منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. احمد داؤود العمده يكتب: *فلم المؤامرة*

0

وكل يوم يصدق ما تحدثنا عنه ان ما حدث له ارتباط مسبق بمليشيا الجنجويد ودعم معلوم المصدر والتخطيط عندما كان الهتاف تسقط بس كانت مركبات بعض السفارات و المنظمات و المليشيا وغيرها تجوب أنحاء الخرطوم والولايات تنقل المتظاهرين بتنسيق مع المعارضة و الجبهة الثورية و الحركات المسلحة، وكان الصرف واضحا على قيادات المظاهرات للتنسيق والمتابعة والحشد و قد حدث ذلك من خلال بعض الازرع التي زرعتها وسط مؤسسات الدولة المختلفة و بعض القيادات المجتمعيه إما بالولاءات القبليه او شراء الذمم و الابتزاز.
كان واضحا من خلال فلم المؤامرة التي تم احكامها ضد حكومة الانقاذ الوطني والتي كانت تسابق انتخابات عام 202‪0م التي اشيع حينها أن الرئيس البشير يرغب في تعديل الدستور والترشح لفترة رئاسية جديدة، نسبة ليقينهم وان لم تأتي الإنقاذ مرة أخرى كاملة فلن تأتي بهم (مكونات قحت) لذا كان لابد من مسابقة الزمن بالهتاف (تسقط بس) حيث كان الهاتفون الذين حركتهم عواطفهم الغاضبة تجاه الإنقاذ اما لطول الأمد او بحكم الايدولوجيا الموجهة لا يدركون ما معنى السقوط ولا يعلمون ما بعده رغم محاولات الشرح المضنية ولكن الاذان كانت صماء والقلوب جوفاء خاويه …
ولم يغيب عن فعل المليشيا صبها مزيد من الزيت على نار الهتاف و المظاهرات المشتعلةَ اصلا التي لم يكن يغيب عنها بعض أنصار الإنقاذ غير الراغبين في تجديد رئاسة الحكم للبشير بعد أن عجزوا عن الحيلولة دون ذلك من داخل مؤسسات الدولة والتنظيم…
ظهر وجه المليشيا المنافق أكثر وضوحا في البدأ مع نهايات الثورة بتصريحات زعيمها الموهوم بإمارة البلاد بعد زوال حكم البشير، فهو لم يكن يخفى مناداة جنوده وأهله له بالأمير، حيث كانت تصريحاته في معسكرات قواته في طيبة و الجيلي التي على مرمي حجر من معسكرات الجيش والامن دون أن تحرك تلك المؤسسات ساكنا وما أن سقطت الإنقاذ و عم انتشار قوات المليشيا كافة المراكز الحيوية في ولاية الخرطوم خاصة ودارفور و كردفان واخرى في وضوح تام للسيطرة على مفاصل الدولة التي كان من أبرزها الإستيلاء على مقار مباني المؤتمر الوطني كافة في جميع أنحاء السودان وجميع مداخل المرافق العسكرية والقصر الجمهوري و الإذاعة والتلفزيون ومن ثم تبعها بعد ذلك التامر لحل هيئة العمليات بعد مطالبات عديده من قبل مكونات قحت لحل جهاز الأمن والمخابرات الوطني وقوته العسكرية الضاربة التي كانت تخشاها مليشيا الجنجويد المسماة بالدعم السريع حينها مما مكن الأخيرة من الاستيلاء على معسكرات هيئة العمليات ومبانيها واسلحتها ومحاولة احتواء افرادها.
كان كل ذلك يحدث مع ازدياد تمركز قوات الدعم السريع تمكنا وبدعم من قحت مع إختفاء الهتافات التي كانت تصم الاذان قبلها (الجنجويد يتحل) بدأت تخفُت مع ظهور حميدتي الضكران الخوف الكيزان رغم فضه للاعتصام وكل الدلائل التي تثبت ذلك فصمتت قحت و نطقت كفرا باتهامها لنا سمته كتائب المؤتمر الوطني كما ادعت بفض الاعتصام رغم الفديوهات المسربة التي اوضحت بجلاء حجم المؤامرة والجرم الذي ارتكب فلم نعد نسمع بعدها اي حديث عن (الجنحويد يتحل) بل امعان في مزيد من التمكين كان برهن قرار صادر الذهب لشركات الدعم السريع بل ومزيد من التكريم لقائده الذي تم تكليفه بالملف الاقتصادي في ظل وجود وزير مختص في المجال…
ونتذكر كذلك لجنة ازالة التمكين التي كانت تتشدق بشعارات تحقيق العدالة وهي كذوب قد غضت الطرف تماما عن شركات و أموال آل دقلو الذين ازدادوا تمكينا وثراءً في فترة ما بعد الثورة بل تجيشا وتسليحاً وانتشار في كافة بقاع السودان بحجج واهية لصراعات قبلية أشعلوها هم بقصد الانتشار في مناطق لم تعرف الصراعات القبلية من قبل مثل الشرق والنيل الأزرق والقضارف وحلفا حركوا تلك المكونات بالفتنة حتى يجدوا لانفسهم موطئ قدم في تلك المناطق.
ظلت قوات الدعم السريع تتكاثر تكاثرا سرطانيا في وضح النهار وعلى مرأي ومسمع جميع أجهزة الدولة ومكوناتها السياسية والامنية بصورة متسارعة في ظل علاقات دولية متنامية و سيطرة محلية على كثير من مفاصل الدولة حتى أصبح زعيمها هو شبه الرجل الأول يأمر وينهي كما يشاء و يبعد عن طريقه كل من يعارضه او يعترضه في اي موقع داخل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية.
تم كل ذلك بل و اكثر دون وضوح تام لشكل التحالف الذي يبدوا أن المخططون له لقد عكفوا عليه بحرص حتى لا ينكشف بمحاولات تمويه عديدة هي التي جعلت حميدتي ينحني لسلطة الإنقاذ المسيطرة حينها و يتماها مع قرارات البرهان التي مكنتهم من التمدد والحشد حتى إستقوي وشعر بقدرته على السيطرة في ظل وجود بعثة الوصاية الأممية التي طلبها حمدوك بقيادة فولكر الذي كان لوجوده الأثر الأكبر في تمكين المليشيا وصناعة حاضنة سياسيه له على رأسها كمندر الحركة الشعبية ياسر عرمان وكيل أجهزة المخابرات الغربية وحامل جنسية جنوب السودان…
شهدت البلاد خلال فترة المظاهرات العديد من حالات الاختفاء القسري والاغتيالات في الوقت الذي كانت فيه كل المؤشرات تشير اليهم كطرف فاعل رئيس إلا أن بعض الابواق المأجورة الداعمة لهم كانت تعمل على تشتيت تركيز المجتمع باتهام أجهزة الأمن والشرطة رام وضوح مسؤولية حميدتي بصورة مباشرة عن كل ما حدث طيلة فترة المظاهرات منذ العام 201‪3 وما حدث من تصفيات غامضة واحداث عديدة في دارفور و الاتهامات التي تلاحق المليشيا في ما يتعلق بالازمة الاقتصادية الأخيرة واختفاء السيولة و تهريب الذهب و المخدرات داخل السودان بل و المتاجرة بها في دول الجوار والتي عبرها تم تجنيد العديد من الكوادر التي كانت تقود المظاهرات حينها وماعرف بلجان المقاومة لاحقا وكل ذلك كان يهدف الي إسقاط حكومة الانقاذ وسيطرته على مفاصل الدولة بدعم دولي معلوم وداخلي واضح .
بالنظر إلى كثير من الأحداث المتلاحقة بدءً من اللقاء الصحفي الذي قامت به صحفية سودانية تعمل بقناة ال CNN حيث كانت بداية التلميع والتجنيد والذي في ظني انه انطلي علي الإنقاذ نفسها رغم قوتها الأمنية في حينها أو أنها حرصت على الاستفادة من طموحة في محاربة الحركات المسلحة ذات الطابع القبلي حينها و المدعومة سياسيا من المعارضة السياسية وماديا وعسكريا من الغرب عبر ليبيا وتشاد مع عدم استبعاد ايادي مخابرات الدول العربية التي كانت تخشي من نجاح تجربة حكم الاسلاميين حينها.
وهكذا ظل يتوسع زعيم مليشيا الجنحويد الذي استطاع ان يقضي على زعيم المحاميد موسى هلال اقوي منافسيه على مناجم الذهب مستقلا خلافه مع حكومة الانقاذ حينها مما مكنه من اسره وسجنه و لم يطلق سراحه الا بعد الثوره المزعومة بفترة، مكنه كل ذلك من مزيد من التجييش والانتشار وبناء العلاقات الخارجيه والداخليه مع الزعامات الأهلية والطرق الصوفية حيث كانت حركته في ظل وجود حكومة الانقاذ ضعيفه وعلى استحياء نسبة لضعف قوته مقارنة بقوة الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى مجتمعه والمتحكمة ولكنه وجد فرصته بعد ذلك وتمدد حتى كانت ساعة الصفر عندما شعر بأنها الفرصة التي لن تتكرر في ظل النداءات المتكرره بدمج جميع القوات في بوتقة القوات المسلحة وفقا لشروط القوات المسلحة بعد اتفاقية سلام جوبا ولكن كان لقحت بزعامة فولكر و داعميها رأي اخر لان هدفهم الأساس كان تفكيك القوات المسلحة المتهمة زورا و بهتاناً بأنها وعاء للاسلاميبن.
ظلت الندوات تعقد في ظل الترويج للاطاري المشؤوم الذي نعق به فريق بوم قحت المتحالفة مع المليشيا سرا وكانت الأكيدة التي لا تحتمل الخسارة مطلقا بأنهم واثقون من نجاح عملية تصفية قيادة القوات المسلحة ومن ثم اخضاع بقية الشعب و قواته للامر الواقع ويتم تشكيل جيش جديد نواته المليشيا وحكومة جديدة أساسها قحت….
هل حدث ما توقعوه لم يحدث والسؤال ماذا حدث بعد ذلك ؟ هذا ما سوف نتناوله لاحقا في مقال آخر .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.