منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

الشفيع أحمد عمر يكتب : *قحت .. تاريخ . من تأرجح المواقف .. والأفعال*

0

الشفيع أحمد عمر يكتب :

*قحت .. تاريخ . من تأرجح المواقف .. والأفعال*

والبلاد .  تعصف المصائب في أرجائها .. وتمسك بتلابيبها .. والشوارع العتيقة يترقب صمتها هدير الحكايات القادمة وعقول الناس تمشي بالهمس و الدهشة و حيرة الغد المجهول .. عندها وفي ديسمبر 2018 .. و من بين ثنايا ركام الريبة والغموض ظهر تنظيم قحت . علي الساحة الوجلة .. وكان الفاعلين في تأسيسه يخططون له أن يكون ذا تأثير محدد و دور مرسوم بدقة وعناية .. فتراءى للناس . (أخطبوطية) هذا الجسم الجديد وغرابة السلوك التنظيمي الذي يمارسه . و النوعية المنتقاة من أفراد وقيادات وكادر هذا التنظيم ..و الأفقية المتبعة في إدارة و عمل هذا الكيان .. ومن ثم الخطط السياسية التي تم انتهاجها وكيف أنها ظلت تدور في حلقات منتظمة معلومة المحطات والدروب . فالجهة التي تحمل فرشاة الرسم هذه . تعرف كيف ومتي تضع اللون و المظهر (بضم الميم وكسر الهاء) المعين والشكل المناسب . والأبعاد الكلية حتي تكتمل اللوحة السريالية والذي نجم عنها الشكل الهلامي (اللاحق) متداخل الخطوط و الدوائر و الاتجاهات ..وهذه بطبيعة الحال أنماط الكتل السياسية التي يتم بناؤها وصناعتها وفقا لمطلوبات وصيغ ذات وظائف يدرك كنهها صاحب (المقام) .. و(المحراب). و(قائد الأسطول)
مضت قحت تكبر وتزدهر . وأصبحت معالم الشباب فيها بادية مع مظاهر متباينة من علامات (الفتوة). وطيش (السن) . ونزوات (العمر).فكان تجمع المهنيين . هو حامل اللواء الأول والسارية التي كان يتبختر عليها العلم (الأصم) (زهوا وخيلاء) .. و كانت لهذا التجمع قدرة هائلة علي التجميع والتحشيد . من ذوي الأعمار الشابة و
الواعدة . وأصحاب بناطلين (الجينز) وأقمصة (الكاروهات) . ونجح هذا التنظيم في جمع الآلاف أمام مقر الجيش . فكانت مسيرة التغيير الكبير والممنهج في خارطة السودان ..
ظهر جليا للعيان التنازع العنيف داخل هذا المولود الجديد .. فما أن حقق أول الأهداف (المطلوبة والمعدة) بتغيير رأس الدولة . حتي ظهر تجاذب الأدوار و أحقية الخط الذي يجب أن يسير عليه .. فكان الخلاف الواسع في وثيقة الاتفاق الأول مع قادة العسكر الجدد . في اكتوبر 2020 . و مجموعة الوثائق المسربة والتي كانت كل نسخة منها تحمل بنود الكفيل الصنيع .. فتجلت التجربة السياسية الفطيرة .. والأفكار الملوثة والتعجل الغبي في تأليب المواقف وتضارب مصالح المؤسسين . حتي انهار الجدار الأول من حائط المبكى (قحت) وذهب أهل (الدثور) وقتها يلملون الأوراق ويعيدون خلطها وتوزيعها مرة أخري . فكانت (الأربعة) أحزاب مرحلة جديدة أخري ، كثيفة الثقوب محنطة الأفكار والأدوار و لا تجيد التجديد ولو بمقدار ، أو حتي أن يأتي بخلدها الاستفادة من التجارب التاريخية و سنين الماضي في بلد يهوى القديم و يعشق النظر إلي ماضيه بفخر و انتشاء وكبرياء عظيم .. وحين تقزمت قحت في أربعتها من غير أن تتعلم صنيع الممارسة و الإصلاح و (لكأن) للشهر (أكتوبر) هذا موعدا لطيفا . مع جماعة قحت بكل تفرعاتها.. جاءها العسكر في فجر أكتوبر 2021 .. من جديد ودون استئذان . أو مراعاة لعهد الوثائق العديدة المبتورة .. جاءوها وانقلبوا عليها بعد أن أوصلوا البلاد إلي سحيق الممارسة . وبعد أن ملأ كادرها المستوزر في كل مفاصل الدولة ملأوا الدنيا زعيقا و سفسطة ومهاترة وتجاذبا مما جعل أهل السودان يضعون أياديهم على قلوبهم خوف القادم المجهول ..ومن ثم بدأت تداعيات مرحلة أخرى فارقة و مفصلية . يعايشها أهل أرض النيل الخالد الآن …
كان ذلك جزء من تاريخ قحت (المصنوع) والمنشور للعامة .. بكل تقلبات الأوجه فيه . وغياب المسؤولية والإرادة . كان ذلك هو المعلوم من صنعتها . وما خفي في الأضابير وأقبية الأمكنة المظلمة . كثير و (سيل) من خبايا . حارقة . و مؤلمة .. نكتبه برغم علم الناس به ونعيد تكراره . فمستجدات الأحوال تفرض علينا من جديد أن نقول بأن قحت واصلت في مسيرة السقوط في المستنقع الآسن والبيع الرخيص في سوق المخادعة و السفه و النظر القصير . فهي حينما تملكها الفراغ و دارت برأسها حمى اليأس و الحيرة والنزع من كرسي ملك قديم .. جال ببصر عقلها الغبي المتبلد ، أن تضع بضاعة خدماتها . في عراء دروب السفارات والمنظمات . ومجموعات السابلة الدولية . وهم يعلمون مقدار (رخص) ثمن البيع الذي سيتقاضونه.. فأوعزوا لها أن تكون ظهيرا سياسيا متقدما.. لمليشيا يسكن فيها الطمع والجشع وحب المؤامرة وخيانة العهود ..
نفخوا بأوداجهم المنصوبة في محطات الضلال . (ترنيمة) من تراجيديا العذابات المستمر .. وأحسنوا من بعد ذلك التواصل الحميم . مع جاهلي النفوس . و ملاك (الأدمغة) المتحجرة .. فكان الترجيح على خيار أن تتربع هي (قحت) من جديد . تمسك بتلابيب البلاد . تحكمه ولكن هذه المرة . بالفعل العسكري والتغيير (الخشن) و تتناسى في غفلة أحلامها . وشرود ذهنها أنها قد نصبت في زمان (عدلها) المنقوص . محاكم تطاول زمنها وكل بينتها هي (قلب نظام الحكم) وهي في سعي غشها اللاهث هذا .. تقوم ببناء ديمقراطية جديدة تؤسس لقواعد الحكم والإدارة والممارسة الراشدة وفقا لمزاجها وهواها … وزينت للقادة الحيارى . من إنكشارية الزمن الأبله . معالم الجنان الخالدة الزاهرة . و المتكئة علي ضفاف (سمار) النيلين الخالدين … ودخلت بنا الي تاريخ المؤامرة الخبيثة القاتلة من أوسع أبوابها .وهي شريك رئيس في انقلاب المليشيا علي كبرياء الوطن وشموخه و عزته . ومعلوم فعلها وغطاؤها السياسي . وكادرها المرشح لشغل مناصب الوزارات .الجديدة . وهم في خضم نشوة التغيير المرتقب . يصطدمون بكل الشعب وكل جيشه الجسور المقاتل في معركة الكرامة الكبرى عبورا من نهر الدم والخيبة و الخيانة العظمى الي الضفة الأخرى .ولأنهم جبناء . تركوا الميدان وسيرك العبث الذي نصبوه . وولوا هاربين الى مجاهيل المهاجر . ومراتع النشوة و مقام الخيبات العظام . هربوا هكذا دون حياء . و ربيبهم المسحور . مابين التمني الحلم . و الموت على أبواب مواقع وحاميات الجيش . هلكى وصرعى . وختام ملعون … تمضي بنا الأحداث وسير الأخبار وأخرون يمهدون السبل برجوع آثم لمجموعة (الخيابى الحالمة) وماكينة الفرز تبدأ من جديد في (رص) أوراق اللعبة السياسية .. وقحت ما بين تأرجح المواقف وضبابية الأفعال . يشير إليها عقلها المريض . ويعاودها من جديد . حبها السرمدي بالعودة الي حكم السودان و لو كان ذلك علي جثث الثكالي و بقايا المحرومين .. فتتزين (المسكينة) بإقامة الورش الخواء . والنقاشات الممجوجة . ومخرجات الأفكار الباردة المستوردة.. و وتتوزع فضائحها ما بين الحبشة والقاهرة والعواصم التي لا تقوي علي السير ترنحا وتنام علي حواف الأزقة والنوادي وملاهي المتعة الفضيحة.. وكما قال جلال الدين الرومي (من يدخل الطريق بلا مرشد سيستغرق مائة عام في رحلة لا تحتاج سوي يومين) وهم دخلوا بأرجلهم وإرادتهم في غياهب وادي التيه والضياع وحتما يوما ما ستعود قحت يا سادتي محمولة علي طائر الشؤم ينزلها الي (سواجن) لتقضي بقية عمرها مقيدة في سلاسل لا ينزعها عنها إلا الموت المحتوم .. فالشعب لا ينسى . والمواقف لا تتلون . وحب الوطن لا يتجزأ…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.