منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

محمد التجاني عمر قش يكتب : *فيديوهات وآراء عن الوطن!*

0

محمد التجاني عمر قش يكتب :

*فيديوهات وآراء عن الوطن!*

شاهدت خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم عدد من الفيديوهات التي تحدث فيها عدد من المهتمين بالشأن السوداني هم تحديداً الدكتور صلاح البندر الخبير الاستراتيجي المعروف، والأستاذ الصادق الرزيقي، الصحفي الذي لا يشق له غبار، والفيديو الثالث تحدثت فيه الدكتورة نور تاور كافي، الأكاديمية والباحثة المعروفة. وما يجمع بين هذه التسجيلات أنها تلقي الضوء على ما يدور في السودان من أحداث والأشخاص الذين اسهموا فيها ومن يقف وراءهم وما يحاك ضد السودان من مؤامرات تستوجب الانتباه من قبل دوائر اتخاذ القرار والجهات المسؤولة عن الأمن القومي السوداني وعن علاقاتنا الخارجية وما ينبغي أن يكون عليه موقف السودان حيال كثير من التحركات والمنظمات الإقليمية التي تؤثر بشكل أو بآخر على مجريات الأحداث في بلادنا وكيف يمكن معالجة الآثار المترتبة على الحرب وما حدث من شرخ واسع في مجتمعنا السوداني. وكل الذين تحدثوا في هذه الفيديوهات تميزوا بالصدق والدقة فيما قالوا بحكم أنهم أناس متابعون للأحداث على الصعيد الدولي والمحلي فجاءت إفاداتهم محذرة من مغبة الغفلة التي يتعامل بها المسؤولون السودانيون مع الأمور!

الدكتور صلاح البندر تحدث عن أهمية موقع السودان الجيوسياسي لكونه يمثل القلب النابض لدول القرن الإفريقي علاوة على أنه من الدول المطلة على البحر الأحمر وله أطول ساحل على هذا الممر المائي الذي تتكالب عليه الدول من الإقليم ومن العالم شرقيه وغربيه، بينما الأجهزة المعنية بهذا الملف في السودان تتصرف وكأن الأمر لا يهمها أو أنها لا تدرك أهمية البحر الأحمر للملاحة الدولية! وهنالك خطط معلنة ومنشورة ومساعي حثيثة للسيطرة على موانئ البحر الأحمر؛ لأن من يستطيع التحكم فيها سيكون بمقدوره خنق عدد من دول المنطقة اقتصادياً، وأمنياً، وعسكرياً. ومن هنا يلفت الدكتور صلاح البندر الانتباه لضرورة وضع الخطط اللازمة لرعاية مصالحنا في مياه البحر الأحمر بكل السبل؛ حتى لا تطلع علينا شمس يوم من الأيام ونقول يا ليتنا كنا نعلم؟ فها أنتم قد علمتم والمطلوب منكم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للمحافظة على مصالحنا القومية وحمايتها من التدخلات والأطماع الدولية والإقليمية؛ خاصة في هذه الفترة الحرجة التي يتعرض فيها السودان لتحركات وهجمة استخباراتية شرسة من أجل السيطرة على قراره السياسي واستغلال موارده الطبيعية والتغول على سواحله. وكل ذلك بسبب انعدام الرؤية الوطنية الواضحة وغياب المنظومة الحزبية الواعية.

من جانبها تحدثت الدكتورة نور تاور عن سعي الدوائر الماسونية والصهيونية لاستقطاب كوادر سودانية واعدادها لتولي مناصب قيادية عليا في الجهاز الحكومي وعبرهم تستطيع تلك الدوار تمرير أجندتها في هذا القطر المنكوب والمستهدف من أكثر من جهة! وقد ضربت مثلاً بالدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السابق وشرحت كيف استوعبته الماسونية منذ تخرجه من جامعة الخرطوم وكيف مهدوا له الطريق من خلال المجلس الثقافي البريطاني ومن بعدها تولاه محمد إبراهيم مو، وتوسطت له اللجنة المركزية للحزب الشيوعي حتى حصل على وظيفة في مكتب منظمة العمل الدولية، وكيف تولاه أستاذه الصهيوني في جامعة مانشستر حتى نال درجة الدكتوراه، ومن هناك طار إلى هراري لتولي وظيفة مرموقة في إحدى الشركات وما زالوا يكلأونه حتى تولى منصب رئاسة الوزراء، ولكن الله سلم ولم يستطع تنفيذ كامل المهمة الموكلة إليه مع أنه قد مكًن للدعم السريع وداعميه محلياً وإقليمياً عبر إسناد الشأن الاقتصادي لشركة الفاخر فعاثت فساداً في الاقتصاد السوداني ومهدت الطريق لصعود نجم آل دقلو ومن يقف وراءهم من دول المنطقة حتى وصل الأمر لما نحن فيه الآن من مصيبة أبتلي بها السودان من شرقه إلى غربه!

أما الأستاذ الصادق الرزيقي فقد ظهر أنه فعلاً أسم على مسمى إذ تحدث بصدق وحس وطني عالي جداً وأشار بلا مواربة إلى ذلكم الشرخ الاجتماعي الغائر الذي خلفته حرب آل دقلو على الشعب السوداني بدعوى إقامة دولة العطاوى أو آل جنيد، تحت ذريعة بسط الحكم المدني والديمقراطية واستخدم أبناء قبائل غرب السودان وقوداً لهذ الحرب المهلكة والماحقة التي قضت حتى على أحلام آل دقلو وإمبراطوريتهم المالية، وسيظل ما فعله الدعم السريع ماثلاً في أذهان الشعب السوداني لفترة طويلة، قد استدعى الأستاذ الرزيقي ما حدث من فظائع إبان فترة المهدية وأدت إلى النفور بين “أولاد الغرب وأولاد البحر” خاصة بعد مذبحة المتمة! وفي هذا الصدد لابد من بذل جهود اجتماعية مضنية لإزالة هذه الرواسب حتى ينصهر السودانيون جميعاً في بوتقة وطنية واحدة بعيداً عن القبلية والجهوية.

خلاصة القول إن هنالك خللاً واضحاً في كثير من الجوانب في السودان أمنياً وسياسياً وربما عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً، ومن الضروري تفعيل دور الجهات المنوط بها تولي هذه الجوانب بطريقة حديثة وفعالة، وبقدر كبير من الإحساس بالمسؤولية الوطنية؛ حتى نسد جميع الثغرات التي ينفذ منها الطامعون إلى بلادنا سواء عبر الجماعات أو الأفراد بحيث لا يكون السودان بعد تجربة هذه الحرب اللعينة كما كان قبلها؛ وذلك بإسناد الأمر لمختصين بدون مجاملة ووضع الخطط العملية والعلمية لتصحيح المسار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.