عمار العركى يكتب : *المعركة السياسية على مسرح جدة*
الوساطة السعودية الامريكية تستضيف “الإتحاد الإفريقي و الإيقاد” الضالعين في التدخل فى الشأن السياسي السودانى،، ثم.ترفعه الوساطة الى درجة شريك أصيل موازى ، رغم.ان بنود الوساطة المعلنة انسانية بحتة تحظر التسيس صراحة .
* جميع من يرعون المفاوضات بجدة رحبوا بالبيان الختامي لمجموعات الشتات السياسى فى أديس أبابا برئاسة حمدوك ، بعد.أن سبقتها فى إعلان التأييد والدعم مجموعة الضغط الدولية ( بريطانيا ، امريكا ،.الإتحاد الأوربى ، الترويكا و الأمم المتحدة و بعثتها في السودان)
* رعاة التفاوض أصروا أن يكون الوفد الرسمي ممثلاً للجيش و ليس الحكومة و يعتبر السفير خبيراً مجرداً من لقب الوظيفة {وهذا مؤشر من رعاة التفاوض بعدم إعترافهم بوجود حكومة }.
* عدم إعتماد مبدأ و شرط الجيش المعلن من أجل العودة للتفاوض ( خروج الميلشيات من بيوت المواطنيين و الأعيان المدنية).
* لاضعاف الموقف التفاوضى الحكومى ، شرعت الميلشيات فى تصعيد أعمالها العسكرية ، بترويع وقتل المدنيين بالقصف المدفعى العشوائى ، مع مهاجمة الجيش في عدة جبهات بمشاركة ميلشيات اجنبية وامداد خارجى ، بعلم و دعم ممن يرعون التفاوض في كل من (نيالا، زالنجي ، الأبيض، حقول البترول ومطار بليلة) ،
* هكذا تكاملت خيوط وخطوط التأمر السياسى على مسرح مفاوضات جدة ، الذى جمع المتمردين من محليين وغزاة أجانب وحاضنتهم السياسية المحلية والداعميين الخارجيين الإقليميين مع متابعة ورعاية من على البُعد من قبل دولة الشر والخراب ، فى إنتظار لحظة الصفر بتوقيع الوفد الحكومى على استمرارسيطرة وتحكم دولة الشر وكالة وإنابة عن قوى الهيمنة والأطماع والمصالح ، وذلك ببقاء و تمكين التمرد و حاضنته السياسية المتواطئة على المشهد السياسى،والعسكرى السودانى .
* فما أشبه مشهد وموقف القوات المسلحة اليوم بجدة ، بأمس 15 ابريل والذى كانت كل المقارنات والأرقام وتقديرات الموقف المنطقية تذهب فى اتجاه نجاح المخطط التأمرى الإنقلابى المباغت ولكن كانت للقوات المسلحة رأى آخر، سابقة إعجاز لم ولن تتكرر بدحرالإنقلابيين وميلشياتهم المحلية والأجنبية بكل أعدادهم وعدتهم وعتدادهم.
القوات المسلحة ووفد الحكومي على علم بتفاصيل وتكتيكات المعركة السياسية قبل الذهاب إلى جدة ، حتى قرار الذهاب الى جدة والقبول بإستئناف شريطة ان تقوم الوساطة بدورها فى الزام الأطراف فى الإيفاء بإلتزاماتها وتعهداتها السابقة ، كان تكتيك ضمن إستراتجية كشف عدم حيادية الوساطة. بعد احباط مخطط الإنقلاب السياسى -؛اثناء انعقاد المفاوضات – من خلال احتلال (نيالا) واعلان التمرد حكومته الموازية ، وما وجود (الاتحاد الافريقي والايقاد) فى جدة الا بغرض الاعتراف بحكومة التمرد المخطط لها ، وحتى تجد الوساطة العذر و تبرير إعترافها هي الأخرى.
* الوفد الحكومى توجه الى جدة ، بعد دراسة جيدة لهذا المخطط ، والإطمئنان التام في إفشاله ، مما اربك الوساطة وشركاؤها ، وجعلها تخرج بإعلان بنود مضطرب ورمادى اللون ، لا هى لبت رغبة واشتراطات الوفد الحكومى للعودة للتفاوض ، ولا طموحات وآمال التمرد وجناحها السياسي ، ولا نستبعد تعمد الوساطة نسف المحادثات بعد انهيار المخطط السياسى بهكذا بنود.