ابراهيم عثمان يكتب : *نان يا النور !*
ابراهيم عثمان يكتب :
*نان يا النور !*
الدكتور النور حمد : ( حرب الاتصالات المتمثلة في حجب الانترنت لخدمة الأغراض الإجرامية، نهج كيزاني عرفناه منذ فض اعتصام القيادة. الآن نقلوا الحرب بالسلاح إلى حرب أداتها قطع الاتصالات. ضحايا هذه الانعطافة في الحرب هم المدنيون. لكن، هل اكترث الكيزان منذ 1989 بما يصيب المدنيين جراء إجرامهم وجشعهم؟ )
قبل سنوات روى لي أحد المعارف من قرية قريبة من مدينة “أبو حمد” أن فتىً اسمه النور وجد كوز ماء معبأ في مزيرة فلم يدلقه ويشرب من الزير بل تناوله دفعةً واحدةً، واكتشف وهو يضعه أنه شرب “جاز” وليس ماءً، وبدأ يستفرغ، فقال له أحدهم : ( نان يا النور لا بتشوف ولا بتشُم ولا بتضوق ؟ )
.. خطر لي أن أسأل الدكتور النور حمد على طريقته :
نان يا النور لا بتقرأ ولا بتسمع ولا بتحلل ولا بتسنتج ولا بتوزن البينات ولا بتعرف أي شيء غير إنو خصومك لازم يُدانوا ولو على حساب الحقيقة :
* لا سمعت بسيطرة المتمردين على بعض المواقع التي توجد بها أجهزة اتصالات رئيسية ؟
* ولا فكرت في أن حديثك هذا قد يضر سعيك لإثبات قوة وسيطرة الميليشيا ؟
* ولا سمعت بربط بعض المتمردين لما حدث بانقطاع الانترنت في مناطق سيطرتهم في دارفور ؟
* ولا فكرت في عدم وجود مصلحة للجيش في قطع الانترنت في مناطق العمليات، ولا بتأثر المسيرات سلباً ؟
* ولا فكرت في عدم وجود مصلحة للجيش في قطع الإنترنت في غير مناطق القتال، خاصةً في العاصمة المؤقتة بورتسودان ؟
* ولا استطعت أن تذكر مصلحة واحدة للجيش أو للكيزان في قطع الانترنت ؟
* ولا سمعت بالمجهود الكبير الذي يقوم به المهندسون بدعم من الجيش لإعادة الخدمة ؟
* ولا لاحظت عدم حديث المتمردين عن سعيهم لإعادة الخدمة ؟
* ولا لاحظت عدم احتفاء أنصار الميليشيا وحلفاءها بالعودة التدريجية للخدمة ؟
* ولا استطعت تقسيم المسؤولية بين الجيش والمتمردين كما يفعل القحاطة في بعض الجرائم التي لا يستطيعون تبرئة الدعم السريع منها ؟
* ولا استطعت أن تثبت أي شيء غير تحاملك وتطفيفك وعدم نزاهتك ووقوفك خلف الميليشيا المتمردة وإنفاقك السخي عليها من “مصداقيتك” ؟
لا أعتقد أنه يوجد شخص واحد يصدق أن كل هذا غائب عن د. النور حمد، ويقيني أن النور نفسه لا يصدق نفسه، ويقيني أنه لو اعترفت قيادة التمرد رسمياً بأنها تقف وراء قطع الانترنت، فإنه لن يخرج عن التالي :
* إما يصمت محرجاً وينسى المواطنين الذين يقول إنه يرفض التسبب في معاناتهم .
* أو يصادق على المبررات التي تسوقها، ويهاجم خصومه من خلالها، ويقول عن خدمة الانترنت ذات الذي قاله عن منازل المواطنين ( في زول احتل في معركة “محطة اتصالات” وشغلها لأنك إنت قلت ليه شغلها ؟ ما بشغلها إلا بتفاوض ) ؟
إبراهيم عثمان