نقص حاد في الأدوية والكوادر الطبية.. الأمراض تجتاح عدد من الولايات
اجتاح داء الكوليرا مناطق واسعة في ضاحية الحاج يوسف شرقي العاصمة الخرطوم وسط نقص حاد في الأدوية والكوادر الطبية، بينما اتهم متطوعون الجيش السوداني بمنع وصول الأدوية للمنطقة خشية من وقوعها في يد قوات الدعم السريع في وقت تزايدت فيه حالات الإصابة بحمى الضنك في ولايتي القضارف والجزيرة بشكل مضطرد.
وفاقم القتال الذي يدور بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل الماضي بالخرطوم ومناطق واسعة في إقليمي دارفور وكردفان من الوضع الصحي في السودان لخروج معظم المستشفيات عن الخدمة عقب احتلالها من قبل الدعم السريع، كما أن أغلب الصيدليات وشركات الأدوية تعرضت للنهب والتخريب.
وتعد ولاية القضارف شرقي السودان أكثر المناطق تضررا من تفشي حمى الضنك والإسهالات المائية، حيث ضرب المرض أحياء “الناظر، ديم النور، سلامة البي، سواكن، والمفرقعات” علاوة على قرى في محليتي القلابات الغربية والشرقية.
وقال المتحدث باسم غرفة الطوارئ بشرق النيل معاذ شمس الدين لسودان تربيون إنه “في الفترة من 1 أكتوبر وحتى الثالث منه استقبل مستشفى البان جديد في منطقة الحاج يوسف نحو 40 حالة إصابة بالكوليرا بينها 4 حالات وفاة ليصل إجمالي الإصابات منذ اكتشاف المرض في 22 سبتمبر المنصرم إلى 119 إصابة“.
وكشف عن نقص حاد في الأدوية والكوادر الطبية في مستشفى البان جديد المرفق الطبي الوحيد الذي يعمل في ضاحية الحاج يوسف، وأشار إلى رفض الجيش دخول كميات كبيرة من الأدوية وفرتها منظمة الصحة العالمية بزعم أنهم يقومون بمنحها لقوات الدعم السريع.
وتسيطر قوات الدعم السريع منذ الأيام الأولى للحرب على الجزء الأكبر من محلية شرق النيل بما في ذلك ضاحية الحاج يوسف حيث تنتشر قواتها هناك بكثرة.
في الأثناء قال مصدر طبي بمستشفى القضارف التعليمي لسودان تربيون إن إجمالي حالات الإصابة بحمى الضنك بالولاية منذ ظهورها في سبتمبر المنصرم بلغت 3.390 حالة إصابة بينها 19 حالة وفاة، وأشار إلى أن أغلب حالات الإصابة يتم معالجتها في المنازل.
وحسب الإحصاءات الرسمية بولاية القضارف فإن حالات الإصابة بحمى الضنك حوالي 700 حالة والوفيات بالمرض 8 حالات.
وأعلن ذات المصدر أن حالات الإصابة بداء الكوليرا وصلت الى 284 حالة منها 11 حالة وفاة سجلت في معظم محليات الولاية السبعة.
وأبلغ أحد مرضى حمى الضنك في القضارف سودان تربيون عن ارتفاع قيمة الفحص السريع للمرض ما بين 10 إلى 15 ألف جنيه في المعامل الخاصة وأضاف “لا يوجد معمل فحص سريع في مستشفى القضارف التعليمي بالتالي نلجأ للمعامل الخاصة التي رفعت أسعار الفحص بصورة خيالية”، كما تحدث عن استغلال ملاك الصيدليات لحالات الإصابة الكثيرة برفع سعر محلول البندول لنحو 3 ألاف جنيه.
وفي ولاية الجزيرة وسط السودان كشف التقرير التراكمي لحمي الضنك الذي أصدرته وزارة في الفترة من 13سبتمبر وحتى 2 أكتوبر عن وجود نحو 82 حالة اشتباه إصابة بحمى الضنك منها 64 حالة مؤكدة و3 حالة عزل في المستشفى و59 حالة عزل بالمنزل وحالتي وفاة.
وكان وزير الصحة السوداني المكلف هيثم محمد إبراهيم كشف في وقت سابق أن وباء حمى الضنك ينتشر في 8 ولايات هي”البحر الأحمر، كسلا، القضارف، الجزيرة، سنار، شمال كردفان، جنوب كردفان، وشمال دارفور“.