عميد م إبراهيم عقيل مادبو يكتب : *حقيقة الحرب*
عميد م إبراهيم عقيل مادبو يكتب :
*حقيقة الحرب*

▪️هذه الحرب المصممة لهدم السودان، لم تحدث اعتباطاً أو بالصدفة، ولم تكن مغامرة، بل خطة استراتيجية محسوبة ومشروع قديم يتم تنفيذه على مراحل، وفي كل مرحلة يشترك في الحرب لاعبون جدد، وتظهر أداة جديدة للهدم.
▪️حرب الإمارات على السودان لم تقم لتدمير الدولة فحسب، ولم تكتفِ بإبادة مكونات واسعة من الشعب وتهجير الملايين، وهي ليست ضد الكيزان فقط، كما يُشاع وفق الشعارات المرفوعة، بل هي حرب هجين موجهة لتقسيم السودان وفق اطروحات برنارد لويس (Bernard Lewis)، فهي حقاً حرب لتدمير السودان في كل شيء وأهم مشتملات التدمير هي استهداف نسيجه الإجتماعي وجعله مكونات متفرقة بينهم ثارات وأحقاد وغبائن، وكل أولئك الذين يظهرون في الصورة من سودانيين وعرب وغربيين هم مجرد أدوات لصالح المخطط الصهيوغربي.
▪️للأسف تقف مع هذه الحرب طبقة سياسية وطيف واسع من بعض الأحزاب السودانية التي تدعي المناداة بالمدنية، وترفع شعارات الديمقراطية والعدالة التي لا تمارسها داخل أحزابها، ولا تؤمن بها إذا تعارضت مع مصالحها، ولا تتورع عن إعتلاء السلطة ولو فوق تاتشر الجنجويد.
▪️هذه الحرب نزعت الغطاء عن هؤلاء، وكشفت أن الأحزاب التي ظلّت تزايد على الناس بخطاب الديمقراطية ليست سوى شبكات ميكافيلية لا تختلف في الجوهر عن مليشيا الجنجويد، وأنها مستعدة لتبرير الإبادة، وتمرير الوصاية، وتقديم الولاء للكفيل الإقليمي، والإستقواء بالأجنبي، طالما أن ذلك يضمن لها مقعداً في معادلة السلطة.
▪️لذلك كانت استراتيجية الجيش واضحة وهي سحق هذا التمرد الذي يطمح لهدم الدولة بالكامل، لأنه لا يمكن بناء سياسة وطنية راشدة على أرض يتقافز فيها العملاء، وتتقاسمها الميول الميكافيلية والولاءات للكفيل، وللخارج الأجنبي، ولا خلاص للسودان إلا بالقضاء على هذه القوى الخائنة وقطع دابرهم من جذوره، الإجتثاث أصبح شرطاً لازماً لإعادة بناء الوطن وتبني سياسة سودانية وطنية سوية.
*#الامارات_والجنجويد وتأسيس_شركاءالدم.*
