شادي لويس يكتب : *قوة استعمارية تتدخل وتحتل وتستعمر دول وراء البحار، بالقوة العسكرية اسمها الامارات*
شادي لويس يكتب :
*قوة استعمارية تتدخل وتحتل وتستعمر دول وراء البحار، بالقوة العسكرية اسمها الامارات*
تمثل الامارت نموذج استثنائي وغير مسبوق تاريخيا للقوة الاستعمارية، وبتقدم نموذج فريد للاستعمار ما بعد الاستعماري، جدير بالدراسة الحقيقة، وهو الغريب فعلا أن الإمارات حتى الآن ناجحة بشكل كبير في منع وعرقلة أي محاولة أكاديمية لدراسة نموذجها الاستعماري قيد التشكل. بعيدا عن المقارنات المحلية التافهة بين الإمارات وقطر، أو الإمارات والسعودية. فالإمارات هي القوة الإقليمية الاستعمارية ذات النفوذ والوجود الأكبر على الإطلاق في منطقتنا، حتى بالمقارنة بإسرائيل اللي نشاطها الاستعماري مقتصر على دول جوارها المباشر. لم تعد الإمارات مستثمر كبير يستخدم فلوسه وقوته الناعمة في التأثير السياسي لدول الجوار، بل اصبحت قوة عسكرية مسلحة بتتدخل وتحتل وتستعمر دول وراء البحار، بالقوة العسكرية، وفي دول أخرى لديها وكلاء محليين مسلحين يقوموا بإدارة حروب أهلية بالوكالة. بل ومن اسبوعين نسمع خبر عن مقتل جنود في قوات إماراتية في الصومال وهكذا.
وجود الإمارات الاستعماري في المنطقة وجوارها كبير ومتشعب عبر قارتين، تحتل الإمارات بالشراكة مع السعودية دولة البحرين الجارة، وإن كانت السعودية الشريك الأكبر. في اليمن خاضت الإمارات حرب مباشرة بشراكة مع السعودية أيضا، والآن تحتل الإمارات اجزاء من اليمن بشكل مباشر، ولديها قوات محلية تعمل بالوكالة تحتل مناطق أخرى، لدى الإمارات قوات عسكرية وقواعد في الصومال وصومالي لاند، والأخيرة إقليم انفصالي خاضع بشكل كبير لإدارة إماراتية، في كلا من ليبيا والسودان، تدير الإمارات حربين أهليتين، بقوات محلية تعمل بالوكالة لدى الإمارت، تدير الإمارات عمليات عسكرية ولوجيستية واسعة في حوض البحر الأحمر، وبتواجد في كل من جيبوتي وأثيوبيا، ده غير تأثير عسكري في تشاد أيضا، وذلك لصالح عملياتها في ليبيا والسودان. ده غير الشراكة الاستعمارية العلنية مع إسرائيل تواءمها الاستعماري الأقدم في المنطقة.
النموذج الامبريالي الإمارتي، نموذج بسيط وواضح هي تستهدف دول فاشلة وشبه منهارة زي الصومال مثلا وتعمل شراكة مع قوة محلية هناك، وعن طريق هذه الشراكة أما تبقى طرف في حرب أهلية طويلة تخرب البلد أكتر وتسهل استيلاءها عليها زي في السودان وليبيا، أو إنها تكتفي باقتطاع حتة من البلد والسيطرة عليها زي صومالي لاند وجنوب اليمن.
الحالة في مصر أبعد ما تكون من هذه النماذج، يعني الدولة ماهياش في حالة انهيار، ولا احنا في حالة اقتتال أهلي، لكن عمليا في وضع اقتصادي كارثي، ولدينا سلطة غير مؤتمنة، تقتطع الإمارات لنفسها مساحة نفوذ على البحر المتوسط على الساحل الشمالي المصري، وتكتسب نفوذ وتأثير داخل الدولة بوصفها المستثمر الأكبر فيها. حاليا لا اعتقد إنه عند الإمارات طموح لتحويل مصر لمستعمرة، أو أجزاء منها لمستعمرة، ولا أعتقد الظروف تسمح بحاجة زي دي. لكن على المدى الطويل في ظل سياسات السلطة الحالية غير الرشيدة، وافتقادها لأي بوصلة أخلاقية أو وطنية، لا يبدو ذلك المصير الحزين والمستحق للأسف بعيد عن التصور.
شادي لويس