استراتيجيات د. عصام بطران يكتب : هل المقاومة الشعبية المسلحة حرب اهلية؟؟
– لا، لن تكون نهايات المقاومة الشعبية المسلحة حرب اهلية!!… وهنا استخدم طريقة الهرم المعكوس في الاجابة على السؤال المحوري قبل تحليل المعضلة الاستراتيجية المتمثل في: (هل ستؤدي المقاومة الشعبية المسلحة إلى حرب أهلية)؟؟…
– لقد تناول بعض الخبراء والسياسيين الجانب السالب لتسليح الدولة للمواطنين لحماية أنفسهم وأموالهم وأعراضهم تحت غطاء أن هذا الفعل ستكون مالأته القريبة حرب أهلية بين القبائل سيمتد أثرها لتشمل كل مكونات الشعب السوداني الاثنية والعرقية دون النظر إلى المسببات والدواعي التي اضطرت الدولة والمواطن لحمل السلاح للدفاع وليس الهجوم وذلك أضعف الإيمان لمواجهة التمرد (المغولي).
– أثبتت التجربة أن لكل فعل رد فعل لذلك على أصحاب دعاوى الحرب الأهلية بسبب تسليح الحماية إعادة النظر في رؤيتهم الباطلة التي لن تجد آذان صاغية في ظل انتهاكات وإهانات المليشيا التي تستهدف المواطن وممتلكاته وأعراضه .
– لم يقدم أصحاب الرأي المعاكس أي رؤى بديلة لتسليح المواطن نفسه في مواجهة خروقات المليشيا وانتهاكاتها لحقوق الإنسان وارتكابها فظائع جرائم الحرب والاغتصاب والتنكيل والتشريد والتهجير…
– المشهد المتكرر لسيناريو انتهاكات المليشيا تجاه المواطنين العزل هو الذي فرض هذا الواقع وذلك لعدة أسباب منها:
١. الدفاع عن النفس والمال والعرض حق مشروع كفله الشرع والدستور والقانون.
٢. إسناد القوات المسلحة للقيام بمهامها العملياتية وترك عمليات الحماية والتأمين للمقاومة الشعبية.
٣. رصد المتعاونين والداعمين والخلايا النائمة للمليشيا وسط المواطنين.
٤. وقف سياسة التهجير القسري وجعل السكان والمساكن دروعا تستخدمها المليشيا في حرب المدن والاستنزاف.
٥. حشد الطاقات والتنظيم الشعبي الجمعي لمواجهة المليشيا وأعوانها.
– ليس هناك أي مخاوف من نشوب حرب أهلية بسبب تسليح المواطنين وانخراطهم في المقاومة الشعبية، ويمكن حصر الأسباب في الآتي:
١. الهدف الاستراتيجي للمقاومة الشعبية مناطقي وليس قبلي أو اثني أو جهوي يهدف إلى حماية منطقة جغرافية محددة من استهداف المليشيا.
٢. التسليح يتم بعد التدريب والتأهيل تحت إشراف مباشر ومنظم من اللجان المجتمعية الأهلية بتنسيق محكم من قيادات الفرق والمناطق العسكرية.
٣. أغراض التسليح دفاعية وليس هجومية لمواجهة المتفلتين والخلايا النائمة ساعة الصفر.
٤. إدراك المواطن لمخاطر الحرب الأهلية وان حربهم ليس ضد قبيلة أو مكون قبلي محدد وان عمليات التسليح تتم لأبناء المنطقة بسحناتهم وقبائلهم المختلفة.
٥. حصر العدو في دوائر مليشيا الدعم السريع والمتعاونين معهم من قطاع الطرق والنهابين والمتفلتين.
– نماذج متعددة للمقاومة الشعبية المسلحة في أنحاء العالم تمكنت من إجبار العدو على التراجع عن مخططات تغيير الخارطة الديموغرافية والتهجير لصالح مكون عرقي محدد، وبذلك تكون المقاومة الشعبية حربا على القبلية والاثنية والعرقية بعكس أن دعاوى الحرب الأهلية، وطالما هي كذلك من حيث الأهداف فإن مالأت الحرب الأهلية غير واردة إطلاقا لوحدة الهدف الاستراتيجي والتوافق الشعبي المسلح لحماية النفس من الانتهاكات المتكررة وليس الاعتداء على غير المعتدين…