منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

خبر وتحليل – عمار العركي *هذا ما حذّرنا منه… قبل عام كامل*

0

خبر وتحليل – عمار العركي

 

*هذا ما حذّرنا منه… قبل عام كامل*

 

▪️لم يأتِ استدعاء هذا التحذير القديم من باب التذكير أو المكايدة السياسية، بل تفرضه معطيات واقعية باتت ماثلة اليوم أكثر من أي وقت مضى.
▪️فمنذ ذلك التاريخ، ظلّ المشهد السوداني يتّسم بتعدّد مراكز القرار، وتردّد الخرطوم في بلورة رؤية واضحة ومتماسكة حيال ملفات بالغة الحساسية، على رأسها العلاقة مع الاتحاد الإفريقي، والإيقاد، والجامعة العربية، في وقتٍ تتطلب فيه المرحلة مواقف محسومة لا بيانات متناقضة.
▪️بالتوازي، تشهد المنطقة صراعاً إقليمياً مفتوحاً، ومخاض إعادة تشكيل سياسي وأمني يتجاوز حدود الدول، بينما تبدو الخرطوم غائبة عن دوائر الفعل والتأثير، حاضرة فقط كملف يُدار من الخارج، لا كدولة تصوغ خياراتها بيدها.
▪️في ظل هذا السياق المضطرب، نعيد نشر هذا المقال الذي كُتب في 15 فبراير 2023، كما هو دون تعديل، بوصفه قراءة مبكرة لمسارٍ تجاهله الفاعلون آنذاك، فدفع السودان كلفته لاحقاً.

نُشر المقال أدناه أول مرة بتاريخ 15 فبراير 2023 بعدد من المواقع، منها: الحاكم، صوت السودان، جسور، عزة برس

_____________________

عمار العركي يكتب:

*هــذا ما حذرنــا منــه*
15 فبراير 2024

في مثل هذا اليوم 15 من العام 2023م كتبنا محذرين ومنبهين لمآلات سياسات الإيقاد والاتحاد الإفريقي تجاه السودان:

*زيارة فكي … تنفّس مصالح، وغرق وطن*

عمار العركي – الخرطوم – 15 فبراير 2023م

ارتفعت سقوفات الآمال في المطالبة بحقوق السودان داخل الاتحاد الإفريقي إبان زيارة (موسى فكي) الأخيرة، والتي سبقت انعقاد القمة (36) المقررة في 18 فبراير الجاري بأديس أبابا، ففوّت السودان فرصة بناء موقف وطني موحد حيال حقوقه ومصالحه داخل الاتحاد الإفريقي، وفك تجميد عضويته، وتمرير رسالة السودان للقمة القادمة في إثيوبيا.

ولكن المصلحة الخاصة طغت على العامة، فقد اختتم السيد موسى فكي زيارته إلى الخرطوم بلقاء “البرهان”، بعد أن بدأها بوزير الخارجية، حميدتي، الحرية والتغيير – المجلس المركزي – برمة ناصر، الكتلة الديمقراطية مناوي، التحرير والعدالة “تجاني السيسي”، الجبهة الثورية الهادي، دون تحقيق أي مصلحة أو فائدة للسودان.

فكل الذين قابلهم “موسى” اهتموا بانتشال مصالحهم السياسية من “الغرق”، وبحثوا مواقفهم الشخصية المختلفة والمتمسكة بـ“عدم الإغراق المركزي”، يقابله تمسك بـ“إغراق تكتلي”، وكأن “موسى” بيده عصا الأكسجين السياسي، وهو ذاته موسى “المفوّض” لقبض روح السودان وكتم أنفاسه، وتجميده في ذاكرة الاتحاد الإفريقي السمكية، التي تنسى أو تتناسى – بفعل التحيز والمحاباة – دور السودان الرائد في إفريقيا، والمؤسس للاتحاد الإفريقي، الذي لم ينل رئاسته ولو لمرة واحدة، في نسخته الجديدة التي مضى عليها 21 عاماً.

مقابلات حزينة وبائسة، تعبّر عن بؤس الساسة وعدم وطنيتهم التي يدّعونها ويستهلكونها تكسباً، فارتفعت أصوات مطالبهم السياسية الخاصة، ولم يتطرقوا للمصالح الوطنية داخل الاتحاد الإفريقي، باستثناء وزير الخارجية (علي الصادق)، ورئيس حزب التحرير والعدالة (تجاني السيسي) الذي دعا لفك تجميد عضوية السودان.

أما حديث وزير الخارجية فيستحق إعادة النشر لوطنيته وقوته، حين قال علي الصادق لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي: «عدم انسجام العقوبات والإجراءات القسرية مع روح مبدأ الوحدة والتضامن الإفريقي الذي نادى به الآباء المؤسسون للاتحاد الإفريقي، وأشار إلى أهمية الدور الذي يلعبه رئيس المفوضية ومفوض السلم والأمن في دعم الانتقال بالسودان بدلاً عن تجميد نشاطه، وندعو إلى ضرورة إصلاح منظومة الاتحاد الإفريقي لتصبح أكثر مواكبة مع الآليات الدولية، خاصة في مجلس الأمن بالأمم المتحدة، الذي يتيح للدول مناقشة موضوعاتها أمام المجلس، بما يعين ويساعد على الوصول إلى حلول مرضية».

بعد هذا الحديث الوطني والقوي، لم يجد “موسى” مخرجاً دبلوماسياً ولا حلاً عاجلاً لعقدة لسانه، إلا بفقه قول: «أؤمّن على ما تم طرحه خلال الاجتماع، ونحن بصدد لقاء قيادة الدولة والقوى السياسية خلال الزيارة، للوقوف على التطورات، والتأمين على توسيع قاعدة المشاركة».

“موسى” الخالي الذهن وغير المُلم، تحدث عن “توسعة المشاركة في الاتفاق”، ورفض دعوة الحرية والتغيير – المجلس المركزي – لحضور مؤتمر بورشة شرق السودان، بدعوى عدم علمه بالغاية والغرض من هذا المؤتمر. فهذا خلل، ليس بسبب السودان، وإنما تقصير من مكتب اتصال الاتحاد الإفريقي بالخرطوم، ومبعوثه المتواضع الإمكانات محمد بلعيش، الذي كثيراً ما تحدث ونادى داخل الآلية الثلاثية بعدم الضرورة لتوفر أغلبية مشاركة، ورجّح كفة الأقلية.

كما أن ورشة شرق السودان تجيء ضمن ورش أخرى، كنتاج لأفكار ومقترحات اللجنة الثلاثية، التي يُعد (محمد بلعيش) مبعوث موسى عضواً فيها وناطقها الرسمي، فعلى السيد موسى مراجعة أداء مكتبه ومبعوثه بالخرطوم قبل أن يتورط في تصريحات وإفادات محرجة.

خلاصة القول ومنتهاه:

ختاماً، نُذكّر بأن (جُزر القمر)، التي خرجت للحياة من رحم إفريقيا في العام 1975م، تتهيأ وتستعد لتسليم رئاسة الاتحاد الإفريقي في دورته 37 القادمة لرئيسها “غزالي عثماني”، في الوقت الذي يُمنع ويُحرم على السودان هذا الحق ولو لمرة واحدة. مبروك لجزر القمر مقدماً، و«البكا بحررو أسيادو»… ولا أسفاً ولا بواكي عليك يا سودان.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.