منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*العُري بديلٌ للفشل… وهروبٌ سياسيٌّ مكشوف* ✒️ بقلم: وفاء قمر بوبا

0

*العُري بديلٌ للفشل… وهروبٌ سياسيٌّ مكشوف*

✒️ بقلم: وفاء قمر بوبا

 

محاولة تحويل مشهد العُري إلى “مونودراما رمزية” هي عملية غسل سياسي رخيصة.

إذا كان المقصود كما ذكرت غُرف دويلة الشر عبر أقلام العملاء هو “تعرية حال الإنسان السوداني”،
فالسؤال البديهي:
من الذي عرّاه؟ ومن الذي وفّر الغطاء السياسي والعسكري والمالي لاستمرار هذا العُري؟
هنا طبعاً يصمت “المثقفون الجدد”.

العُري الحقيقي ليس على المسرح… بل في الخطاب…!!
الفضيحة ليست شورت على خشبة،
الفضيحة أن يُقدَّم العجز السياسي والفشل الأخلاقي في شكل “فن مقاوم”.

الفضيحة أن:
تُختزل مأساة شعب كامل في لقطة استعراضية…!!
يُستبدل الفعل السياسي الحقيقي بحركات صادمة بلا أثر
يُبرَّر العبث باسم الجرأة
ويُتَّهَم المجتمع لأنه “لم يفهم العُري”، بينما الدلالة نفسها جوفاء..!!

التباكي على الجسد ليس إلا قناع للهروب من مسؤولية دم الشعب السوداني..

نعم، المجتمع حساس تجاه الجسد.
لكن هذه ليست “عِلّة أخلاقية”، بل سياق ثقافي قيمي معروف.

المخزي هو استغلال هذا السياق:
لا لمواجهة القهر
بل لإشعال معركة جانبية
وتفريغ الغضب في اتجاه آمن لا يكلّف شيئاً

لماذا لم نرَ مثلاً:
جرأة مماثلة في تسمية المتسببين؟
تعرية حقيقية لشبكات التمويل؟
مساءلة صريحة لحلفاء الخارج؟
لأن “الدلالة” هنا بديل جبان عن المواجهة.

من يتباكى على الكرامة… شارك في سلبها
أكبر كذبة في هذا الخطاب: الادعاء بأنهم يدافعون عن “الإنسان السوداني المجرّد من الكرامة”.

بينما الواقع:
هم من سوّقوا أو صمتوا على عسكرة السياسة..

هم من برّروا للميليشيا الإرهابية حين خدمت مصالحهم..

هم من فتحوا الباب لتدويل الأزمة
وهم الآن يلبسون الفشل ثوب “فن عراءٍ احتجاجي”..

هذا ليس وعياً… هذا تبييض للهزيمة.

نحن نستنكر “شورت على مسرح” لأن هذا “الشورت” يحوّل معاناة شعب إلى عرض بلا موقف..

يسوق الاستفزاز كبديل للمقاومة الشعبية،
ويتهم المجتمع السوداني كلما فشل خطاب العملاء..

الوطن لم يُعرَّ بسبب أخلاق المجتمع،
بل بسبب نخب فقدت البوصلة، وتخلّت عن المسؤولية، ثم لجأت للاستعراض.

ومن عجز عن تعرية الجناة الحقيقيين،
لا يملك حق الحديث عن الكرامة…
ولا عن الرمز…
ولا عن الفن.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.