منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*مجموعة تنمية الصادرات … التنمية رغم التحديات* مستشار أحمد حسن الفادني

0

*مجموعة تنمية الصادرات … التنمية رغم التحديات*

 

مستشار أحمد حسن الفادني

احمد حسن الفادني

تعد مجموعة تنمية الصادرات من المجموعات الاقتصادية الكبرى في السودان وتعمل بخبرات و موظفين ذو همة و اخلاص لوطنهم الغالي و التي تقوم على مبدأ تحفيز الاستثمارات في القطاع الاقتصادي السوداني وتعمل مجموعة تنمية الصادرات على عدة قطاعات ذات أهمية كبري للاقتصاد الوطني (قطاع الإنتاج الحيواني ، قطاع الإنتاج الزراعي ، قطاع الصادرات للمحاصيل النقدية، قطاع الصناعات الغذائية) وبهذا التنوع الاقتصادي تساهم المجموعة مساهمة كبرى في رفعة الاقتصاد الوطني ومنها أولت اهتماما بالغا بقطاع الصناعات الغذائية حيث يعد قطاع الصناعات الغذائية أحد أهم محركات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في السودان لما يمتلكه من قدرة على تحويل الموارد الزراعية الوفيرة إلى منتجات ذات قيمة مضافة عالية وتسهم في توسيع القاعدة الإنتاجية وتنويع مصادر الدخل القومي، وفي هذا الإطار يمثل إنشاء مجموعة تنمية الصادرات لمصنع مركزات العصائر بطاقة إنتاجية 500 طن خطوة استراتيجية تتجاوز حدود التصنيع الغذائي لتكون منصة متكاملة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز سلاسل القيمة الزراعية والصناعية في البلاد، ومن خلال هذا المقال نستعرض بعض النقاط التي تعرف بأهمية المشروع و أبعاده الاقتصادية و الاجتماعية و اهداف التنمية المستدامة من خلال الآتي :

أولا: الأبعاد الاقتصادية للمشروع:
1. القيمة المضافة وتحريك القطاعات المرتبطة:
يقوم المصنع على الاستفادة من الفائض الزراعي الكبير في الفواكه المحلية مثل المانجو و الجوافة الليمون و البرتقال و الكركديه و العرديب و الطماطم، وذلك بتحويلها من منتجات خام إلى مركزات عالية الجودة قابلة للتصنيع المحلي و التخزين والتصدير.
وبذلك يسهم المشروع في:
– تقليل فاقد الإنتاج الزراعي الذي يتجاوز 30–40٪ سنويا بسبب ضعف البنية التحويلية.
– رفع القيمة المضافة للمنتج الزراعي بنسبة تصل إلى 70٪ إلى 150٪ مقارنة ببيعه خاما.
– تحريك سلسلة القطاعات المساندة (النقل و التغليف و الطاقة و الزراعة التعاقدية و الخدمات اللوجستية).
2. تعزيز الصادرات وتقليل العجز التجاري:
وذلك من خلال توجيه جزء كبير من الإنتاج إلى أسواق الخليج، وشمال إفريقيا، والاتحاد الاوربي و دول آسيا حيث يمكن للمصنع أن يسهم في تحسين ميزان المدفوعات عبر:
– زيادة عائدات الصادرات الزراعية المصنعة.
– تخفيض الضغط على العملة الصعبة الناتج عن استيراد العصائر و المركزات من الخارج.
– تعزيز موقع السودان كمصدر إقليمي للمنتجات الغذائية الطبيعية.
3. جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية:
يمثل المشروع فرصة استثمارية نموذجية تجمع بين وفرة الموارد الخام ورخص تكلفة الإنتاج و من شأنه أن يقوم بجذب:
– استثمارات رأسمالية إضافية في مجالات التعبئة والتغليف وسلاسل الإمداد و التبريد.
– شراكات دولية في مجالات التقنية الغذائية وضبط الجودة.
– تمويل ميسر من مؤسسات التنمية الإقليمية والدولية في إطار دعم الأمن الغذائي.
4. التشغيل والإنتاجية:
بطاقة إنتاجية 500 طن سنويا من المركزات يمكن تقدير الأثر التشغيلي للمصنع بما يلي:
– توفير أكثر من 300 فرصة عمل مباشرة وقرابة 1200 فرصة غير مباشرة في الزراعة والنقل والخدمات.
– رفع إنتاجية المزارع الصغيرة عبر التوريد التعاقدي للفواكه بأسعار عادلة و محفزة.
– بناء قاعدة بيانات للمزارعين والمصدرين لتكوين منظومة غذائية مترابطة ومستدامة.

ثانيا: الأبعاد الاجتماعية والتنموية للمشروع:
1. تمكين المجتمعات الريفية:
من خلال الشراء المباشر من المزارعين ويتوقع ان سيعمل المصنع على:
– تعزيز دخل الأسر الريفية وتحسين مستوى المعيشة.
– تشجيع الشباب والنساء على الدخول في سلاسل الإنتاج الغذائي.
– تقليل معدلات الهجرة الداخلية من الريف إلى المدن عبر توفير فرص عمل محلية.
2. الأمن الغذائي وتحسين الأنماط الاستهلاكية:
– يتوقع أنه سيسهم المشروع في توفير منتجات غذائية طبيعية وآمنة بأسعار تنافسية داخل السوق المحلي مما يعزز الأمن الغذائي الوطني ويشجع على نمط استهلاكي صحي قائم على الإنتاج المحلي بدل الاعتماد على الواردات.
3. نقل المعرفة وبناء القدرات:
– يشكل المصنع مركزا للتدريب العملي في مجالات التصنيع الغذائي و مراقبة الجودة و الإدارة الإنتاجية والسلامة الغذائية بما يعزز الكفاءات الوطنية في قطاع حيوي يحتاج إلى خبرة تقنية متقدمة وحديثة.

ثالثا: نحو نهضة صناعية غذائية سودانية:
إن قيام مجموعة تنمية الصادرات لمصنع مركزات العصائر هو إعلان عن تحول استراتيجي في فلسفة التنمية الاقتصادية من اقتصاد يعتمد على تصدير المواد الخام إلى اقتصاد منتج ذي قيمة مضافة, ولذلك فإن دعم مثل هذه المشروعات يمثل حجر الزاوية في بناء قاعدة صناعية وطنية قادرة على:
– توفير فرص عمل و وظائف وتنويع الصادرات.
– تحقيق السيادة الاقتصادية الغذائية.
إن السودان بما يملكه من ثروات زراعية ومناخ متنوع يمكنه أن يكون مركزا إقليميا للصناعات الغذائية يخدم القارة الإفريقية والعالم العربي معا إذا ما توافرت الإرادة السياسية والبيئة الاستثمارية الجاذبة والدعم الفني المستمر.
ومن خلال ذلك يمكن القول إن مشروع إنشاء مصنع مركزات العصائر بطاقة إنتاجية 500 طن هو نموذج تطبيقي للتنمية الإنتاجية المستدامة و يجسد التكامل بين الزراعة والصناعة والتجارة ويحول التحديات إلى فرص واعدة للنمو ، وبذلك فإن الاستثمار في هذا القطاع يعد خيارا اقتصاديا و واجب وطني و استراتيجي لتحقيق نهضة اقتصادية غذائية شاملة تضع السودان في موقعه الطبيعي (سلة غذاء للمنطقة والعالم).
و بما أن مجموعة تنمية الصادرات تتمتع برؤى و خطط وبرامج استراتيجية و قيادة ملهمة ، نتوقع لها النجاح بالرغم من وجود بيئة خارجية ذات تحديات كبيرة، وذلك لوجود عناصر نجاح ثابته

( مدام السودان بعيوننا وقلوبنا سننجح باذن الله تعالى)

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.