منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

مسارات: محفوظ عابدين يكتب : لقاء البرهان حميدتي .. حبل الكذب قصير

0

يبدو أن قصة لقاء البرهان حميدتي في جيبوتي أو عنتبي الأوغندية التي راجت في الأسافير من منذ فترة ليست بالقصيرة كانت جزءا من العمل الإعلامي والاستخبارتي التي تقوده تلك الغرف التي تدير المعركة ،والترويج له بكثافة هو ايضا جزء من( السواقة بالخلاء) هذا المصطلح الذي خرج من دائرة المحلية إلى دائرة الإقليمية.واخيرا حسمت الايغاد ووضعت حدا للشائعات أن هذا اللقاء لن يتم وأخطرت الجهات المسؤولة بهذا التأجيل المفاجيء في نظر البعض ،في حين أن اللقاء أصلا مؤجل منذ يوم إعلانه والأسباب معروفة لكل ذي (بصر) و(بصيرة) ولكن جاءت الإفادات تترى من عدة جهات بعد أن تبقى من اللقاء أقل من( ٢٤)ساعة حيث ذكر منسق اللقاء أنه تعذر الاتصال بحميدتي. بعده جاء مستشار المليشيا عزت ليؤكد صعوبة اللقاء ،بعد ذلك جاءت تصريحات الصحفي عثمان ميرغني ليؤكد استحالة اللقاء لأن حميدتي أصبح في (ذمة الله) ،وكان لعثمان ميرغني أن يقول هذا الحديث بمجرد بث هذا اللقاء المزعوم بين البرهان وحميدتي ومنذ البداية بدلا من ان يجعل الناس في حالة من التساؤلات خاصة وأن عثمان ميرغني اخر صحفي جلس لحميدتي قبل الحرب بأيام لأكثر من ساعتين ،بل أكثر من ذلك فقد ظهر اسم عثمان ميرغني (وزيرا للكهرباء) في حكومة حميدتي ما بعد الاستيلاء على السلطة ،وبالتالي فإن حديث عثمان ميرغني بأن حميدتي في (ذمة الله) تأخر كثيرا وكان عليه يعلن خبر وفاته من منذ أن علم بمقتله من مصادره الموثوقة وأين قتل؟ وأين دفن؟ ولماذا لم تعلن المليشيا وفاته ولماذا لم تعلن القوات المسلحة وفاته ولماذا الاصرار على أنه ( حي) وما الهدف من من ظهوره على (تقنية) الذكاء الإصطناعي ، كل هذه الاسئلة كان من المفترض أن يجاوب عليها الصحفي عثمان ميرغني في وقتها أن كان هو حريص على إظهار الحقائق حسب طبيعة عمله في (الصحافة) وان فعل ذلك ونشر هذه المعلومات في وقتها لزادت من شهرته وشعبيته ومصداقيته ولكان نجم الفضائيات الاول مع تقديمه لقراءات وتحليلات تدعم صدق معلوماته ،ولكن يبدوا أن عثمان ميرغني فضل نشر تلك المعلومات ب(القطاعي) لحسابات يبدو أنها (سياسية) اكثر من انها (إعلامية).
وبعد تصريحات منسق اللقاء ومستشار المليشيا يوسف عزت بصعوبة عقد اللقاء وتعذر الاتصال بحميدتي وتأكيد وفاته على حسب ما جاء في حديث عثمان ميرغني، فإن القناعات بوفاة حميدتي قد تأكدت للكثيرين خاصة المشككين فيها من الأصل.
وكان أكثر المتفائلين بقيام هذا اللقاء بأن حميدتي سيتجاوز محطة (الذكاء الاصطناعي) إلى محطة( الدوبلير) وهو الشخص الذي يقوم بدور شخص آخر كما في السينما او كما كان يفعل الرئيس العراقي صدام حسين وهو يرسل واحدا من الذين يشبهونه إلى المناسبات المختلفة أي كانت الأسباب ومن بينها الاسباب الأمنية. وتوقع البعض أن يكون هنالك شخصا شبيها يقوم بدور حميدتي
ولكن تعذر اللقاء وفشل نقل حميدتي من محطة( الذكاء الاصطناعي) إلى محطة( الدوبلير)،وهذه نقطة تحسب على الغرف التي تدير هذه المعركة في كل جوانبها (الإعلامية) و(العسكرية) و (الاستخباراتية) وتؤكد حقيقة واحدة هي أن( حبل الكذب قصير).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.