الدكتور الدرديري محمد أحمد : وهل يعنينا لقاء البرهان وحميدتي ..!!
الشعب لا يزال قادراً على ان يقول: اذا كان السلام سيأتي والدعم السريع يحتل المنازل ويقطع الطرقات وليس لنا من سبيل للرجوع لديارنا، فهذا سلام لا يعنينا في قليل أو كثير.
هذا الشعب قادر على ان يقول: اذا كان هدف لقاء الجنرالين هو ان يؤمن للدعم السريع وضعاً يشبه وضع حزب الله في لبنان – فيكون جيشاً وحزباً، ويكون شعباً ودولة، ويكون شريكاً في الحكم القومي ومستفرداً بالحكم الإقليمي (في دارفور وكردفان) – ثم يتعطف بعدها ان هو رغب بإعادة المواطنين لمنازلهم على نحو انتقائي وبعد تقديم فروض الولاء والطاعة، فذلك ما لا يكون.
وهذا الشعب قادر على ان يقول: اذا كان هدف لقاء الجنرالين ان يعيد للدعم السريع وضعه السابق فيضحي من جهة هو المسيطر على الخزانة العامة واللجنة الاقتصادية، ومن الجهة الاخرى هو المالك للبنوك الخاصة ومناجم الذهب، فيقرر ان يؤهل المستشفيات وشبكات المياه والكهرباء اذا شاء، او يقرر تركها خاوية على عروشها اذا شاء، فهو لقاء لا حاجة لنا فيه.
وهذا الشعب قادر على ان يقول: اذا كان المأمول هو ان يعود حميدتي وجنده وازلامه للحكم آمنين من أي مساءلة ودون أدنى عقاب، فباطن الأرض خير من ظهرها. واذا كانت ذروة سنام هذا الامر وغاية المرام فيه هي ارجاع عملاء تلك الدويلة للسودان فيأتون في ركاب حميدتي وتحت صولجانه ليتابعوا نجاح ما بدأ في أم جرس وليتمكنوا من جديد من موارد البلاد وموقعها الجغرافي يوظفونها خدمة لمصالحهم وهم لا يبالون ماذا أصاب الشعب السوداني وماذا أخطأه، فذلك آخر ما نعيره إلتفاتة.
ان وسيلة هذا الشعب لرفض هذه المساومة الخاسرة ولابطال هذا الكيد الكبير هي مقاطعة اجتماع الجنرالين المعلن في يناير. فنكف عن متابعة ذلك الاجتماع، ولا نتسقط اخباره، او نعلق عليها، ولا نتشارك صوره وفيديوهاته. فاذا شذ كاتب او قروب عن ذلك قاطعنا ذلك الكاتب وهذا القروب. نفعل مثل ذلك في كل الوسائط على تنوعها.
فهذا اجتماع لا يعنينا في كثير او قليل ما دام موضوعه ليس خروج الدعم السريع من منازلنا، وانما هو عودة حميدتي عبر هذه الخطة البديلة لاستئناف ذات المشروع الذي انهار يوم 15 أبريل. بل هو اجتماع يسيئ الينا ما دام البند الاول فيه، بحكم الامر الواقع، هو العفو عن تمرد حميدتي والاعتراف له بدور قيادي والتجاوز عن ما أرتكبه والتراجع عن قرار حل الدعم السريع. وهو اجتماع يستهين بحرماتنا ودمائنا وأعراضنا ما دام هدفه الظاهر هو ادماج الدعم السريع بعد كل الذي فعل ضمن القوات النظامية، وربما ادماج الجيش في الدعم السريع.
ان هذه المقاطعة ضرب من ضروب المقاومة الشعبية التي تنتظم المدن والبوادي حالياً ووجه من وجوهها. والتاريخ حافل بالمقاطعات السلمية التي كانت أشد مضاء من الحسام المهند. ومقاطعة هذا الاجتماع وجدانياً هي وسيلتنا للاحتفاظ بكرامتنا بعد ان فقدنا كل شيئ غيرها. بل ان هذه المقاطعة هي البداية الصحيحة للعودة لمنازلنا ولو كانت انقاضاً ولشوارعنا ولو كانت خرابا. وهي البداية الصحيحة لأن يكون لنا وطن ولو بعد حين.
#كفاح – نيوز
#المقاومة_الشعبية_هي_الحل
#المقاومة_الشعبية_مطلب_شعبي
#التعبئة_العامة_مطلوب_الساعة
#شعب_واحد_جيش_واحد