أصداء وطنية *إعمار الخرطوم بين الإرادة الوطنية والدبلوماسية الذكية* *الفريق إبراهيم جابر نموذجاً* بقلم برمة أبوسعادة
أصداء وطنية
*إعمار الخرطوم بين الإرادة الوطنية والدبلوماسية الذكية*
*الفريق إبراهيم جابر نموذجاً*
بقلم برمة أبوسعادة

ليست عودة الحياة إلى الخرطوم حدثاً عفوياً ولا ثمرة زمن عابر بل هي نتاج إرادة صلبة وإدارة واعية أحسنت قراءة الواقع وتوظيف الممكن وسط عاصفة التحديات وفي قلب هذا المشهد يبرز دور الفريق إبراهيم جابر إبراهيم بوصفه أحد العقول التي أدركت مبكراً أن معركة الإعمار لا تقل شأناً عن معركة البندقية وأن كسب السلام الخدمي والاقتصادي هو الوجه الآخر للنصر العسكري.

الفريق إبراهيم جابر لم يتعامل مع الخرطوم كمدينة منكوبة فحسب بل كعاصمة دولة يجب أن تستعيد وظائفها الحيوية بسرعة تحمي المجتمع من الانهيار وتعيد الثقة بين المواطن والدولة لذلك جاء تركيزه واضحاً على الخدمات الأساسية الكهرباء المياه البنية التحتية والمرافق الإنتاجية باعتبارها مفاتيح الحياة الأولى فلا مدرسة بلا ماء ولا مستشفى بلا كهرباء ولا اقتصاد بلا طرق ومصارف عاملة.
ما يميز تجربة الفريق أول جابر في ملف إعمار الخرطوم هو فهمه العميق لأهمية العلاقات الدولية في زمن الأزمات فالعالم اليوم لا يتحرك بالعواطف بل بالمصالح ومن يحسن مخاطبة هذه المصالح يكسب الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني وقد نجح في بناء شبكة علاقات خارجية متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل وتقديم السودان بوصفه دولة تسعى للاستقرار لا ساحة للفوضى.
هذه العلاقات لم تكن بروتوكولية أو شكلية بل انعكست مباشرة في تسهيل المساعدات الفنية ودعم مشاريع البنية التحتية وفتح قنوات تعاون مع دول شقيقة وصديقة ومنظمات دولية الأمر الذي ساهم في تسريع وتيرة التعافي داخل الخرطوم ومنح الولاية متنفساً حقيقياً وسط شح الموارد وضيق الخيارات.
كما يحسب للفريق إبراهيم جابر قدرته على التنسيق بين المستويين الاتحادي والولائي وربط القرار السيادي بالاحتياج الميداني فالإعمار في نظره ليس شعارات ترفع بل غرف تشغيل تعمل وخطط تنزل إلى الأرض ومتابعة دقيقة للأداء وهو ما جعل نتائج العمل تظهر للعين في وقت وجيز مقارنة بعمق الدمار.
إن ما تشهده الخرطوم اليوم من عودة تدريجية للحياة وانتظام للخدمات وحراك اقتصادي مع حاجة الإنسان لكنه واعد هو رسالة واضحة بأن القيادة حين تمتلك الرؤية والعلاقات والقدرة على الفعل يمكنها أن تصنع الفارق حتى في أحلك الظروف.
الفريق إبراهيم جابر إبراهيم يقدم نموذجاً لرجل الدولة الذي يجمع بين الصرامة العسكرية والمرونة الدبلوماسية ويدرك أن إعمار العواصم لا يتم بالخطابات وحدها بل ببناء الثقة داخلياً وخارجياً وبتحويل العلاقات الدولية إلى أدوات تخدم المواطن لا عناوين للاستهلاك الإعلامي.
والخرطوم وهي تنهض من تحت الركام تعرف جيداً من وقف معها بالفعل لا بالقول ومن آمن بأن إعمار الحجر هو الطريق الأصدق لإعمار البشر.
