ابراهيم عثمان يكتب : *الشفافية في زمن القحط ( ٣- ٦ )*
ابراهيم عثمان يكتب :
*الشفافية في زمن القحط ( ٣- ٦ )*
٣/ شفافية التبعية
ارتبط عدم الشفافية عند قحت بعلاقتها مع الخارج في سبع موضوعات رئيسية ( أدوار الخارج في التغيير، البعثة الأممية، تمويل مكتب حمدوك، الدستور، الاتفاق الإطاري، وتمويل أحزاب قحت )، وكان الأمر دائماً يأخذ طابع التكتم، إلى أن تتسرب بعض المعلومات فتأتي “الشفافية” المتأخرة وغير الكاملة والتي تكشف عما لا يرضي غالبية الشعب .
١/ الأدوار الأجنبية في التغيير : الذي لا ينكره إلا مكابر أن هذا التغيير الذي أسقط الإنقاذ كان هو الأكثر ارتباطاً بالخارج في تاريخ السودان . وقد اعترف جعفر حسن بأن : ( أي سفارة كانت عاطلة جابت لستتها وقالت عينوها لي ) ولا يُعقَل أن تقدم السفارات قوائم التعيين إن لم تكن لها أدوار في التغيير تعتبرها ديوناً واجبة السداد، وإن لم تكن قناعتها أن الجهات التي تلقت القوائم ذات قابلية لهذا النوع من رد الدين، وأنها حتى إذا لم تقبله بتمامه، فلن تغضب غضباً تُخشَى عواقبه، وأنها ستبدي استعدادها لأداء ذات الأدوار المطلوبة من الأشخاص الذين احتوتهم قوائم التعيين، هذا إن لم يكونوا ضمن القوائم !
٢/ استجلاب البعثة الأممية : الكل يعلمون أن الأمر تم بسرية لا علاقة لها بالشفافية، وأنه حتى الإمام الصادق المهدي – الذي وصفها ببعثة الوصاية – لم يُشاوَر ولم يعلم بخطة استجلابها .
٣/ تمويل مكتب حمدوك : وهو التمويل الذي أتى خبره من الخارج، ومن المادة التي نشرها الصحفي محمد عثمان إبراهيم، والتي حوت كثيراً من التفاصيل الخطيرة التي لم يكن مكتب رئيس الوزراء قد أعلن عنها، ولم يرد عليها مكتب رئيس الوزراء عندما ذاع خبرها ! والمعلوم أن الأمم المتحدة كانت قد أعلنت بطريقة “شفافة” عن تلقيها لطلبات التوظيف لمنصب مستشار النوع في مكتب حمدوك، لكنها سرعان ما تراجعت عن هذه الشفافية وسحبت الإعلان بعد الضجة التي أثارها !
٤/ الدستور : لم تبادر قحت بالحديث عن الأدوار الأجنبية في دستورها، واعترف بعض قادتها بعذه الأدوار بعد أن أُثير الأمر وأحدث جدلاً واسعاً .
٥/ لاتفاق الإطاري : صُدِّرت للناس فكرة أن السفارات تقوم فقط بالتيسير للوصول إلبه، لكن حميدتي اعترف “بشفافية تامة” بأن الأمر يتجاوز التيسير إلى التسيير.
ولم يجرؤ قيادي قحاتي واحد على تكذيبه بصورة مباشرة، وكل الذي استطاعوه هو إدخال تعبير جديد إلى قاموسهم وهو ( العملية السياسية التي “يملكها السودانيون” ) ! الغربب في الأمر أنهم خالفوا عادتهم ولم يقولوا ( السودانيات والسودانيون ) !
٦/ تمويل أنشطة قحت : لولا حديث الصحفي خالد الإعيسر، وسؤال مذيع “الجزيرة” لما تيقن الناس من تمويل المنظمات الغربية لأنشطة التنسيقية، فالناس لم يسمعوا بما ذكرته الناطقة باسم التنسيقية رشا عوض من أنهم كانوا قد أعلنوا عن ذلك سابقاً .
٧/ التدخل العسكري الأجنبي : في تعبير صارخ عن مراوغتهم وعدم شفافيتهم قال جعفر حسن لمذيعة الجزيرة ( نحن لم “نُجِز” التدخل العسكري حتى الآن لكن لا تنقلي عني أنني قلت إننا نرفضه) لكن الأدلة متوفرة على رغبتهم فيه، بل الأدلة متوفرة على تأييدهم لتدخل حادث الآن بالتسليح الذي يتلقاه الدعم السريع بشهادة الأمم المتحدة .
وهكذا يتضح أنهم في كل الموضوعات الرئيسية في علاقتهم بالخارج كانوا غير شفافين، وتأتي اعترافاتهم متأخرة وناقصة وتحت الضغط وفي شكل محاولة للملمة أطراف الفضائح .
إبراهيم عثمان