إبراهيم عثمان يكتب : * انقلابه ومواقفهم*
▪️الذين لا زالوا يدورون في فلك الدعم السريع، وقد تلوث بهذه الطريقة التي جعلت الاقتراب منه مغامرة انتحارية، ولا زالوا يحتفظون بتحالفهم معه، ويهندسون مواقفهم بالطريقة التي تحقق رضاه، فيدعمون حملاته، وينسقون معه المواقف، فينفخون، مثلاً، في خطابه عن التقسيم حال تشكيل حكومة، ويطالبون بالاستجابة لابتزازه، ويدعمون خطابه للأمم المتحدة بمذكرة احتجاجية مكملة، ويعتقدون أنه لا زال قابلاً للتجميل والتسويق، هؤلاء المتماهين مع الدعم السريع حد الانتحار، لا يسهل تخيل أنهم كانوا سيقولون لا لانقلاب “نظيف” ناجح ينفذه بلا قتل سوى لبعض قادة الجيش وحرسهم، وبلا تخريب سوى لمطار مروي ولبعض مباني قيادة الجيش، وبلا نهب ولا احتلال منازل سوى لممتلكات ومنازل الكيزان وبلا عمليات خطف وتنكيل سوى للكيزان وغيرهم من معارضي انقلابه ..
▪️الذين يتحدثون، كما خالد عمر، عن “واقع جديد” صنعته الحرب يلزمهم بـ “مقاربة جديدة للإصلاح الأمني والعسكري”، ويضعون مع محمد الفكي ومحمد حسن التعايشي، عناوين هذه “المقاربة الجديدة” متمثلة في : الإقرار بعدم قابلية الجيش الموجود “للإصلاح”، ورفض ما كانوا يقبلون به سابقاً من دمج للدعم السريع، ويقررون، بدلاً عن ذلك، “بناء وتأسيس” جيش جديد، هؤلاء الذين تطابقت رؤاهم مع “رؤية” الدعم السريع، لا يتركون مجالاً لغير اليقين بأنهم كانوا، قبل الحرب، سنده في المماطلة والتحايل على الدمج، وأنهم كانوا، في حال نجاح انقلابه، سنده الأول في هدم كل الأجهزة النظامية، وكل أجهزة الدولة، وإعادة تشكيلها لتكون فروعاً منه، فالذين يدعمون سقوفه العليا، وهو المهزوم المفضوح الثابت إجرامه، لا يمكن تصور مخالفتهم له وهو المنتصر .
▪️ إذا كان اشتراك حلفاء الدعم السريع في التخطيط قبل محاولة الانقلاب مساوياً تماماً، لا ينقص ولا يزيد، لتضامنهم العلني معه بعد فشلها، فإن هذا وحده، بدون الأدلة الأخرى، كافٍ للظن بأنهم شاركوا في التخطيط للانقلاب . فسلوكهم بعد الفشل سلوك شركاء في التخطيط، فهكذا يتصرف الشركاء في الانقلابات الفاشلة، إذ ما الذي يمكن أن يفعلوه غير إنكار وجود الانقلاب من الأصل، وغير جعل إثبات العكس قضيتهم المركزية ؟
▪️إلحاحهم على قصة الرصاصة الأولى، وتكرارهم لها أكثر من المتمردين أنفسهم، ليس إلحاح طرف بريء وبعيد عن الانقلاب ويبحث فقط عن الحقيقة، الحقيقة التي يُفترَض أنه لن يتضرر منها بشكل كبير وحاسم أياً كانت، بل هو إلحاح طرف يدفع عن نفسه تهمة يعلم قوة أدلة إثباتها. فالذين يربطون مصيرهم بمصير الدعم السريع، وهو في أسوأ حالاته ويبحث عن النجاة، ما كان لهم إلا أن يكونوا أكثر ارتباطاً به وهو في طور التخطيط لانقلابه .
▪️ الذين انتقموا، بعد فشل انقلابهم، من المواطنين بهذه القسوة، لا يمكن تصور تسامحهم مع تظاهرات ضد حكمهم حال نجاح انقلابهم، والذين وجدوا في مبادئهم سعةً لأشكال مختلفة من الدفاع عنهم، وتحدثوا، مع ياسر عرمان، عن أن في طي الكارثة منفعة هي “تدمير” خصومهم، لا يمكن تصورهم وهم يعارضون القمع الدعامي لمعارضي سلطتهم الانقلابية ، أو يصنفونه بغير ( الدوس/ البل) المشروع لأعداء “الثورة” وهي في طور عنفوانها واكتمالها الدقلوي .
إبراهيم عثمان