منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

علي ادم احمد يكتب : *الرقص على الاشلاء*

0

علي ادم احمد يكتب :

*الرقص على الاشلاء*

ليس من الحكمة ولا من الاخلاق ان نتجاوز هذه الحرب وجراحتها المستمرة وبكل دم بارد نتحدث عن عملية سياسية وحكومة انتقالية دون احترام لهذه الدماء والارواح والاعراض التي لا زالت المليشيا الارهابية مستمره في انتهاكها ٠
بكل حماقة وتسطيح لبواعث هذه الحرب يتحدث بعض المحللين السياسيين والمتأبعين للشأن السوداني بان الامارات استطاعت احداث اختراق سياسي في الكتلة الديمقراطية في اجتماعهم بجوبا حيث لم يشر البيان الختامي لاي ادانه صريحة للدعم السريع قفز مباشرة الى الحديث عن عملية سياسية حقيقة لا زلت مقتنع على المستوى الشخصي بان الامارات ليس مشروع سياسي وليس لديها ادوات سياسية حقيقة لاحداث اي تغير في المنطقة الامارات لديها المال فقط يمكن شراء عبره السياسيين والكتاب ورؤساء الدول الفاسدة ٠
كنا نأمل ان يكون للكتلة الديمقراطية قيمة سياسية وطنية وتكون على قدر المسؤولية والراهن الامني والاجتماعي بدلآ من محاولتها ان تكون نسخة مقلدة من تقزم بل اسوء منها فتقزم على الاقل هذه الحرب حربها وعملت منذ ظهورها على المسرح السياسي السوداني على الاستيلاء على السلطة بكافة السبل لخلق انتقال متحكم فيه عبر الدول والمنظمات الغربية لاجل اختراق واحداث تغيرات اجتماعية وسياسية واقتصادية كبرى تؤائم مشروع المانحيين الدوليين في السودان والمنطقة ٠
من المؤسف ان تكون قيادات هذه الاحزاب والكتل السياسية مثل ” تجار الشنطة ” فهم في سعي دائم بين عواصم الاقليم والعالم لايحاد موطئ قدم في السلطة هذه التنقل بين “البازارات” السياسية شي مخجل ولا يناسب حجم وتاريخ الدولة السودانية وارثها السياسي ٠
اي حديث عن حياد او الذهاب عملية سياسية قبل الانتهاء من الحرب ومعالجة اثارها ومحاكمة مجرميها هو رقص على اشلاء وجراحات شعبنا ومكافاة سخيه للمجرمين والقتله من مليشيا الدعم السريع وجناحها السياسي٠
صحيح الوسط السياسي غير مستقر ومتقلب بين لحظة واخرى لكن لابد من وضع نقاط قيمية واخلاقية تكون حاكمة ولا يمكن يتجاوزها السياسي او الاحزاب ٠
ما يقارب العشرة مليون مواطن سوداني بين لاجئ ونازح نهبت امواله او اغتصب عرضه مدن باكملها تعيش الجحيم حرفيآ كل يوم هذا الواقع يجب ان يستصحبه السياسي الوطني في كل خطواته وتفكيره قبل ان يتخذ خطوة واحدة ٠ فلا يمكن ان تكون محايدآ وشعب يقتل فلا يمكن محايدآ ودولتك تتمزق عبر مليشيا عابرة للحدود فلا يمكن ان تكون محايدآ وشعبك يهجر ويذبح على الهوية العرقية ٠
العودة الى العملية السياسية في ظل كل هذه الظروف والحقائق التي يحاول ان يتجاهلها السياسيين تدل على الفقر القيمي والاخلاقي والانساني وضحالة رؤيتهم الاستراتيجية لهذا الصراع وابعاده الاقليمية والدولية ٠

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.