(سحميات) يكتبها مبارك سحمي . *تحذير أخير : حين يُهان المعلّم يرتجف المستقبل*
(سحميات)
يكتبها مبارك سحمي
.
*تحذير أخير : حين يُهان المعلّم يرتجف المستقبل*

إلى رئيس مجلس الوزراء
إلى وزير المالية
إلى وزير التربية
هذا العمود ليس شكوى
ولا رجاءً
ولا توسّلًا للسلطة
هذا إنذار واضح
الاستهانة بالمعلّم
هي أسرع طريق لانهيار الوطن
نقولها بوضوح لا يحتمل التأويل
المعلّم هو أصل الدولة
وحين تتخلّى الدولة عنه
تتخلّى عن عقلها وضميرها معًا
لولا المعلّم
لما عرفتم كيف تكتبون قرارًا
ولا كيف تقرأون تقريرًا
ولا كيف تجلسون على مقاعد الحكم
المعلّم ليس موظفًا عاديًا
بل صانع وعي
وحارس مستقبل
وصاحب رسالة لا تُقاس بالمرتبات
فكيف يُجبر على العمل
بدون راتب
وكيف يُترك
أربعة عشر شهرً بلا أجر
هذا ليس خللًا ماليًا
هذا إذلال مؤسسي
أي منطق يقبل
أن يكون راتب الخفير أو الفراشة (25 ألف)
بينما يُدفع المعلّم إلى حافة الجوع
ليست المشكلة في الرقم
بل في الرسالة
إهانة المعرفة علنًا
لا ترقيات منذ 2018
المعاشيون بلا حقوق
المنح تُنهب
والأعياد تُصادر
و30% تُستقطع بلا خجل
أكثر من 300 معلّم في أمبدة
أُجبروا على إجازة بلا مرتب
لأن الراتب نفسه صار إهانة
ورغم ذلك
بعد الحرب
عاد المعلّم
فتح المدارس
ووقف أمام السبورة
بلا مقابل
وبكرامة أعلى من كل المناصب
نحن نفخر بقبيلة المعلّمين
بصبرهم
وبثباتهم
وبأنهم لم يتركوا الوطن
حين تركهم الوطن
لكن فليُفهم هذا جيّدًا
الصبر ليس ضعفًا
إهمال المعلّم
ليس خطأ إداريًا
بل جريمة بحق المستقبل
إن أنصفتم المعلّمين
أنقذتم وطنًا كاملًا
وإن واصلتم هذا الإهمال
فاستعدّوا لجيل
فاقد للتربية
يصعب احتواؤه
هذا تحذير لا تهديد
وهذا صوت المعلّم
إذا كُسر
كُسر كل شيء
.
(وفضلهم عليك في دنيا ودين
سلام سلام للمعلمين
اوصاف المعلم قول لي مثلو وين
مهنت انبياء ومهنت مرسلين)
(سحمي)
♥
..
.
.
