الفارون من الحرب ينفضون الغبار عن “ذهب السودان” الأخضر
وجد الآلاف من أساتذة الجامعات وحملة الشهادات العليا وغيرهم من الموظفين والعمال الفارين إلى الريف السوداني من العاصمة لخرطوم بعد اندلاع الحرب هناك في منتصف ابريل؛ متنفسا في الزراعة في ظل توقف أجور معظم العاملين في القطاعين العام والخاص لشهور طويلة بسبب المصاعب الكبيرة التي تواجهها المالية العامة والقطاع المصرفي.
وبعد أن كان يعول على السودان للتحول إلى “سلة غذاء العالم”؛ نظرا للمقومات الزراعية الضخمة المتوافرة فيه؛ تراجعت معدلات الإنتاج الزراعي في البلاد خلال العقود الثلاثة الماضية بأكثر من 40 في المئة لعدة أسباب منها تزايد معدلات الهجرة من الريف إلى العاصمة الخرطوم؛ لكن الحرب الحالية أجبرت الكثير من السودانيين للعودة إلى الريف واستصلاح أراضي اجدادهم محققين قصص نجاح كبيرة في الموسم الصيفي الحالي الذي أعقب اندلاع الحرب.
ويحمل عثمان حسان عضو المجلس الرئاسي للجنة التسييرية المحلولة لاتحاد مزارعي الجزيرة – أكبر مشروع انسيابي في العالم – السياسات مسؤولية تدهور القطاع الزراعي خلال الفترة الأخيرة؛ وقال لموقع سكاي نيوز عربية إن القصور الواضح في السياسات التمويلية والتسويقية أثر بشكل كبير على الإنتاج.
وأوضح حسان أن أكثر من 50 في المئة من المزارعين إما هجروا الزراعة تماما قللوا المساحات.
ووسط التدفق اليومي الكثيف لأخبار الموت والدمار الناجم عن الحرب التي أدت إلى مقتل نحو 7 آلاف شخص ونزوح أكثر من 5 ملايين حتى الآن؛ اهتم ناشطون في وسائط التواصل الاجتماعي بنشر العديد من قصص النجاح التي حققها فارون من الحرب انخرطوا في العمل الزراعي في مختلف مناطق السودان البعيدة عن الحرب.
وتنظم مجموعة تسمي نفسها “الزريع السوداني” حملة عبر صفحة تديرها على “فيسبوك” لتشجيع الانخراط في الزراعة وتبادل الآراء ومساعدة المهتمين بالزراعة بالمعلومات والنصائح التقنية اللازمة لإنجاح الزراعة.
ويقول عضو المجموعة أيمن الخير “الزراعة من أكثر الوسائل النافعة للعلاج من الاكتئاب وخاصه في ظروف هذه الحرب؛ إذ تعتبر الخضرة عنصر أساسي للحد من التوتر والضغط”.
ويضيف “العنايه بالنباتات تساهم في تقليل الغضب والتفكير المستمر في الاشياء التي تعكر المزاج”.
وتداول مغردون على وسائط التواصل الاجتماعي صورة للبروفسير عبد الرحيم سالم أستاذ المناهج والبحث التربوي بالجامعات السودانية وهو في مزرعته التي بدأ العمل فيها في منطقة النهود بغرب السودان والتي عاد إليها بعد الحرب.
وعلى الرغم من ضعف التمويل؛ والصعوبات الكبيرة التي يواجهها القطاع الزراعي في البلاد؛ إلا ان الكثير من النازحين حققوا انتاجية عالية.