منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عثمان جلال يكتب :  *المبادرة المطلوبة من الرئيس ترامب لإنهاء حرب السودان*

0

عثمان جلال يكتب :

 

*المبادرة المطلوبة من الرئيس ترامب لإنهاء حرب السودان*

 

(1)
وهل تحررت أمريكا والسعودية من الأدوار الخبيثة في حرب آل دقلو ضد الدولة السودانية؟
ما هي التأثيرات الداخلية والاقليمية والدولية في حال سقوط الدولة السودانية في سيناريو الفوضى الخلاقة أو آل الحكم فيها لعصابة آل دقلو الارهابية؟
لقد تبدى لكل المجتمع السوداني إن مشروع مليشيا آل دقلو الثقافي والسياسي يحمل في جيناته الافكار العنصرية والنازية التي أججت النزعات الهوياتية وأشعلت صراع القوميات في أوربا والذي تطور الى الحرب العالمية الأولى والثانية بكل مآسيهما ومخازيهما على الانسانية والطبيعة والاقتصاد وإن تغلبت المليشيا المجرمة على الجيش الوطني سيتدحرج السودان في صراع الهويات القاتلة وحرب الكل ضد الكل والتفكك الى كانتونات جهوية متناحرة. لذلك فإن الشعب السوداني يخوض مع قواته المسلحة حرب وجودية تستهدف اجتثاثه من أرضه وهويته وثقافته ونهب موارده.
فلا غرو أن رفع هذا الشعب الواعي والجسور شعار . قسما نغلظه لن نبارح معركة الكرامة إلا بعز النصر أو نصر الشهادة.
(2)
أما التأثيرات الإقليمية والدولية في حال تدحرج السودان في سيناريو الفوضى أو دان الحكم فيه لعصابة آل دقلو تتبدى في نزوع العنصري حميدتي الى تصدير نموذج دولة إثنية العطاوة البدوية في الحكم الى تشاد وإفريقيا الوسطى وستمتد نزعاته العنصرية الى دعم سيطرة الإثنيات العربية البدوية على الحكم في النيجر ومالي وغانا مما يؤدي الى تغذية الحروبات الهوياتية والأهلية في كل دول الساحل الافريقي ذات الهشاشة الاثنية والأمنية. كذلك فإن إشاعة الفوضى الخلاقة في السودان سيغذي الصراعات العرقية واستفحال الحرب الأهلية في جنوب السودان وانهيار الدولة.وسيمتد صراع الهويات القاتلة الى منطقة البحيرات. والى اثيوبيا وارتريا وأبي أحمد يتأهب لخوض حرب بالوكالة للسيطرة على الموانيء البحرية الارترية.
(3)
كذلك ستؤدي حالة الفوضى والسيولة الامنية والمجتمعية في السودان ودول الجوار الى تكاثف موجات الهجرات غير الشرعية من الدول الافريقية الى دول الشرق الاوسط وأوربا . وستعيد خلايا الحركات الارهابية النائمة في المنطقة نشاطها العابر للحدود ، والفكر الإرهابي ينشط في بيئة الدول الفاشلة بالتالي ستعم حالة الفوضى الخلاقة في كل منطقة القرن الافريقي والمحيط الهندي حيث تعبر يوميا 20% من حركة التجارة العالمية مما سيؤدي الى اضطراب في الاقتصاد العالمي والذي يعاني من متلازمة الركود وشح الانتاج والانتاجية نتيجة الحرب الروسية الاوكرانية. وسينعكس ذلك في تفاقم الخلخلة السكانية وحرب الكل ضد الكل في القارة الافريقية مما سيؤدي الى انهيار المشاريع الاستثمارية ورؤوس الاموال التي ضختها الدول الكبرى في اقتصاديات القارة الافريقية.
(4)
إن هذه المآلات الكارثية تؤكد أن سيطرة عصابة آل دقلو على السودان. أو إنزلاقه في أتون الفوضى الشاملة . أو إبرام تسوية سياسية تعيد إنتاج وتدوير المليشيا في مؤسسات الحكم والدولة السودانية يعني انفجار الحرب مرة أخرى بصورة أشد ضراوة ودموية في المستقبل مما يمثل تهديد وجودي مستمر للدولة السودانية. وتهديد للسلم والأمن الاقليمي والدولي .وإن كان ذلك كذلك فما المطلوب من مبادرة الرئيس الامريكي ترامب لإنهاء الحرب في السودان ؟؟
إن المطلوب هو تصنيف عصابة آل دقلو منظمة إرهابية، والضغط على المجرم محمد زايد لايقاف تمويل المليشيا بالمرتزقة والاموال والسلاح، والضغط على دول الجوار تشاد وافريقيا الوسطى وجنوب السودان، وخليفة حفتر لوقف عبور الدعم الاماراتي عبر حدودهم. ودعم القوات المسلحة السودانية بالمال والسلاح واللوجستيات لتؤدي مهامها وأدوارها الطليعية في صيانة الامن الداخلي والاقليمي والدولي حتى القضاء الناجز على المليشيا الارهابية أو استسلامها . وعندها سيدرك الشعب السوداني أن الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية تحررتا من الأدوار الخبيثة في حرب 15 ابريل 2023 الى الأدوار الحميدة.
(5)
حتى (بعد) أن يستبين الخيط الأبيض من الأسود في مبادرة الرئيس دونالد ترامب على الدبلوماسية الرسمية والشعبية السودانية الاستمرار في حراك التواصل وتنوير الدول والشعوب الحرة بأبعاد المؤامرة الاقليمية والدولية على الدولة السودانية. وعلى القيادة العليا نسج منوال التحالفات والشراكات مع الدول الداعمة للسودان في معركة الكرامة . وكذلك على المقاومة الشعبية الاستمرار في فتح وتمويل معسكرات التدريب القتالي في كل القرى والمدن والمحليات والولايات وتجييش كل المجتمع للقتال كتفا بكتف مع الجيش السوداني في معركة الشرف الوطني حتى التحرير الشامل وإعادة التعمير. وما حك جلدك مثل ظفرك، والجمرة بتحرق الواطيها.

الجمعة: 2025/11/28

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.