منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

تقرير اسماعيل جبريل تيسو  *الغارديان البريطانية، نشرت تحقيقاً خطيراً بشأنه ،، ( عبد المنعم الربيع) ،، التحريض على القتل..*

0

تقرير اسماعيل جبريل تيسو

 

*الغارديان البريطانية، نشرت تحقيقاً خطيراً بشأنه ،،
( عبد المنعم الربيع) ،، التحريض على القتل..*

 

*حرّض المجرم أبولؤلؤ على الهواء مباشرةً: “اقتل بس عليك الله ما تصوِّر”..*

مطالبات بمحاسبة الربيع ومنع استخدام المنصات الرقمية في تبييض الانتهاكات..

منصة “تيك توك” حذفت عدداً من مقاطعه لمخالفتها سياسات المحتوى..

المحامي خليل: سلوك الربيع جريمة مكتملة الأركان وفق القانون السوداني..

 

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تحقيقاً جديداً سلّط الضوء على نشاط مثير للجدل يقوم به الناشط السوداني عبد المنعم الربيع، المقيم في مدينة (شيفيلد) البريطانية، بعد ظهوره المتكرر في مقاطع مصوّرة على منصة “تيك توك” يروّج فيها لميليشيا الدعم السريع السودانية، التي تواجه اتهامات واسعة بارتكاب جرائم حرب ومجازر ضد المدنيين في إقليم دارفور وعدد من المدن السودانية الأخرى، وأوضحت الصحيفة أن الفيديوهات التي انتشرت خلال الأشهر الماضية وثّقت وجود الربيع إلى جانب عناصر الميليشيا في مناطق خاضعة لسيطرتها، مقدّماً محتوى دعائياً يمجّد تحركاتها العسكرية في ظل حرب دامية تعصف بالبلاد.

حضور على الغرف الدعائية:
ويُعدُّ عبد المنعم الربيع واحداً من أبرز الوجوه الإعلامية المرتبطة بميليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة، وقد اكتسب حضوراً لافتاً على منصات التواصل الاجتماعي عبر بثّ وإطلالات مباشرة يقدم فيها خطاباً تحريضياً يدعم ميليشيا آل دقلو ويعزز من الروح المعنوية لمقاتليها، وتشير شهادات ميدانية إلى أن الربيع شوهد في عدد من مناطق دارفور التي تخضع لسيطرة الميليشيا، كما أجرى مقابلات مباشرة مع قادتها، أبرزها حواره مع قائد ثاني الميليشيا عبد الرحيم دقلو، وكان آخر ظهور للناشط عبد المنعم الربيع بعد سويعات قليلة من استباحة ميليشيا الدعم السريع لمدينة الفاشر، في مشاهد مستفزة داخل وحول تخوم المسجد العتيق، أثارت استياءً واسعاً، وانتقادات متصاعدة.

تحريض على القتل:
وفي إحدى الإطلالات المباشرة على منصة “فيسبوك”، ظهر الناشط عبد المنعم الربيع وهو يحرِّض المدعو (أبولولو)، “أحد أبرز العناصر المتهمة بارتكاب إبادة مروعة بقتله بدم بارد أكثر من ألفي مدني”، على مواصلة القتل، مستخدماً تعبيره الشائع بقتل ما سماهم (الفلنقايات)، ورغم محاولته الظهور بمظهر الناصح حين طلب من أبولولو عدم تصوير عمليات القتل كي لا يتسبب ذلك في إثارة الرأي العام العالمي ضد الميليشيا، إلا أن هذا السلوك، وفق مختصين في القانون الدولي، يُعد تحريضاً مباشراً على ارتكاب جرائم قتل، ما قد يضعه ضمن دائرة المسؤولية الجنائية، خاصة وأن القانون البريطاني والدولي لا يميزان بين الفعل المباشر وبين التحريض الذي يسهم في وقوع الجريمة أو تشجيع مرتكبيها.

بين صفحات الغارديان:
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قد كشفت في تقريرها أن عدداً من الفيديوهات التي نشرها الناشط عبد المنعم الربيع على منصة “تيك توك” صُوّرت في مواقع مختلفة من السودان، يظهر فيها الربيع إلى جانب مقاتلي ميليشيا الدعم السريع في أوضاع توحي بالترويج لحملاتهم العسكرية، بما في ذلك مقاطع تم تسجيلها عقب السيطرة على مدينة الفاشر التي شهدت فظائع كبيرة بحق المدنيين، وأوضحت الصحيفة أن منظمات سودانية في بريطانيا تقدمت بمطالبات رسمية لمحاسبة الربيع ومنع استخدام المنصات الرقمية في تبييض الانتهاكات أو تبرير العنف، كما أكدت أن إدارة منصة “تيك توك” قامت بحذف عدد من تلك المقاطع لمخالفتها سياسات المحتوى، في ظل دعوات متزايدة لفرض ضوابط أكثر صرامة لمكافحة خطاب العنف والتحريض الرقمي.

أبرز أدوات التحريض:
وحذر الكاتب الصحفي والخبير القانوني أشرف خليل من تصاعد الخروقات والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع، منوهاً إلى أن هذه التجاوزات لم تقتصر على الميدان العسكري، بل امتدت إلى الفضاء الإعلامي الذي يوظَّف بشكل سافر في التحريض على العنف والكراهية، وقال خليل في إفادته للكرامة إن الناشط عبد المنعم الربيع يشكل أحد أبرز أدوات هذا التحريض منذ بداية الحرب، حيث ظل يتجاوز كل الخطوط الحمراء، وينتهك القوانين والأعراف المهنية عبر بث محتوى يحرِّض على الكراهية ويدفع عناصر ميليشيا الدعم السريع إلى المزيد من الفظائع، مبيناً أن ما يقدمه الربيع من محتوى، خصوصاً في ظهوره الأخير مع القيادي في الدعم السريع المعروف بـ”أبو لولو”، يصل إلى حد الترويج العلني للجرائم باعتبارها “بطولات”، مستشهداً بجملة وردت على لسانه في الحوار وهي: “اقتل بس عليك الله ما تصور”، ما اعتبره خليل تحريضاً مباشراً على ارتكاب جرائم حرب، مؤكداً أن هذا السلوك يمثل جريمة مكتملة الأركان وفق القانون السوداني، لا سيما الباب الخامس من القانون الجنائي، إضافة إلى مخالفته الصريحة للقوانين الدولية وللقانون البريطاني حيث يقيم الربيع، وشدد الخبير القانوني أشرف خليل على أن “ما يقوم به هذا الناشط، لا يمكن الدفاع عنه أمام أي محكمة أو حتى أمام الضمير الإنساني”، داعياً إلى محاسبته قانونياً كمحرّض وشريك في الجرائم المرتكبة، مبيناً أن تجاهل مثل هذه الأدوار الإعلامية التحريضية يسهم في تمديد أمد الحرب وشرعنة الفظائع، مطالباً المنظمات الحقوقية والجهات العدلية الوطنية والدولية باتخاذ إجراءات فورية لمساءلة كل من يستخدم الإعلام أداة لتأجيج نار العنف.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فإن النشاط عبد المنعم الربيع، وبما أقدم عليه من أفعال يثير جدلاً متصاعداً حول الدور الذي تلعبه المنصات الرقمية في تأجيج الصراعات وتعميق الانقسامات، خصوصاً عندما تتحول إلى أداة تُستخدم لتبرير الانتهاكات وتضليل الرأي العام، ويعيد هذا الجدل طرح سؤال محوري حول مسؤولية الدول، ومنصات التواصل الاجتماعي، والمجتمع المدني في مواجهة الدعاية المسلحة والحد من التحريض الرقمي الذي يتقاطع في كثير من الأحيان، مع جرائم حرب يُحاسب عليها القانون الدولي، وفيما تستمر العمليات العسكرية على الأرض، تبدو المعركة على الفضاء الرقمي أكثر خطورة، لكونها تصنع سرديات تبرر الدم وتعيد تشكيل الوعي العام في اتجاهات مدمرة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.