منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عامرالسيد(عامرون) يكتب : *الشهيد /متوكل الدسوقي (ابوساري _كولا ) : من القوز الى سلاح المدرعات الي ام درمان التضحيات*

0

عامرالسيد(عامرون) يكتب :

*الشهيد /متوكل الدسوقي (ابوساري _كولا ) : من القوز الى سلاح المدرعات الي ام درمان التضحيات*

مضيت وتركتنا نكفكف الدمع بالدمعات ..نغالب الشوق بالاشواق ..نكتم الآهه بين ثنايا الٱهات..اشرقت منك وفيك الأمنية ..فحملتك الامنيات شهيدا تذف الي الجنات ..منك تعلمنا العزيمة والشكيمة وكريم الصفات ..جمعنا مكتب البرامج في قناة طيبة كنت فيه ظلنا الوارف حين الملمات ولأنك أكثرنا مثابرة واجتهادوابداع فقد وقع عليك الاختيار لتكون مديرا للبرامج ..فأنت والنجاح صنوان ..كاتب صحفي حروفه مترفة بالابداع ومنتج برامج وسيناريست متميز ..متفرد في كل شيء ..مضت بنا الايام وانت في توهجك تنثر الابداع وتعلمنا معني أن تكون انسان ..
في ذاك اليوم التقينا في قلعة الفرسان سلاح المدرعات فتعانقنا طويلا في حميمية تكسوها البسمات .. فرحة لها وقع بين طيات الضلوع وكان معك ابن خالتك الشهيد احمد الجال ..لحظات لا تسعها كل المفردات ..علي مدار شهور نلتقي كلما سنحت ظروف المعركة نجلس تحت الأشجار في أنس جميل ..خططنا لعمل برنامج وثائقي يعكس حجم الدمار الذي خلفه التدوين في منطقة الشجرة وكنا نتجول في المنطقة لنقف ونشاهد ونحدد الأماكن ومنها المساجد التي استهدفتها مليشيا الدعم السريع..مسجد احمد قاسم ..مسجد الحماداب العتيق ومسجد الري المصري و مسجد محمد هاشم وغيرها من الاماكن ..خطوات مشيناها معا يا صديقي ..وفي تلكم الأيام احتدمت المعركة والتدوين بلا انقطاع ..والدانات فوق رؤوسنا لتقطع هاتيك اللحظات ..لكنها لم ولن تثني فرسان سلاح المدرعات وهم فوق طاقة المفردات شجاعة واقدام وثبات سنكتب عنهم بعد نهاية الحرب أن كان في العمر بقية ..من كتاب حياة شهدينا ابوساري نقراء حكاية الارتباط الأخوي العميق ..هم ثلاثة أبناء خالات استشهد الاثنين في معركة الكرامة هما احمد الجال ومتوكل الدسوقي وثالثهم المهندس مروان عبد المحمود ..ما بينهم ليس صلة القرابة لكنها صداقة ومحبة عميقة لم أري مثلها ..عندما داهمتني الملاريا كنت أجدهم في زيارتي كل ما خف التدوين وغابت اصوات الدانات اجد الشهيد احمد الجاك والشهيد متوكل الدسوقي بجواري يخففان عني ..مضت الأيام وكانت منطقة الشجرة العسكرية تحت التدوين المكثف ..وقعت أحدي الدانات في مقرهم ليستشهد احمد الجاك ويصاب متوكل الدسوقي بعدد من الروايش في أنحاء متفرقة من جسده لينقل الي السلاح الطبي..وعندما شعر ببعض التحسن قرر أن يمتشق سلاحة وينضم الي المقاتلين
لينال الشهادة في ام درمان بعد أن كتب بدايتها في سلاح المدرعات ليلحق بحبيبه وابن خالته احمد الجاك ..في اخر مكالمة بيننا قالها لي الحبيب/ عامرون انا خلاص نزلته الدفاعات ..لا زالت كلماته ترن في اذني فتجري دموعي وأبكي كما الاطفال ..كيف الحياة من بعد الشهداء احباب قلبك اخي المهندس مروان عبد المحمود وانت تودع اثنين من مثلث المودة والمحبة والإخاء ..اعرف لهفتك وشوقك وحنينك إليهم ولا ادري حين اقابلك كيف انظر في وجهك من بعد رحيلهم ..واعلم أن دمعك شلالات بلا انقطاع مثل ابنه ساري وشقيقته وصغيرتهم ميمي ..صبرا يا صديقي ..انها الشهادة وكفي في زمان عز فية النداء والفداء ..
في الاسفل صورة لأبناء الخالات الثلاثة الشهيدين متوكل الدسوقي وأحمد الجاك وثالثهم مروان عبد المحمود
التوقيع : عامرون
السبت 24 فبراير 2024م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.