منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

سلمى حمد تكتب : *عندما كرم الامريكان كرتي*

0

قال وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن مستعرضاً اسباب العقوبات التى فرضتها بلاده على الأستاذ على كرتي الأمين العام للحركة الإسلامية ووزير الخارجية الأسبق أن كرتي قاد “جهودا لتقويض” الحكومة الانتقالية التي قادها المدنيون برئاسة عبدالله حمدوك …. كما اتهم كرتي بالوقوف في وجه محاولات التوصل الى اتفاق تهدئة بين الجيش وقوات الدعم السريع في المعارك التي اندلعت بينهما منذ منتصف نيسان/أبريل.
إذاً فأول اسباب الغضب الأمريكي على السيد على كرتي هي أن جهوده(كما قالوا) كانت من أسباب تقويض حكومة حمدوك .. حكومة حمدوك التي يعلم الامريكان وحلفاؤهم جيدا أنهم قد لا يجدون في السودان بديلا مخلصا لهم مثلها و لا حريصا وجريئا في تنفيذ سياساتهم وخطتهم في بلاده مثلها ..
فحمدوك هو أول رئيس في بلد مسلم يعلن عن تشكيله لمستشارية “نوع” تختص بمراعاة حقوق النساء والرجال من المثليين والشواذ . وقد صرحت تلك المستشارة عائشة حمد ” ان أو ل اجتماعاتها مع حمدوك ناقشت الأولويات المتعلقة بعملها , كسن القوانين والتشريعات التى تحفظ وتوازن حقوق المجموعات ” .. ثم لم يقف تحدي حمدوك واستفزازه لعقيدة و قيم السودانيين عند ذلك .بل تمادى أكثر واكثر في ازدرائه للقرآن واهله وهو يمنحهم مبني جمعية القرأن الكريم دوناً عن كل المباني في طول السودان وعرضه لتكون مقراً لمستشارية الشواذ هذه .. وحمدوك هو من نفذ وصفتهم الاقتصادية كاملة برغم قسوتها ورفع الدعم الحكومي عن جميع السلع والخدمات ، وسحق بذلك حوالى 90%من فئات الشعب الفقير .ولم يجتهد وحكومته في تنفيذ برامج تدعم تلك الفئات . بل إنهم أوقفوا جميع برامج الرعاية الاجتماعية التى كانت تعمل قبل ثورة ديسمبر ، وعطلوا كل اذرعها ، واستولوا على أموالها ..كما أوقفوا جميع برامج التأمين الصحي الحكومي (شوامخ) الذي كانت مظلته تضم ملايين الأسر قبل الثورة .. أوقفوا كل شئ ولم يبتكروا شئ .. واكتفوا ببرنامج البنك الدولى لمساعدة الفقراء وهو برنامج محدود من حيث القيمة المادية ومحدود من حيث عدد المستفيدين منه .. وعلى محدوديته فقد تبخرت أمواله ولم تصل إلى الأسر التى تم حصرها فيه .. ولا يعلم أحد. في اي جيب قبرت ..
وحمدوك هو من أرسل طلبا رسميا يطالبهم فيه بوضع السودان تحت الوصاية الدولية الكاملة عبر إرسال بعثة أممية بشقين سياسي وعسكري . عسكري تحت البند السابع (بحسب خطابه المرسل ) .. و سياسي يشمل جميع اوجهة الحياة في السودان بدءً من وضع الدستور وسن القوانيين ، ثم لاشراف على هيكلة القوات المسلحة والشرطة والأمن ، و الخدمة المدنية ، و على وضع المناهج التعليمية وعلى إدارة الاقتصاد … كان انتداباً كاملاً يقوم فيه حمدوك بدور خيال مآته سودانى السحنة …
أما العملية السياسية والانتقال الديمقراطي التي يتهم الاستاذ على كرتي بتقويضها فهي عملية سياسية اقصائية تعمل على فرض روئ فكرية متطرفة لمجموعة معزولة وفاشلة ، تريد أن تتحكم في مصير الشعب السوداني دون انتخابات أو استفتاء أو اي ممارسة ديمقراطية حقيقية تسمح فيها للشعب باختيار ممثليه الحقيقين ،.. عوضاً عن ذلك فقد كانت تعمل على فرض تلك الروئ عبر استخدام الثقل السياسي للآليتين الثلاثية والرباعية من ناحية وعبر التهديد ببندقية الدعم السريع من ناحية أخرى ..
أما إطالة أمد الحرب والتي هي النقيض تماما لحربهم التي خطط لها حلفاء الجنحويد و وكلاءهم في المنطقة ، الذين خططوا لأن تكون حرباً سريعةً و خاطفةً يتم فيها احتلال القيادة العامة ، والقصر الجمهوري ، واغتيال البرهان أو اسره مع أعضاء هيئة أركان الجيش .. ثم إعلان حكومة جديدة يكون الدعم السريع هو جيشها الباطش وتكون قوى الحرية والتغيير هي حاضنتها السياسية .. اصطدمت هذه الخطة اول ما اصطدمت ببسالة ضباط الحرس الرئاسي الذين استشهدوا دون البرهان و جعلوا من أجسادهم درعا لحمايته كرمز لسيادة البلد وكرامتها… ثم استبسلت القوات المسلحة واستنفرت كل من يستطيع أن يحمل السلاح ليشارك في معركة الكرامة الكبرى .. فكان أن لبت الحركة الإسلامية النداء ضمن قطاعات مختلفة من أبناء الشعب السوداني .. ودفعت بابنائها ليقاتلواا بجانب القوات المسلحة دفاعاً عن أرواح وأعراض وكرامة اهل السودان ..
ختاما يدرك كل سوداني وكل متابع حقيقي للشأن السوداني أن حكومة حمدوك أسقطتها محاولاتها فرض سياسات ومبادئ تتناقض مع قيم ومبادئ الشعب ، ثم أسقطها فشلها الاقتصادي وغباءها السياسي .. ويدرك كل سوداني وكل متابع للشأن السوداني أن المشروع الاطاري أسقطه سعي قحت المركزي وحلفاءها لإغلاق العملية السياسية على مجموعة أحزاب معزولة و فاقده للسند الجماهيري .. أما حربهم التى ارادوها خاطفه وسريعة فقد اطال أمدها شجاعة وبسالة ووعي الشعب السوداني وقواته المسلحة .أما السيد على كرتي فيبدو أن الله قد سخر له الامريكان ليمنحوه شرفاً لم يدعيه وبطولة لم ينكرها ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.