مصعب بريــر يكتب: *هذه الأرض لــــنا ..!*
البعد الاخر
– لم يفيق غالبية الشعب السوداني من صدمة خيبة الشعارات الثورية الصاخبة التى اطلقتها حناجر الثوار ووعود احزاب (الفكة) مصحوبة بواجهات غسيل اموال الارتزاق الاجنبى بمستقبل وارف الجنان ، حتى فاجأه المنقذون الجدد بحرب مفتوحة لفرض الديمقراطية (#ضر_بس) عبر فوهات البندقية و الشفشفة و الابادة و التهجير القسرى ..
– لن تجد أى نقاش بين إثنين من السودانيين الان لا يخلو من السؤال المهم ، ما هو الهدف الحقيقي من هذه الحرب التى اوقعت اكبر ماساة نزوح داخلى و خارجى بتاريخ البشرية ، و كادت ان تدمر البنية التحتية للسودان ، بل ارجعته (تقدم) لحافة العصر الحجرى ، لماذا هذه الحرب اللعينة ؟!
– كنا حينما نتحسر من جنوح مليونيات الثورة ، و ميل الثوار الاحرار انذاك لتفكيك الانترلوك و حرق الاطارات و تحطيم الاشارات حتى بعد تمكن حكومة الثورة من قيادة الفترة الانتقالية ، سرعان ما ياتينا الرد بصراخ مبحوح حانق “حنبنيهو” .. فنستغرب هذا الاصرار على ازالة كل ما هو جميل لنعود مرة اخرى “لنبنيهو” بمبادرات “القومة للسودان” و بقية الطحين الذى لم يؤتى أكله حتى لحظة اندلاع الحرب اللعينة ..
– بدأت الحرب بحجوة (ام ضبيبينة) السمجة (من اطلق الرصاصة الأولى) ؟!، هذه “الرصاصة” التى اوردتنا مورد الهلاك ، وكشفت زيف شعار (الطلقة ما بتكتل ، بكتل سكات الزول) ، بالفعل الطلقة كتلتنا و احبابنا ، و لم نجد حتى من بتفضل علينا بستر الدفن ، فقد اضحى الموت سيد الموقف ، لا يدرى القاتل من قتل و لماذا قتلنا بدم بارد ، و لا يدرى المقتول لماذا قتل ومن قتله ، و ضاع شعار “الدم قصاد الدم ما بنقبل (الدية)” ..
– لقد ساد قانون (الغابة) بدلا عن مروج الديمقراطية الخضراء الوريفة التى وعدونا بها ، و اضحى المواطن المغلوب على أمره يبحث عن حفرة أو كهف يأمن فيه و ابنائه من انياب الذئاب البشرية التى وجد نفسه و بيته و شرفه و املاكه هدفا مشروعا لها فى اطار بحثها عن (الديمقراطية ، الفلول ، دولة 56) و بقية المبررات الفطيرة التى استندوا عليها لاستباحة دمائنا و حرماتنا فى سابقة ستظل نكتة سخيفة كاسوأ نموذج للهبالة السياسية و الانحطاط البشرى ..
– و لكن رغم كل ذلك لم يفت الأوان بعد ، يبدو ان قاتلنا و عملاؤه و الخونة الذين استرخصوا بيع الوطن بثمن بخس ، قد نسوا أو تناسوا بان الشعب السودانى كالذهب لا تزيده النار الا تجمرا و بريقا ، و ها هى جحافل الاسود تزأر هادرة بأننا لن نترك وطننا للمرتزقة و الخونة و العملاء و المأجورين وسماسرة المال السياسى الملعون ، و ها هى رسالة الشعب السوداني العظيم تفرض بإرادة الشرفاء من ابنائه البررة مهما تعاظمت التضحيات ..
*بعد اخير :*
خلاصة القول ، السودان وطن الاحرار و الابطال فاتورة بيعه ستكون باهظة على المتضاربين فى سوق العمالة و الارتزاق ، و عليكم ان تعيدوا قراءة التاريخ ايها الاقزام ، ويبقى السؤال قائما ابدا ، هل تحتاج الديقراطية الى قتل و ابادة الناس و احتلال منازلهم و اغتصاب الحرائر و تدمير النظام الادارى و الصحى و الخدمى بهذه الرعونة المدمرة ؟! فقد وعى المواطن السودانى الدرس بثمن غالى ، و تجرع مرارة الحرب التى احرقت الأخضر و اليابس، وأخيرآ … أيها الشعب السودانى إتحدوا ، انبذوا الفرقة و الشتات و وحدوا جبهتكم ضد عدوكم الذى يهدد وجودكم الآن ، فلنتجاوز ، نسامح ، نكظم غيظنا فالحصة الآن “وطن” يكون أو لا يكون .. وسيكون رغم انف المتربصين بحول الله وقوته، فهذه الأرض لنا ..
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين
#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
الاثنين (8 يناير 2024م)
[email protected]