الحكيم السوداني يكتب : *الخروج الكبير*
الحكيم السوداني يكتب :
*الخروج الكبير*
* هل ترى في الخروج الكبير للأسر السودانية في ظروف و واقع مخالف لأسفارهم السابقة له مردود ما ؟
# أكيد ..و من الملاحظ اخي الكريم الإنتشار الكثيف لمقاطع الحنين للوطن و المدن و الأحياء و البيوت و جلسات الأنس.
*ألا ترى في ذلك نوستالجيا عادية تصيب اي مغادر لوطنه أو مدينته؟
# لا…ابدا …هذه المرة عرف الناس قيمة الوطن و الأوطان…
شافوا ذل البحث العجول عن سكن مناسب ، و صفوف الإنتظار للحصول على إقامة..و مورد رزق في بيئة جديدة تماما يوفر عيشا كريما و يحمي قليل ما تبقى من مدخرات ، و شبكة علاقات آمنة ترفد هذا المورد بالنصح و المشورة و المساعده و الحماية من النصب و الإحتيال ، و البحث عن مدارس للأبناء تضمن لهم مستقبلهم و تحميهم من مشاكل التنمر و غيرها..هذا ليس اغترابا فرديا يسبقه تعاقد و ترتيب و تنظيم…هذا تهجير قسري جماعي لبدايات من الصفر.
* الا ترى أن كل هذا الجليد من حب الاوطان و الحنين له قابل للذوبان مع أول لفحة شمس من هجير السودان اللافح أو رؤية شوارع متسخة حتى صارت مقولات مثل (ملعون ابوك بلد) و غيرها…عادية على كل لسان؟
# لا أظن ذلك…لأن هذا التهجير القسري بسبب الحرب شكل وجدانا جديدا و وعيا حقيقيا بقيمة ان يكون لك وطن ، وعي عصي على التغيير بعبث العابثين من عطالة السياسة كما تعودوا دائما.