منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

المبعوثة الأميركية في تشاد للقاء لاجئين سودانيين مع اشتداد معارك الخرطوم

0

قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد خلال زيارة لتشاد إن الولايات المتحدة ستقدم 163 مليون دولار إضافية مساعدات للشعب السوداني والدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين بما في ذلك تشاد.

أعمال عنف

ووصلت غرينفيلد إلى تشاد، اليوم الأربعاء، للقاء لاجئين سودانيين فروا من أعمال عنف عرقية وجنسية في دارفور، وهو أمر قالت إنه “يذكر” بالفظائع التي ارتكبت قبل 20 عاماً ووصفتها واشنطن بأنها “إبادة جماعية”.

ومن المقرر أن تزور أيضاً حدود تشاد مع دارفور في غرب السودان لتسليط الضوء على تفاقم الصراع والأزمة الإنسانية التي تتزايد حدتها.

وقالت توماس غرينفيلد قبل وصولها لتشاد “وصلنا بكل تأكيد لمستوى من الفظائع الخطيرة التي تذكرنا بشدة بما شهدناه في عام 2004 وأدى بنا لوصفه بأنه إبادة جماعية”.

وتابعت قائلة “نسمع عن نساء تعرضن لاغتصاب جماعي وحشي مراراً وقرى تتعرض للمداهمة وهناك صور تظهر قبوراً جماعية. الدلائل موجودة”.

وزارت توماس غرينفيلد حدود تشاد مع دارفور في 2004 عندما كانت مسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية، وهو العام ذاته الذي وصفت فيه واشنطن العنف هناك بأنه “إبادة جماعية”.

وقالت “ذهبت قبل إعلان ارتكاب الإبادة الجماعية لكني رأيت كل الأدلة على أنها تحدث بالفعل… شهدت ذلك من قبل عندما زرت مخيمات لاجئين في جوما (جمهورية الكونغو الديمقراطية) بعد رواندا ورأيت النظرات المعذبة والفزع على وجوه الناس”.

معارك شرسة

أمنياً، عاد القتال العنيف مجدداً بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، أمس الثلاثاء، حول سلاح المدرعات التابع للجيش في منطقة الشجرة جنوب العاصمة الخرطوم، حيث دارت معارك شرسة بين الطرفين باستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة في ضوء هجوم قادته قوات “الدعم السريع” بهدف السيطرة على مواقع في محيط هذا السلاح (المدرعات)، مما أحدث انفجارات عنيفة هزت المنطقة. في الوقت ذاته، تجددت الاشتباكات في منطقة سلاح المهندسين بأم درمان، التي خلفت أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى، بحسب بيانات رسمية للجانبين.

اتهامات متبادلة

وأشار المتحدث الرسمي للقوات المسلحة السودانية العميد نبيل عبدالله إلى أن “الدعم السريع حاول مجدداً معاودة الهجوم على سلاح المدرعات والذخيرة بمنطقة الشجرة العسكرية بالخرطوم، وتمكنت قواتنا من دحر العدو وكبدته خسائر فادحة في الأفراد والمعدات. ومن المعلوم أن هذه القوات المتمردة باتت تكراراً ومراراً تهاجم منطقة الشجرة العسكرية، لكن ظلت قوات الجيش عقبة ومثالاً للتصدي لتلك المحاولات الفاشلة وستظل عصية على هؤلاء المتمردين”.

وأضاف “تواصل مجموعات العمل الخاص التابعة للجيش عملياتها في مختلف مناطق العاصمة المركزية، وهي تحقق نجاحات مستمرة، في حين تقوم قواتنا برصد نوايا وتحركات المتمردين، حيث تتمتع كل فرق الجيش بكامل الجهوزية والاستعداد التام للتعامل مع أي عمل عدائي داخل العاصمة”.

في المقابل، قال بيان صادر عن مكتب الناطق الرسمي لقوات “الدعم السريع”، “تمكنت قوات الدعم السريع، الثلاثاء، من الاستيلاء على أربع دبابات وعدد من المركبات القتالية بكامل عتادها من الجيش السوداني بمنطقة سلاح المدرعات والذخيرة بالشجرة، وسط عمليات أدت إلى فرار قواتهم إلى داخل الأحياء المتاخمة لهذه المنطقة”.

وتابع “نفذت قواتنا عمليات هجوم نوعي على سلاح المهندسين وهيئة القيادة والأركان بأم درمان، أسفرت عن مقتل 60 من قوات الجيش بينهم ضباط برتب مختلفة، وإصابة 240، وفرار البقية بقيتهم إلى الأحياء القريبة من المنطقة”.
ولفت البيان إلى “حالة الرعب والهلع” التي سادت قوات الجيش بسبب “العمليات المباغتة التي أدت إلى خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد”، فضلاً عن الحصار الذي ضرب هذه القوات من الاتجاهات جميعاً ونقص الإمدادات والمؤن.

وأردف بيان “الدعم السريع” “ستمضي معركتنا ضد عناصر النظام السابق وأعوانه في الجيش إلى نهايتها من أجل تحقيق مطالب الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة، وتأسيس دولة المواطنة بلا تمييز والحقوق المتساوية التي ينعم فيها الجميع بالأمن والاستقرار والإنماء”.

انتشار وتوسع

وبحسب مصادر عسكرية، فإن اشتباكات دارت، أمس، بين الطرفين (الجيش والدعم السريع) في منطقة أم درمان القديمة التي أصبحت مسرحاً للعمليات اليومية في محاولة من كلا الطرفين المتحاربين للانتشار وتوسيع نقاط السيطرة على المواقع المتاخمة لجسر شمبات الذي يربط بين أم درمان وبحري.

وأضافت المصادر أن عدداً من المناطق في الخرطوم شهدت دوي انفجارات متتالية وجهها الجيش باتجاه تمركزات لقوات “الدعم السريع” حول منطقتي أرض المعسكرات والمدينة الرياضية الواقعتين جنوب شرقي الخرطوم، وذلك عبر المسيرات والطيران الحربي.

قصف عشوائي

وذكر بيان أصدرته لجان مقاومة أمبدة الحارة 21، الثلاثاء، أن “قصفاً عشوائياً بالمدفعية والمسيرات من قبل القوات المسلحة استهدف ارتكازين للدعم السريع بمنطقتي الصالحين أمبدة، لكن لم يكن التنفيذ دقيقاً وضل طريقه إلى مواطنين عزل أدى إلى وفاة 19 شخصاً وآخرين جاري حصرهم”.

وظلت مربعات بمنطقة أمبدة قرابة الأسبوعين تتعرض لقصف متبادل بين الجيش و”الدعم السريع”، مما أوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، ولاحقت قوات “الدعم السريع” اتهامات بتهجير سكان المنطقة واحتلال منازلهم وتحويلها لثكنات عسكرية.

تناثر الجثث

وذكر مواطن يقطن أم درمان، أنه “لاحظ استعدادات عسكرية كبيرة لجيش في منطقة أم درمان مما يوحي بأنه سيقوم بعمليات برية واسعة في اليومين المقبلين”، لافتاً إلى أن “القصف بواسطة الطيران والمدفعية الثقيلة يخلف أعداداً من القتلى المدنيين بمعدل يصل إلى 10 يومياً، ما جعل الجثث متناثرة في الشوارع وبدأت روائحها تفوح بشكل مخيف”.

وبين أن هناك صعوبة في حركة التنقل للمواطنين بخاصة في مناطق سيطرة الجيش نظراً إلى إغلاق معظم الطرق بالرمال، فضلاً عن إغلاق معظم الأسواق، ما زاد من صعوبات الحياة المعيشية إلى جانب ارتفاع أسعار السلع المختلفة لندرتها.

ونوه بأن الوضع بشكل عام سيئ للغاية من الجوانب كافة، فهناك انقطاع متواصل لخدمات المياه في أحياء عدة بأم درمان لوجود محطة المياه في مناطق الاشتباك مما يصعب إصلاحها، فضلاً عن الانقطاع المتواصل للكهرباء، بخاصة أنه لا توجد بارقة أمل لأي حل سياسي لهذه الأزمة التي قاربت من شهرها الخامس.
تسليم أسرى

وكان الجيش السوداني أعلن أنه سيسلم اللجنة الدولية للصليب الأحمر 230 أسيراً من قوات “الدعم السريع” بينهم 30 قاصراً.

وقال الجيش في بيان “تواصلت القوات المسلحة السودانية مع ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالبلاد لتسليم 30 فرداً (من القصر) الذين تم أسرهم بواسطة قواتنا خلال المعارك”.

وأشر البيان إلى أن “تسليم الأسرى القاصرين سيتم في أم درمان فور تلقي الرد من ممثلي المنظمة، كما سيتم أيضاً تسليم مجموعة أخرى من 200 متمرد (من غير القصر) عند اكتمال الترتيبات اللازمة مع ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر”.

في حين نفى قائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي”، في تسجيل صوتي بثه، الإثنين، أن تكون قواته تقوم بإعدام الأسرى معتبراً أن هذا “مجرد خدعة وكذبة”.

نزوح جماعي

ونزحت مئات العائلات من إحدى ضواحي الخرطوم غداة مقتل 19 مدنياً فيها بقصف نفّذه الجيش على مواقع لقوات الدعم السريع لكّنه أخطأ هدفه، بحسب ما أفاد ناشطون وسكان وكالة الصحافة الفرنسية، وقال أحد السكان طالباً عدم ذكر اسمه إن “مئات الأسر تنزح من أحياء منطقة أمبدة بعد اشتداد الاشتباكات فيها أمس واليوم”.

“الفظائع في السودان”

واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل (نيسان) بعد أربع سنوات من إطاحة الرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية. وتصاعد التوتر بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، بعد أن اشتركا في انقلاب عام 2021، ليتحول إلى قتال بسبب خلاف في شأن خطة انتقال للحكم المدني.

وفي أوائل العقد الأول من القرن الـ21، قدرت الأمم المتحدة أن نحو 300 ألف قتلوا في دارفور عندما ساعدت ميليشيات “الجنجويد”، التي تشكلت منها قوات “الدعم السريع” في ما بعد، الجيش على سحق تمرد من جماعات أغلبها غير عربية. وهناك زعماء سودانيون مطلوبون من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.

وقال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في بيان، “مرة أخرى تنزلق دارفور إلى هاوية من دون رحمة ولا أمل… المدنيون عالقون ومستهدفون ويتعرضون للاغتصاب والقتل، هذا غير قانوني ومروع”.

وشهدت رواندا عام 1994 إبادة جماعية عندما قتل متطرفون من أغلبية الهوتو الحاكمة أكثر من 800 ألف من أقلية التوتسي ومن المعتدلين من الهوتو خلال 100 يوم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.