*الاسلاميون فى الميدان* ✍كتب /حسن البصير
*الاسلاميون فى الميدان*
✍كتب /حسن البصير

# تصريح القائد العام الفريق أول عبدالفتاح البرهان لقناتى العربية و الحدث بأن لا وجود للإسلاميين بالجيش فهذه حقيقة فإن الاسلاميين كتنظيم لهم كيان و إطار يحتويهم فهم لا يحتاجون لِأن يكونوا جزء من المؤسسة العسكرية إلا أن ما كان يجب أن يقوله البرهان لقناتى ” العبرية و الخبث” ان الإسلاميين فى الميدان فى خندق واحد مع الجيش يدافعون عن أرضهم و هويتُهم و أنهم جزء أصيل من مكونات هذا الشعب يشاركون الجيش فى مواجهة الغزو الجنجويدى و مرتزقة الإمارات و أنهم اكثر من يتم إستهدفتهم من المليشيات الارهابية .
# أعجبنى ما كتبه الاستاذ خالد المصطفى فى مقاله الذى نشر فى وسائل التواصل و أوضح فيه منهجية الحركة الاسلامية و مشاركتها الى جانب القوات المسلحة فى حرب الكرامة و تدافع عضويتها و قال إن إنتصار مشروع الحركة الاسلامية اليوم ليس مجرد إنتصار عسكرى أو سياسى بل هو إنتصار للمشروع الحضارى و الاسلامى لمعالجة مشكلات الآمة .
# لقد ظل الاسلاميين في السودان عنواناً للعزة والكرامة، فمنذ أن أطلق مؤسسى حركتهم صيحات الحرية في وجه المستعمر البريطاني وهم يكتبون بسيرتهم أروع قصص التضحية والفداء. لقد شكل الإسلاميون نواة المقاومة الشعبية التي هزت عروش الطغاة، وكانوا بحق حراس الهوية والثوابت عندما حاول الآخرون طمس معالم الدين وعندما اشتعلت نيران الحرب الأخيرة، كان أبناء هذا المشروع الحضاري في مقدمة الصفوف يحملون راية الجهاد في وجه أعتى حملة تشويه وتدمير شهدها العصر الحديث إن الجرائم التي ترتكبها مليشيات الدعم السريع من تدمير للمساجد وحرق للمصاحف وتدنيس للمقدسات، تتجاوز في وحشيتها كل ما عرفه التاريخ من فظائع .
# إن المشروع الإسلامي في السودان لم يكن يوماً مجرد شعارات ترفع أو خطابات تلقى بل كان تجسيداً حياً لمنهج تحرري أصيل صنع بأيدي أبنائه أعظم ملاحم البطولة والتضحية وعندما حاولت القوى الدولية والإقليمية النيل من هوية السودان الإسلامية وقف الاسلاميين كالأسود الضواري يدافعون عن حياض الأمة مقدِّمين في سبيل ذلك آلاف الشهداء الذين رووا بدمائهم الذكية تراب هذا الوطن لقد كانوا بحق حماة الديار وحفظة المقدسات وسداً منيعاً في وجه كل محاولات الاختراق الفكري والثقافي التي استهدفت هوية الأمة وكرامتها.
# إن العاصفة التي يواجهها السودان اليوم ليست سوى محطة جديدة في مسيرة الصراع التاريخي بين الحق والباطل، بين نور الإيمان وظلام الكفر. لكن تاريخ الأمة يشهد بأن الأمم التي تلتزم بحبل الله المتين وتتمسك بدينها لا يمكن أن تُهزم مهما بلغت قوة الأعداء ومهما عظمت التحديات. لقد حاولت قوى الاستكبار العالمية عبر القرون أن تطفئ نور الإسلام لكنها فشلت في ذلك فشلاً ذريعاً لأن نور الله لا يطفأ بمكيدة مكيد وكيد الكافرين لا يزيد نور الإسلام إلا إشعاعاً وتألقاً وإن دويلة الشر التي ترعى المليشيات اليوم و مشاريعها التفتيتية البائسة ستبوء بالفشل كما باءت كل المشاريع المعادية للإسلام عبر التاريخ .
# إن المتأمل في عمق المشهد السوداني يدرك أن الإسلاميين هم القوة الوحيدة التي تملك مشروعاً حضارياً متكاملاً، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، والثبات على المبادئ والمرونة في الوسائل فهم لا يملكون سلاح المقاومة فحسب بل يملكون سلاح الفكرة والإيمان و سلاح التاريخ والجغرافيا و سلاح الأمة ووعيها لقد استطاعوا عبر عقود من الكفاح أن يبنوا جيلاً مؤمناً بربه، عارفاً بحقوقه واعياً بتحدياته، قادراً على مواجهة أعتى حملات التشويه و التدمير . هذا الجيل هو الذي يحمل اليوم على عاتقه مسؤولية كتابة فصل جديد من فصول الصمود ضؤرانالإسلامي في وجه أعتى مؤامرة دولية تستهدف وجود الأمة وجهويتها.
# إن معركة السودان هي معركة مصيرية تمس كل مسلم على وجه الأرض، فهي معركة بين مشروع الأمة ومشروع التفكيك، بين إرادة الحياة وإرادة الموت. إن انتصار الإسلاميين في السودان سيكون بمثابة فتح جديد للأمة جمعاء، وسيرسل رسالة قوية إلى كل أعداء الإسلام بأن الأمة ما زالت حية في قلوب أبنائها، قادرة على صنع النصر بإذن الله. فكما انتصر الإسلام على كفار قريش بقلة العدد وكثرة الإيمان، سينتصر بإذن الله على كل قوى البغي والطغيان، لأن سنة الله في خلقه لا تتغير: {وكان حقاً علينا نصر المؤمنين}.
