منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*مصعب بريــر* يكتب: *من يحمى عصابات سماسرة التاشيرات المصرية ..؟!*

0

#البعد_الاخر

– استطاعت كارتيلات سماسرة التاشيرات المصرية التحكم التام فى بيئة صناعة الازمة، لتصبح عمولاتها الجزافية بوابة المرور الوحيدة للحصول عليها، مما يجعلنا نتساءل، من يحمى عصابات سماسرة التاشيرات المصرية ؟ ومن اين لها بكل هذه الجراة والتأثير الذى وصل لدرجة منع تنفيذ اى تاشيرات بسلاسة ويسر الا من خلال شبكتها الاجرامية ؟!

– لم تكن ازمة التاشيرات المصرية المصنوعة بواسطة عصابات السمسرة وليدة هذه الحرب، بل قبلها بزمن طويل حيث كانت البداية باستهداف شريحة المرضى و زويهم من طالبى السفر عاجلا لمصر الشقيقة بغرض العلاج فامراضهم فى معظمها لا تتحمل التأخير ..

– كانت عصابات سماسرة التاشيرات تعمل بالخرطوم على مرأى و مسمع الجميع، حيث يتخذون من مكاتب وكالات السفر عبر الاتفاق مع أصحابها بنسبة من العمولة موقعا لهم، و بالتالي يتيسر لهم اصطياد كل قادم للقنصلية المصرية باغرائه بقضاء الخدمة خلال فترة وجيزة و دون ان يكلف نفسه باي شي او عناء الصفوف، و في النهاية يطلبون مقابل يتراوح انذاك بين (200 إلى 300) الف جنيه، يزيد او ينقص حسب اعداد طالبي الخدمة ..

– يتاجر سماسرة التاشيرات بمعاناة و أهات المرضى و المحتاجين للتاشيرة عبر خلق ازمات ابطاء وتاخير انجاز المعاملات الرسمية لطالبى الخدمة المباشرة بمعاونة شركائهم داخل القنصلية، فيتكدس طالبى التاشيرة فى صفوف طويلة للدخول للقنصلية، فيضطر زوى المرضى لدفع عمولات هذه الشرزمة التى انتزعت من قلوبهم الرحمة، فيقتطع هؤلاء المرضى هذه العمولات الجزافية من ميزانياتهم المحدودة التى جمعوها بشق الانفس لتغطية فاتورة علاجهم واقامتهم بمصر ..

– و بالطبع لن يصدق احد بان هؤلاء السماسرة يستطيعون النجاح فى مهمتهم البغيضة هذه بدون وجود شركاء لهم داخل السفارة المصرية تعينهم فى انجاز هذه المهمة الاجرامية على حساب فرص المنتظرين، وحينما تطرق الإعلام انذاك لهذه الظاهرة سمعنا تاكيدات متكررة من القنصلية المصرية بمعاناة التأشيرة و سعيها لحلحلة هذه الاشكاليات ..

– وبعد نشوب الحرب و استغلالا لتدافع طالبى الامان بجمهوريه مصر الشقيقة، وجدت هذه الفئة البغيضة ضالتها، فكانت اول من هاجر إلى بورتسودان و وادي حلفا لممارسة ذات المهمة على النازحين من ويلات حرب الخرطوم .. و بدأت انشطتهم الاجرامية باستثمار توقف التأشيرة انذاك بابتداع طريقة احتيال جديد على ضحاياهم، وذلك عبر وعدهم بعمل التأشيرة استثناءا شريطة أن يدفع الضحية نصف المبلغ مقدما بالدولار، و تراوحت العمولة بين (100 الى 700) دولار او ما يعادلها .. و يتم اخذ المبلغ بواسطة السمسار من عدد من الضحايا ويختفي ..

– وبعد فتح التأشيرة الان حددت القنصلية بانها ستؤشر (100) جواز فقط في اليوم، تم تصنيفها كالاتى (10 مرضى و 10 نساء و 80 عام), و لكن تلاحظ بان كل هذه العددية لا يمكنك كمواطن طالب للتاشيرة انجازها الا عبر السماسرة للأسف الشديد، مما يؤكد فرضية وجود شركاء مؤثرين داخل القنصلية متفقين معهم، حيث وصلت الجرأة بالسماسرة بان اصبحوا يحددون سعر التأشيرة حسب عدد الناس واقبالهم على طلب الخدمة و كلو بالدولار على حساب المواطن المغلوب على امره ..

*بعد اخير :*

السيد وزير الداخلية، السيد وزير الخارجية، السيد مدير جهاز المخابرات، السيد سفير جمهورية مصر الشقيقة المحترمين، هل اتاكم حديث مضاربة كارتيلات السماسرة باجراءات استخراج التاشيرات المصرية، فماذا أنتم فاعلون حيال هذه الجريمة النكراء التى تتم رغم انف المواطن السودانى المكلوم .. فهل من الصعوبة القبض على هؤلاء السماسرة وشركائهم داخل القنصلية وتفكيك هذه العصابات الاجرامية ؟ وهل من الصعوبة احكام الرقابة والاشراف لضمان حق المواطن الغلبان فى نيل حقه المشروع بانجاز التاشيرة مباشرة مع القنصلية المصرية دون وسطاء وسماسرة ومجرمين ..؟! و سنفضح فى مقالنا القادم جرائم استغلال شركتي تاركو وبدر للطيران، واصحاب شركات البصات السفرية لظروف النازحين .. فالتاريخ لا يرحم تجار الازمات، ولن يبارك الله فى أموال السحت التى جمعوها استغلالا لظروف الضحايا والموجوعين .. وينتظرهم عاجلا غير اجل دعاء رسولنا الكريم(ص) : “اللهم من شق على امتى .. فاشقق عليه” ..

حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين

#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
السبت (16 سبتمبر 2023م)
[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.