عوض الخليفة طه يكتب
من مآسي الاسر السودانية بعد الحرب
كثيرة هي الجراحات والآم التي اصابت اهل السودان بسبب فظائع وجرائم هؤلاء الجنجويد الاوباش الذين قتلوا الابرياء وشردوا الاطفال والنساء واخرجوا الناس من بيوتهم وعاشوا في الارض فساد سرقوا البنوك والمؤسسات وحرقوه كثيرا من مرافق الدولة الاقتصادية
حجم الابتلاء كان عظيما فقد ابتلانا الله بقوم جهلاء مجردين من كل انسانية او اخلاق او ضمير
اليوم اصبح لكل فرد من افراد المجتمع السوداني حكاية مع المعاناة والآلم والضياع والتشتت من جراء الفظائع التي ارتكبها هؤلاء البرابرة في حق السودانين بعد تمردهم الغادر
بالامس وجدت امرأة سودانية بالحرم بمكة تبكي وتشتكي الي الله فعندما سألتها اجابتني بصوت باكي حزين وقالت لى والله يا اخوي انا عندي بناتي التلاته في مدني وجابني زوج بنتي عمرة والليلة سمعت انو الجنجويد مشوا مدني ونحن اصلا كنا في الخرطوم الكلاكلة والجنجويد اخرجونا من بيتنا وسرقوه لم يتركوا لنا شيئا ومن هناك اتوجهنا واستضافنا اخي في جبل اوليا معه في بيته انا وبناتي الثلاثة لكن برضوا الجنجويد جونا في الجبل ومرقنا من الجبل ونهبوا بيت اخي وخرجنا وذهبنا عند اقاربنا في مدني وهسع برضو عرفت انو الجنجويد دخلوا مدني وتاني ماعارفين نمشى وين وكيف نعمل ونحن كل شى تحت ايدنا صرفناه ثم اخذت تبكى وتدعوا وتلح في الدعاء ودموع الالم والفجيعة تسيل من عينيها ياالله تحفظ السودان وتنجى اهل السودان وتنتقم لنا حقنا منهم عاجل غير آجل يا الله انت عالم بحالنا نسألك ان تحمي ولادنا وبناتنا وتنصر جيشنا وتنصر السودان واهل السودان
هذه واحدة فقط من عشرات الالاف من القصص الماساوية التي عاشتها الاسر السودانية في مختلف ارجاء السودان بعد ان اجبرت انتهاكات الجنجويد تلك الاسر علي الخروج من مساكنهم وديارهم تاركين ورائهم كل حصاد عمرهم ليقوم الجنجويد بعد ذلك بنهب البيوت وسرقة العربات وحرق الموسسات وعاشوا فسادا لم يشهده تاريخ السودان القريب والبعيد
