منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

الصادق ساتي يكتب : *مشكلة دارفور، المنبع والمصب*

0

الصادق ساتي يكتب :

*مشكلة دارفور، المنبع والمصب*

رجع إلى أخ وصديق كريم من أبناء دارفور بالرد على موضوع *_(محطة توليد الكراهية)_* قال فيه أن الكراهية التي نشهدها ونعيشها في الخرطوم إخراجا، وضربا، وإعتقالا، ونهبا،وسرقة، وإغتصابا للحرائر من الجنجويد منبعها ليس مولّد الكراهية عرمان فقط، بل أن سلوك أهل الشمال والوسط تجاه أهل دارفور أيضا سبب في هذه الكراهية…..
*فرددت عليه* :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم
أعود للتعليق على ردك في نقاط؛ :
🔸الحقيقة التي ترفض ويرفض الكثيرون من أبناء دارفور التعامل معها هي أن مشكلة دارفور أهم أسبابها هي عدم مقدرة أبناء دارفور وقبائلهم المختلفة على التوافق على وثيقة تعائش عرفية بينهم.
🔸وأن إقحامهم لأهل شمال ووسط وشرق السودان وتحميلهم المشكلة ما هو إلا هروب للأمام من حقيقة المشكلة.
🔸فلا يمكن لعاقل أن يقبل تحميل مشكلة دارفور لفئة من أهل السودان أكثر من 96٪ منهم لم يروا أي مدينة في دارفور في حياتهم🤔.
وأن فهم أهل شمال ووسط وشرق السودان ومعرفتهم بقبائل دارفور وأسباب مشاكلهم لا تزيد كثيرا عن معرفة الشعب المصري أو الأثيوبي بها. ولهذا لا يمكن أن يكونوا أو يقبلوا تحميل أهل دارفور مشكلة دارفور عليهم 🤔.
🔸حديثك أخي الكريم عن سيطرت الشمال والوسط تأريخيا على معظم الوظائف بالدولة كلام حقيقي، وأسبابه مردودة ببساطة لنظرية *( الإنتخاب الطبيعي)* المعروفة في النباتات، فالبيئة التي تنمو فيها أشجار السنط والطلح والهجليج لا تستطيع أشجار أخري النمو فيها إلا إن تغيرت البيئة بتغير كمية الماء أو تغير التربة.
فالحقيقة أن أهل الشمال والوسط هم من عملوا مع المستعمر الإنجليز والتركي وخالطوا الموظفين المصريين في السودان وفي مصر، وذلك في فترات إحتلالهم للسودان ولذلك كان من الطبيعي أن يرثوا عنهم الحكم ويحتكروا الوظائف.
🔸وبعد أن تغيرت بيئة العمل والبيئة السياسية في السودان بمعرفة المناطق الأخرى، ومنها دارفور بحقوقها، أخذت المناطق حقوقها الإنتخاب الطبيعي وأصبح أهل دارفور يمثلون رقما كبيرا في مجلس السيادة ومجلس الوزراء ووظائف الدولة والتجارة في أسواق أمدرمان والخرطوم ودنقلا ومدني وكل عواصم الولايات الأخرى ومدنها، بالإضافة لحكم ووظائف كل دارفور الكبري صارت خالصة لهم دون غيرهم.
🔸ما كان ينبغي لأهل دارفور فعله هو التعامل مع الواقع الجديد والإستفادة من مكتسباته في تطوير وتنمية إنسان دارفور وأرض دارفور.
🔸لكن للأسف تعامل أهل دارفور مع الواقع الجديد المتصالح مع طموحهم تعاملوا معه بمنهج سالب إستدعوا فيه كل فجور النفس الإنسانية وحشدوا له الكراهية وأفرغوها في أكثر من 5 مليون من مواطني الخرطوم بالضرب والقتل والإخراج من الديار والنهب لمتاجر ومخازن وسيارات ومنازل المواطنين، وإحتلال المنازل عنوة وإغتصاب بعض النساء الحرائر ، ونشر تلك الجرائم في الفضاء والإفتخار بها تكريسا للكراهية وإمعانا في الطغيان والظلم.
🔸وأعظم من ذلك أن القاتل الناهب السارق المغتصب يعود لأهله فيحتفوا به بطلا ممجدا تذغرد له النساء وتذبح له الذبائح 🤔
🔸فعلوا ذلك ونسوا وتناسوا وتجاهلوا إيمانهم وإسلامهم، وإنساتيتهم وجيرتهم.
🔸أخي الكريم قضية دارفور تحتاج أن يستعيد أهل دارفور لها إيمانهم وإسلامهم وإنسانيتهم المفقودة، فقوة السلاح ليست بديلا للإيمان والإسلام وأخلاق الرجال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.