منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته* مستشار: أحمد حسن الفادني

0

*كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته*

مستشار: أحمد حسن الفادني

احمد حسن الفادني

 

​منذ سنوات والمداد يسيل على أوراق هذا الوطن ليس ترفا فكريا ولا بحثا عن شهرة عابرة إنما انطلاقا من واجب أخلاقي ووطني يحتم علينا جميعا أن نكون شركاء في البناء، لقد سطر المتخصصون والكتاب والخبراء مئات المقالات والدراسات التي تشرح الواقع الاقتصادي والاجتماعي بتبصر و رؤية ثاقبة وقدموا فيها حلولا واقعية قابلة للتنفيذ ومفصلة على مقاس ظروفنا البالغة التعقيد.
​لكن وبكل أسف يبدو أن هذه الأطروحات تذهب أدراج الرياح فلا عين تقرأ بعمق ولا أذن تصغي بوعي ولا عقل يحلل ليستنبط منها خارطة طريق.

​الفجوة بين الفكر والتطبيق

​المشكلة تكمن في أن مؤسساتنا في كثير من مفاصلها فهي غارقة في تفاصيل يومية وإجراءات روتينية لا تسمن ولا تغني من جوع بينما تغيب عنها الرؤية الاستشرافية التي تتلمس الطريق الصحيح ، إننا نواجه اليوم ما يمكن تسميته (جمود المؤسسات) أو تلك الحالة التي وصفها بعض الكتاب بكل صراحة بمافيا المؤسسات، وهي ليست بالضرورة أشخاصا إنما هي منظومة من البيروقراطية والمصالح الضيقة التي تخشى التغيير وتعرقل كل فكر حر يحاول انتشال الواقع من عثراته.

الانغماس في الشكليات

انشغال دائم باجتماعات و بروتوكولات تفتقر للنتائج الملموسة وممثلة في
– ​غياب التقييم: حيث لا يوجد من يقرأ ليفند أو يناقش ليصحح أو يعتمد الحلول العلمية الرصينة كمرجع لاتخاذ القرار.
– ​عزلة القرار: بقاء مراكز القرار في معزل عن نبض الأقلام المتخصصة التي تشخص العلة وتصف الدواء.

​الأمانة التي تمليها علينا أقلامنا

​إن الكتابة في ظل هذه الظروف تصبح نوعا من الجهاد السلمي ورغم أننا نشعر أحيانا بمرارة (هيهات لمن تنادي) إلا أن مدادنا لن يجف وأقلامنا لن تنكسر، إننا نكتب لأننا نؤمن بأن الكلمة الصادقة هي حجر الزاوية في الإصلاح ولأن مسؤوليتنا تجاه هذا الوطن تفرض علينا ألا نسكت حين يجب الكلام ولا ننسحب حين يشتد الظلام.
​إن الحلول ليست مستحيلة وليست أحلاما طوباوية إنما هي خطوات مدروسة ومتاحة تنتظر فقط من يمتلك الجرأة الإدارية والإرادة السياسية لتبنيها بعيدا عن حسابات الربح والخسارة الضيقة.

​رسالة إلى أولي الأمر

​إن عنوان هذا المقال ليس مجرد شعار بل هو ميثاق غليظ (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته) فالمسؤولية هنا لا تقتصر على إدارة المكتب انما تمتد لتشمل الانفتاح على العقول واحتضان الأفكار البناءة وتفعيل دور المتخصصين الذين لا يبتغون غير وجه الوطن ، ​إن الوطن لا يبنى بالتجاهل ولا ينهض بالانغلاق على الذات. التغيير يبدأ عندما تصبح القراءة جزءا من التخطيط وعندما يتحول النقد المهني إلى منهج عمل وعندما ندرك أن خلف كل مقال متخصص غيرة وطنية تستحق أن تسمع.
​ستظل أقلامنا تنبض بوجع الوطن و أمله ولن نتوقف عن قرع الأبواب بالكلمة الطيبة والحلول الناجعة آملين أن نجد يوما آذانا واعية وعقولا تفقه أن الوقت لم يعد يتسع للمزيد من الانتظار.

( قوموا لنهضة وطنكم)

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.