خبر و تحليل – عمار العركي *سحب الجنسية من طــه عثمـان … دلالات وأبعــاد*
خبر و تحليل – عمار العركي
*سحب الجنسية من طــه عثمـان … دلالات وأبعــاد*

قرار السلطات السعودية – إن صح ذلك – في هذا التوقيت ، يعد خطوة سياسية سيادية تحمل رسالة واضحة تتجاوز “طه” ، إلى “الدور” الذي ارتبط به خلال مرحلة إقليمية اتسمت بتداخل الأدوار وعدم وضوح الحدود بين الرسمي والمؤسسي والاستخبارتي الغامض ، خصوصًا في ملف السودان.
* القرار يعني أن سياسة المملكة في نسختها الجديدة قررت إنهاء أي ارتباط مع شخصيات لعبت أدوارًا غير مؤسسية ، وتحركت خارج الأطر الرسمية، أو مثّلت قنوات غير منضبطة في إدارة ملفات حساسة في سياق سياسي سابق . فالسعودية اليوم تتجه إلى سياسة التعامل المباشر مع الدول والمؤسسات، لا مع الأفراد، وإلى ضبط مجالها السياسي والأمني بشكل أكثر صرامة ووضوحًا.
* قبل سحب الجنسية منه ، كان وجود طه عثمان يعكس مرحلة اتسمت بمرونة عالية في العلاقة السعودية–الإماراتية، حيث سُمِح بهوامش حركة واسعة لبعض الشخصيات التي استفادت من تقاطع المصالح بين العاصمتين، خاصة في السودان. تلك المرحلة قامت على إدارة التداخل وتدوير الزوايا، لا على الفرز الحاد بين المسارات.
* أما بعد القرار، فتتضح ملامح انتقال سعودي إلى مرحلة مختلفة، تقوم على التمييز الواضح بين الأدوار، وتقليص الاعتماد على الوسطاء، ورفض أي قنوات رمادية تتحرك بين أجندات متعددة. القرار لا يعني قطيعة مع الإمارات، ولا صدامًا معها، لكنه يؤكد أن الشراكة مستمرة بقواعد أوضح وحدود أدق، مع تشديد سعودي على استقلال قرارها في الملفات الإقليمية.
* في البعد السوداني، يحمل القرار رسالة مباشرة مفادها أن المملكة لم تعد تقبل بشخصيات عابرة للأنظمة أو مزدوجة الأدوار، وأن التعاطي سيكون مع مؤسسات الدولة لا مع أفراد، مهما كانت مواقعهم أو علاقاتهم السابقة. وهو ما يعكس تشددًا سعوديًا متزايدًا في إدارة الملف السوداني ضمن رؤية أمنية وسياسية أكثر انضباطًا.
* من ناحية رمزبة ، قرار سحب الجنسية من أقوى الإجراءات السيادية، ويُستخدم عادة عندما تنتهي الثقة السياسية بشكل كامل. وفي هذا السياق، هو إعلان سعودي هادئ عن إغلاق مرحلة قديمة، وبدء مرحلة جديدة تقوم على الوضوح والحسم، دون ضجيج إعلامي أو سياسي.
*خلاصــة القـول ومنتهاه*
* القرار لا يستهدف شخص طه عثمان بقدر ما يستهدف نموذجًا كاملاً من العمل السياسي غير المنظم. وهو مؤشر على انتقال سعودي واضح من إدارة الملفات عبر الأفراد إلى إدارتها عبر المؤسسات ، ومن المرونة الرمادية إلى الوضوح والانضباط، في السودان وفي الإقليم عمومًا، اما “شخص طه” فهو لا يستحق شرف “حرفنـا ” وان كان ذماً .
