منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*عميد شرطة د. شنان محمد الخليل :يكتب* *فيك يا (مدني) شفت كل جديد!!*

0

اللافتة الكبيرة التي كانت تلقاك وانت داخل إلى مدينة (ود مدني) قبل أن تصل إلى (التأهيلي) كانت تشير إليك أنك داخل إلى (الممتاز)…تلك اللافتة كانت تفتح ذراعيها ترحاباً *(إبتسم… أنت في مدني)*…و تلك اللافتة نُزعت بفعل فاعل.. إذ إن من نزعها يبدو انه قد نزع معها ابتسامتها وترحابها الذي كانت تلقاك به… (فكشرت ) مدني عن أنيابها وأسفرت عن وجهٍ كالحٍ بئيس … هو وجه السماسرة (او بالأحرى السمسارات)… الذين واللائي عكسوا وجهاً آخر للمدينة… فيه مافيه من (مافيا) إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان… وفيه وجه تجار الحروب الكالح… واسفرت فيه مدني عن وجه مدينةٍ تقضي وقتها في فوهة بركان من الإزدحام المروري و إزدحام الأسواق وفوضى و قاذورات وروائح تزكم الأنوف… ازدحام في شبكات الإتصال وفي المواصلات وانتظار المستحيل في انفراج مشكلة الكهرباء و المياه وإصحاح البيئة .. وانتظار إجتياح متوقع من المليشيا عبر الكثير من الأسلحة والخلايا النائمة وبيع الضمائر!!
ففيك يا (مدني) شفت كل جديد…
فيك شفت (سماسرة) لعبو بي شديد
وانكويت بالنار من (قديم وجديد) !!
ففي هذه الأشهر التي أمضيت بعضاً منها في مدينة مدني انمحت من ذاكرتي تلك الصورة الجميلة التي كنت أحملها عن مدني…
….ففي هذه الأشهر العجاف التي سرقت من عمري الكثير من نضرته وبهائه… سرقت معها ايضاً صوراً من تلافيف الذاكرة…
ففي مدني سرقوا هاتفي الجوال وفشلت مباحث مدني ومباحث الخرطوم والمباحث المركزية في إسترداده واسترداد ذاكرتي وذاكرة الشرطة المختزنة فيه…
وسرقوا مني ثقة كنت أوليها لأجهزتنا الأمنية وكفاءتها وثقةً كنت اوليها لأهل مدني و(لأهلي مدني)…ثم انسى و أذهب للبحث عن سكن الم فيه شمل الأسرة… متجاوزاً عقبة السماسرة و (السمسارات)…اللواتي تملأ إعلاناتهن الوسائط… فحدثوني عن احدهم حتى حسبت انهم يتحدثون عن (الشريف حسين الهندي) فإذا هو (محسن من الشريف يعقوب) كما قالوا !! واقتربت منه و بعد ان توعدنا واتفقنا على الايجار والمبلغ وتابعت العمال و أنا أحثهم على النهو من تشطيب الشقة… لاصل إلى يوم التسليم و أكتشف انه قد قام بتأجيرها لغيري وانه شراني بثمن بخسٍ دراهم معدودة وكان فيّ من الزاهدين… وحمدنا الله أنّا لم نستأجر شقة (حمدنا الله) !! فأقلب الصفحة وابحث عن آخر…فأكتشف انه لا ملجأ من السماسرة والسمسارات الا إليهم واجد رقم احدى السمسارات… واتصل لاجد ان الشقة المعروضة عبارة عن حمام ارضي وسلم فصلهما صاحبهما عن المنزل وعمل غرفة بالزنك الامريكي في السطح وزعم انها شقة!!.. ويريد فيها مبلغ تسعمائة الف شهرياً و إيجار شهرين مقدماً زايد العمولة !!.. وحسبت المبلغ لأجد ان ما اتقاضاه من معاش شهري لمدة سنة كاملة لا يسدد إيجار شهر واحد!! كانت تلك الشقة في الدرجة وأخرى في المنيرة.. و كذلك في الزمالك!!
ويستمر البحث… وأرجع من الشان الخاص إلى الشأن العام و أسافر في حركة دؤوبة أذرع فيها البلاد بطولها وعرضها إسناداً للشرطة والقوات المسلحة والوطن من خلفهما… فبالنسبة لي انا لم يتبدل الشيئ الكثير…
فقد كنت جندياً من جنود الوطن… و شرطياً يرتدي الزي الرسمي …واصبحت شرطياً يرتدي الزي المدني… المسؤوليات كان واجبات ملقاة على عاتقي بحكم القانون… فأصبحت ذات المسؤوليات ملقاة على عاتقي بحكم الإلتزام الأخلاقي تجاه المهنة وتجاه الوطن… المسؤوليات كانت (ظاهرية)… فأصبحت (باطنية)… فأصبحت حركتي أكثر حرية بعد أن غادرت (تكلس) المكاتب… واصبحت أكثر جرأة في الدفاع عن وطني وعن مجتمعي وعن مهنتي التي اخترت!!
ومهما (جار) (وجدي) او (بشاير) ما بسيب الريد…
واذهب في مشواري اليومي.. وجيت ماري العِصير بمكتب (المهيب) أمين سعيد و (شجرة المعاشيين) بمدني بأفيائها الظليلة والحاجة فاطمة (المسلمة التي تنصرت)!! وأحتسي قهوتها الماتعة… وهناك تجد امة من الشرطة …
الفريق عمر جميل (من بوليس الزمن الجميل) …
ود العباس رئيس اتحاد المعاشيين ومن رموز ودمدني…
الامين دياب علي قبيصي…
و محمد عبدالمحسن (ولكن بلا عود) وهو بالمناسبة افضل عازف عود بالسودان…. وزكي حمودة وغيرهم من الرموز… الذين امر عليهم (يوماتي) وانا في طريقي إلى رئاسة شرطة الولاية… وفي البال أن امل اهل السودان كله في نظافة الخرطوم من اوباش الجنجويد… وذلك لا يتم الا عبر القوة المتخصصة في حرب المدن والنظافة والتي هي مثل نظافة (ام فتفت)… وهي قوات الاحتياطي المركزي والتي يحاول الاخ اللواء (قمر أحمد محمد السيد) أن يلم شعثها…
وهو حمل نحاول ان نحمله مع الاخ اللواء قمر…
ويغني لينا (جميل) …
او يغني لينا (زميل)…
بوبا عليك تقيل…
يا(قمر) بوبا عليك تقيل… ونذهب لرئاسة شرطة الولاية لنسند مجهودات الأخ اللواء (قمر) …ونخفف عليه حمل هذا (التقيل) …
ونبحث عن العقيد محمد يوسف (مريسيل) مسؤول السلاح بالإمداد؟!
يا مريسيل تعال نوصيك
في الرئاسة الزول بناديك…
هو (بيعزمك) و (بيعتقد) فيك…
وف (شواشو) (طيبة) بيغديك…
قولو حالف ما بباريك
وما بدلي (التهمة) فيك!!
يا مريسيل…
يامريسيل… تعال نوصيك…
يلا نمشي النيل…
جم (جزيرة الفيل) …
يبقى نلقى سلاح…
جايبو (جالبو) عميل!! إن كان هنا جزء متبقي من السلاح الذي تم تسليمه للدعم السريع في ابريل 2022 م…
لعل وعسى ان نجمع كميه منه نحرر بها الخرطوم!!
ثم أرجع من العام للخاص بحثاً عن مأوي تستقر فيه أسرتي وانا في تجوالي الدائم… الحصاحيصا المسلمية حلة عبدالعزيز القريقريب فداسي…الشرفة بركات فابوحراز… ثم الفاو فالقضارف فكسلا و بورتسودان ثم الصراف فالمدينة عرب والطلحة ومهلة والكريبة..
ومازلنا *راجين الله في الكريبة.*
وكلما عانيت من لؤم السماسرة والسمسارات و(الشمشارات) تمنيت لو اني ذهبت إلى أهلي في مروي او وادي بشارة… ولكن…
تظل كل مدينة بطعمها ونكهتها الخاصة…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.