منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*عميد شرطة م*محمد الحسن جادالله* *يكتب:* *الشهيد العقيد شرطة مهندس جاسم عثمان احمد.. سيرة ومسيرة*

0

*عميد شرطة محمد الحسن جاد الله*

إستشهد صبيحة السبت التاسع من سبتمبر ٢٠٢٣ الأخ الحبيب العقيد شرطة جاسم عثمان بيد الغدر و الخيانة تتر ومغول هذا العصر الجنجويد عندما كان جاسم و مجموعة من الزملاء وشباب ام بدة يتعقبون عددا من الجنجويد الذين إقتحموا احد المنازل المجاورة لمنزلهم بأم بدة الحارة الثالثة ٠
حيث نشأ وترعرع الشهيد جاسم بام بدة بمدينة ام درمان وتلقي تعليمه الابتدائى و المتوسط و الثانوي فيها، والتحق بجامعة السودان للعلوم و التكنلوجيا كليه هندسة الحاسوب وعلوم الإتصال تخرج فيها بتقدير جيد جدا ٠
وكان والده يعمل بالهيئه القومية للكهرباء نسأل الله أن يمتعه بموفور الصحة و العافية ووالدته كانت تعمل موظفة بهيئة البريد و البرق و الهاتف ،إنتقلت لجوار ربها في العام ٢٠٠٨ ٠
إلتحق الباشمهندس جاسم بالشرطة نهاية التسعينات ، ويعتبر الشهيد من اوائل الضباط المهندسين في مجال الحاسوب و علوم الإتصال بالشرطة ومن البارعين و المتفوقين في هذا المجال حيث كان له القدح المعلى في تطوير العمل التقني وعمل الحاسوب في الكثير من الإدارات ، من الضباط الرائدين فى التحول الرقمي لوزارة الداخلية
حيث بدأ حياته العملية بشرطة ولاية الخرطوم والتى ترك فيها بصمة واضحة في شبكات اجهزة الراديو ، ثم عمل بإدارة شرطة النجدة وكان ضمن الضباط المؤسسين لغرفة ٩٩٩ التي تم افتتاحها في عهد السيد الفريق اول محجوب حسن سعد مدير عام قوات الشرطة آنذاك ، ثم إنتقل للعمل بقيادة قوات الإحتياطي المركزي ، وجاب كل المناطق والقطاعات في كل ارجاء البلاد بتركيب وتشغيل أجهزة الراديو طويلة المدى التي لعبت دورا مهما في نجاح كل متحركات الاحتياطي المركزي ، قام بتمليك اجهزة حاسوب باقساط مريحة لكل ضباط الاحتياطي ، ثم إنتقل للعمل بالإدارة العامة للسجل المدني وكان من فريق العمل المؤسسين للإدارة ، ثم إنتقل لشرطة ولاية الخرطوم مرة أخرى ، وعمل على تأسيس غرفة السيطرة والتحكم المركزية ، وتركيب كاميرات المراقبة بالشوارع وربطها بالغرفة ، وسعي لحوسبة العمل الجنائى ، وفتح البلاغ الإلكتروني كانت البداية بالقسم الشمالي الخرطوم.
إنتقل للعمل بالإدارة العامة للمرور مديرا لفرع الإتصالات وتقانة المعلومات ، وأشرف على تطوير نظام المرور الحديث ترخيص المركبات ، و رخص القيادة ونظام الرادار ونظام التتبع الآلي للمركبات وتركيب كاميرات المراقبة وربطها بغرفة الثلاثة ٧ ٧ ٧ ، حيث كان طموحا و مبادرا و مثابرا و مبتكرا و خلاقا و مواكبا لمستجدات عمله الفني..وعمل أيضا بالإدارة العامة للسجون و الإصلاح ، وقد اعد مع ثلة من الزملاء مشروع حوسبة السجون وهو مزيج بين جمع تفريعات الحوسبة المختلفة من نظم واتصالات وبنية تحتية وتكنولوجيا متقدمة يحتوي على قاعدة بيانات مركزية بها جميع بيانات السجناء بمختلف تفاصيلها كبصمة الأصابع وبصمة العين مزودة بكاميرات ذكية للتعرف على صور الوجه لمراقبة المداخل و المخارج مع بوابات إلكترونية حديثة عبر شبكة إتصالات موثوقة ومؤمنة و مستقرة تجمع في مركز بيانات قياسي لكن مع الأسف لم يرى المشروع النور ٠وقد عمل بالإدارة العامة للجوازات وكان من ضمن المهندسين المشرفين على تنفيذ مشروع حبابك عشرة لتقديم خدمات الشرطة عبر تطبيق الموبايل الذي يشمل خدمات ( الجوازات ، السجل المدني ، المرور ، الأدلة الجنائية )
وقد عرف جاسم بالكرم و الجود و مكارم الأخلاق كما عرف بالتميز و الإبداع، لم يكن مبدعا في مجاله فحسب كان إجتماعيا من طراز فريد ينشر الود و المحبة و الإلفة في كل إدارة عمل بها ، تنقل في العديد من إدارات الشرطة، كان شعلة من النشاط و الحماس،والغيرة و المهنية محبا للشرطة بشكل خيالي هي عشقه و بيته وداره وأهله و عشيرته ، إكتسب بحسن خلقه ورقة مشاعره علاقات واسعة فصار محبوبا و مهضموما من رؤساءه و مرؤسيه كان جل وقته للعمل ، يسعي دوما لتكون الشرطة في الطليعةو المقدمة ٠
..وفي المساء يرتاد المنتديات والندوات التي تتناول سيرة الشرطة و مسيرة قادتنا الأجلاء السابقين ، كان يقوم مع ثلة من الزملاء بزيارات لبعض رموز الشرطة من المعاشيين ٠
حيث كنا نداعبه ونحثه على الزواج و نرشح له بعض الحسان تارة من الزميلات و تارة من الأهل و المعارف ، لكنه يلاطفنا بابتسامته الساحرة ولسان حاله يقول انه إختار شريكته من الحور العين. الشهيد جاسم ليس فقدا لأسرته فحسب ، بل فقد كبير و مصاب جلل للشرطة التي كانت ترى فيه حلمها لمستقبل زاهر و زاخر بكل جديد مبتكر من تكنولوجيا العصر ، وهو فقد جلل لأصدقائه و زملاءه ومحبيه الذين فاضت أعينهم حسرة و الما على فراقه لشبابه الغض النضير ٠
اخي الحبيب جاسم ان رحل جسدك الطاهر من هذه الفانية ، فانك باقي بيننا بين الحنايا والضلوع ، ستظل صورتك المليحة الوسيمة عالقة باعيننا وأذهاننا ما حيينا ، وصوتك الدافي الحنون يرن و يداعب آذاننا ما بقينا على الفانية ٠
فهنيئاً لك الشهادة و هذا الاصطفاء و روحك ترفرف في أعالي الجنان في حويصل طير خضر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.