ما لا يريد الجهلاء رؤيته:
أن مشروع أمطار وكل ما يدور حوله ليس عملاً خيرياً ولا مشروعاً قومياً بل امتدادٌ واضح لمصالح دولة أخرى تُستغل فيها أرض السودان ومياهه وثرواته بأبخس ثمن.

فمن شاء أن يدفن رأسه في الرمال فليفعل…
أما نحن فسنكتب ونكتب حتى لا تُباع أرض الشمال بثمن بخس ولن نكون شهود زور على مستقبل تُكتب تفاصيله في العتمة .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.